واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات تطورات الأوضاع الإقليمية على وقع ارتفاع حالة التوتر والترقب الإقليمي لما يمكن أن يكون عليه "الردّ الإسرائيلي على الردّ الإيراني" إثر استهداف طهران تل أبيب بعشرات المسيّرات والصواريخ انتقامًا لقصف قنصليتها في دمشق وقتل 7 من قادة "الحرس الثوري" في الهجوم، بحيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش خلال جلسة خاصة لمجلس الأمن في نيويورك، من أنّ "الشرق الأوسط على حافة الهاوية، وشعوب المنطقة تواجه خطرًا حقيقيًا لصراع مدمّر واسع النطاق". بينما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أن الولايات المتحدة تسعى إلى تجنّب المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.
وفي حين اختار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كلماته بعناية شديدة، معقّبًا على الهجوم الإيراني على إسرائيل في تصريح مقتضب: "لقد اعترضنا. تصدينا. معًا سننتصر"، وذلك من دون أن يتعهد برد واضح أو يهدد بفعل محدد. أشار الوزير في مجلس وزراء الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إلى أنّ "إسرائيل ستجعل إيران تدفع الثمن عندما يحين الوقت المناسب". في حين شدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير على وجوب الإقدام على رد قوي على الهجوم الإيراني، وأن يكون الرد الإسرائيلي على إيران "جنونيًا مروّعًا" على غرار الهجوم الدامي على غزّة، كما رأى وزير المالية الإسرائيلي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش أنّ إسرائيل "في خطر وجودي مباشر"، داعيًا في بيان إلى "عدم ضبط النفس" أمام إيران.
من ناحيته، كشف مصدر مصري لصحيفة "العربي الجديد"، عن تفاصيل اتصالات أجرتها القاهرة مع طهران وتل أبيب، قبيل الرد الإيراني على إسرائيل. وقال المصدر إنّ القاهرة "استبقت الرد الإيراني، بالتأكيد للمسؤولين في طهران، على عدم المشاركة في استهداف المسيّرات أو الصواريخ الإيرانية التي قد تقترب من الأجواء المصرية في طريقها نحو أهداف إسرائيلية". بينما كشف وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي أنّ وزارته استدعت السفير الإيراني في الأردن، احتجاجًا على "تصريحات مسيئة للأردن بُثت على وكالة الأنباء الإيرانية" ولإيصال رسالة بضرورة توقف هذه "الإساءات".
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن "إيران أطلقت مقذوفاتها إلى الكيان الإسرائيلي منتهكة سماءنا وأمننا وسيادتنا، وكان بإمكانها اطلاقها عبر حدود حلفائها ووكلائها في لبنان وسوريا، واعترض الكيان الإسرائيلي، مسيّرات وصواريخ ايران في سمائنا، مما يستوجب الاحتجاج على إيران وإسرائيل بخصوصه والتعهد بعدم تكراره".
من جهتها، أفادت مصادر دبلوماسية، عبر صحيفة "الجريدة" الكويتية، بأنّ "نتنياهو يقابل ضغط إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لعدم الرد بشكل مباشر على إيران، بأبعاد كثيرة تتصل بالاصطفاف الغربي الذي نجح في استعادته بمجرد الهجوم على إسرائيل واستدعاء كل المساعدة العسكرية من دول غربية متعددة وخصوصًا أميركا، وفرنسا، وبريطانيا".
ولفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "إسرائيل سوف تحاول الاستفادة من ذلك في استقطاب مزيد من التعاطف العالمي معها، بعد أن كان هذا التعاطف قد تراجع في الفترة الماضية بفعل استمرار الحرب الإسرائيلية دون توقف وتراجع قدرة تل أبيب على تحقيق أهدافها منها، فضلًا عن فشلها في طرح خطة أو تصوّر لما ستكون عليه الأوضاع في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب".
بدورها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنه أمام هذا الواقع "لا بد من موقف عاقل يأخذ بالحسبان المخاطر التي تهدد الأمن والسلام الدوليين، ولا يتنازل عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في الحياة"، موضحةً أنّ "المنطقة تعيش وسط برميل بارود متفجر، ولا سبيل لتعطيله إلا بالسلام القائم على الحق والعدل، ونبذ منطق القوة والتطرف، والتمسك بالشرعية الدولية والمبادئ الإنسانية".
واعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "أبرز ما يمكن التوقف عنده بعد الضربة الجوية الإيرانية لإسرائيل هو أنها وضعت قواعد جديدة للردع والردع المضاد، وهذه القواعد يمكن أن تفسح المجال لمواجهات واسعة في نهاية المطاف، ما لم يدرك المجتمع الدولي أنّ الوقت قد حان تمامًا لإيجاد حل لقضية الشرق الأوسط التي لم يعد من الجائز على الإطلاق التعاطي معها بالأسلوب الذي رأيناه خلال العقود الأخيرة".
أما صحيفة "اللواء" اللبنانية فأشارت إلى أنّ "لبنان يترقب مضي ساعات إضافية، بدءًا من اليوم، ليبني مسؤولون وسياسيون على الشيء مقتضاه، في ضوء ما يترتب على الردّ الإيراني بضربات صاروخية ومسيّراتية على مراكز محددة باسرائيل، ردًا على استهداف القنصلية الايرانية في دمشق، وما أدت إليه من خسائر بشرية ومعنوية ودبلوماسية".
أما في مستجدات مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى، فأعلن مكتب نتنياهو، في بيان مشترك مع "الموساد"، أنّ حركة "حماس" رفضت مقترح وقف إطلاق النار الأخير، معتبرًا أن "ذلك يثبت أن رئيس المكتب السياسي للحركة في غزّة يحيى السنوار، لا يرغب في التوصل لاتفاق إنساني وعودة المحتجزين".
وفي الأثناء، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "الحكومة الفلسطينية أعادت تحريك طلب العضوية في رسالة موجهة إلى مجلس الأمن الذي بدأ عملية المراجعة مؤخرًا، حيث إنّ ثلثي أعضاء المجلس يؤيدون العضوية الكاملة للفلسطينيين، لكن هذه القرارات لا يمكن اتخاذها إلا بتوافق الآراء، ورغم ذلك، فإنّ هذا لا يعني توقف المبادرة الفلسطينية، حيث يمكن إجراء تصويت في 18 أبريل الجاري، بمبادرة من الجزائر التي تمثل الدول العربية في المجلس".
(رصد "عروبة 22")