صحافة

"المشهد اليوم"... طهران "انتقمت لقنصليّتها" وتل أبيب تتوعّد بـ"رد قوي"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات تطورات الأوضاع الإقليمية على وقع ارتفاع حالة التوتر خلال الساعات الماضية، بعد انتقام إيران لاستهداف قنصليتها في دمشق بإطلاق عشرات الطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل مساءً، ما دفع العديد من دول المنطقة إلى إغلاق مجالها الجوي وسط استنفار الولايات المتحدة وتعهّدها بدعم إسرائيل، مطالبةً تل أبيب بالتنسيق المسبق مع واشنطن حيال عملية الرد على طهران.

وإذ أكدت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة صباحًا أنّ الهجوم الإيراني على إسرائيل انتهى، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أوفير غندلمان، أنّ إسرائيل اعترضت الغالبية العظمى من الصواريخ الباليستية الإيرانية التي دخلت المجال الجوي الإسرائيلي، لفت الجيش الإسرائيلي إلى أنه لا ينصح السكان في أي منطقة بإسرائيل بالاستعداد للاحتماء، في إشارة إلى نهاية التهديد الذي تشكله الصواريخ والطائرات المسيّرة الإيرانية.

وفي حين نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تذكر اسمه تأكيده أن إسرائيل تعتزم توجيه "رد قوي" على الهجمات الإيرانية، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن الحرس الثوري تأكيده تدمير أهداف عسكرية مهمة للجيش الإسرائيلي داخل إسرائيل. في حين أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة ساعدت إسرائيل في إسقاط كل المسيّرات الإيرانية تقريبًا، مضيفًا في بيان أنه تحدث إلى نتنياهو للتأكيد على "دعم أميركا الذي لا يتزعزع لأمن إسرائيل".

وبينما سارعت عدة دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، في إبداء دعمها للاحتلال الإسرائيلي، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية أنّ الصين تشعر بقلق بالغ بشأن التصعيد، في حين دعت وزارة الخارجية السعودية كافة الأطراف "للتحلي بأقصى درجات ضبط النفس" وتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر الحروب. بينما أفيد بأن مجلس الأمن يعتزم عقد اجتماع، اليوم الأحد، وذلك بعدما طلبت إسرائيل من المجلس إدانة الهجوم الإيراني عليها، وتصنيف "الحرس الثوري الإيراني" منظمة إرهابية.

أما في ما يتصل بمستجدات العدوان الإسرائيل على غزّة، فكانت حركة "حماس" قد أعلنت أنها "سلمت للإخوة الوسطاء في مصر وقطر، ردَّها على المقترح الذي تسلَّمته يوم الاثنين الماضي"، حول مفاوضات التهدئة في قطاع غزّة. في وقت تستمر فيه الاتهامات الإسرائيلية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بالعمل لإجهاض صفقة تبادل الأسرى مع "حماس".

في هذا الإطار، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "عملية 7 اكتوبر وتداعياتها، ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، بل هي خطوة ونقلة نوعية إلى الأمام، نحو الاقتراب من الانتصار، فالمعركة لم تتوقف بعد، حيث أنّ الفلسطينيين صمدوا، رغم الوجع والخسائر البشرية والمادية الباهظة غير المسبوقة".

بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الجهود التي تبذلها مصر بالتعاون مع دول عربية أخرى أو قوى إقليمية ودولية لتعزيز جهود دعم الاستقرار في الشرق الأوسط تتعدد، نظرًا لارتباط الاستقرار المحلي بالاستقرار الإقليمي والعالمي، خاصة في ظل تزايد احتمالات التصعيد، وتوسع رقعة الصراع بالإقليم مع تزايد احتمال الصدام بين إيران وإسرائيل".

واعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "الوقت حان لوقف هذه المذبحة المستمرة منذ أكثر من سبعة عقود، والمجتمع الدولي يملك كل الأدوات اللازمة للدفع باتجاه حل أساسه قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية، وبغير ذلك فإن كل شيء آخر سيؤدي إلى إزهاق المزيد من الأرواح البريئة".

وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "كل هذا التعنت الإسرائيلي لا يعفي المجتمع الدولي من مسؤوليته، وهو ملزم بموجب القوانين والمواثيق بالعمل على حماية المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال وكبار السن، فهذه الشرائح تستثنيها "أخلاق الحرب" من الاستهداف، كما ورد في الشرائع السماوية والدنيوية وأكدتها اتفاقيات جنيف الأربع".

ورأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنه "بعد دخول حرب الإبادة على غزّة شهرها السابع، لم يبق أمام الكيان الصهيوني أي أفق للخروج سالمًا سوى أفق التصعيد ومزيد من التدمير، ظنًّا منه أن ذلك سيُمكِّنه من تحقيق بعض أوهام النَّصر"، موضحةً أنه "يومًا بعد يوما، تزيد عزلته عبر العالم، ويومًا بعد يوم، تزيد حدة التناقضات بداخله، ويومًا بعد يوم، تتبدل تلك الصورة التي وضعها عن نفسه أنه واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط إلى النقيض تمامًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن