صحافة

"المشهد اليوم"... تنسيق إسرائيلي أميركي للرد "بحكمة" على طهران

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات تطورات الأوضاع الإقليمية على وقع إستمرار حالة الترقب بانتظار اتضاح طبيعة الردّ الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، حيث أكدت هيئة البث الإسرائيلية أنّ تل أبيب قررت الرد "بشكل حاسم وواضح" على الهجوم الذي نفذته طهران مساء السبت. ونقلت "الهيئة" عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله لأعضاء في حزب "الليكود": "سنردّ بالحكمة وليس بالعاطفة وبالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية".

وإذ ذكرت "كان" نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين أنّ تل أبيب "لن تسمح للإيرانيين بخلق معادلة جديدة"، أكدت في الوقت عينه أنّ الرد الإسرائيلي "سيكون مقبولًا أميركيًا وبطريقة لا تؤدي لاشتعال المنطقة ولا تقودها إلى حرب"، مشيرةً إلى أنّ "القوات الجوية الإسرائيلية تستكمل حاليًا الاستعدادات لما يمكن القيام به"، بينما كشفت "جيروزاليم بوست" عن أنّ "إسرائيل أبلغت دولًا بالمنطقة بأنّ ردّها على إيران لن يعرّض تلك الدول للخطر".

وفي حين عبّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن قلقه إزاء احتمال استهداف إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية، توعدت طهران على لسان كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، بأنها سترد على تل أبيب "خلال ثوانٍ إذا ارتكبت خطأً جديدًا".

من جانبه، اعتبر البيت الأبيض أنّ الهجوم الذي شنته إيران على إسرائيل كان "فشلًا ذريعًا ومُحرجًا" لطهران، وذلك بعد أن تمكنت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بمساعدة واشنطن وحلفاء آخرين من اعتراض القسم الأكبر من الصواريخ والمسيّرات. بينما كشف مصدر في البعثة الدبلوماسية المصرية بواشنطن، عبر صحيفة "العربي الجديد"، عن تفاصيل لقاء جرى بين مندوب إيران في الأمم المتحدة، أمير سعيد إرافاني، ونظيرته الأميركية ليندا توماس غرينفيلد، قبيل الهجوم على إسرائيل.

من ناحية أخرى، أفاد مسؤول إسرائيلي كبير، عبر صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، بأنّ حركة "حماس" رفضت جميع بنود أحدث صفقة مقترحة للإفراج عن المحتجزين. غير أنّ المتحدث الرسمي باسم "حماس" جهاد طه أكد لـ"العربي الجديد"، أنّ الحركة "منفتحة" على أية مبادرات يقدّمها الوسطاء و"تخدم" قضية الشعب الفلسطيني.

في هذا السياق، أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "أولوية مصر هي وقف نزيف الدم الفلسطيني، من خلال الجهود المتواصلة للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار بالتعاون مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة، ورغم العقبات والتحديات العديدة التي تواجه تلك المفاوضات إلا أنّ الجهود والاتصالات المصرية لم تتوقف مع الأطراف المختلفة من أجل العمل على إيجاد أرضية مشتركة أو توافقية لإنجاز هذه الصفقة في ظل التعنت الإسرائيلي".

من جانبها، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر مطلع في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي أنّ الإيرانيين تسلموا أمس رسالة من إدارة جو بايدن تؤكد أن "الإسرائيليين شددوا على أنهم لن يسعوا للتصعيد إذا لم تقم طهران بأي خطوات تصعيدية ضدهم". وأشار المصدر إلى أنّ "دولاً عدة في المنطقة قامت بإجراء اتصالات مع الإيرانيين بشكل علني أو غير علني، وطلبت منهم عدم الوقوع في فخ نتنياهو والمضي في التصعيد، حيث أوضحت بعض الدول العربية أنها تدعم حق إيران بالرد على استهداف قنصليتها لكنها لا تقوم بالإعلان رسميًا عن دعمها لتحركها لتفادي زيادة التوتر بالمنطقة وحل المشكلة الأساسية وهي العدوان الإسرائيلي على غزّة".

بدورها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنه "صحيح، نحن في الأردن جزء من هذه المنطقة، نؤثر فيها ونتأثر بها، لكننا لسنا طرفًا في الحرب، ولا نقبل أبدًا أن نكون ساحة لها، ولا جزءًا من الصراع عليها، وبالتالي من حقنا المشروع أن نتمسك بسيادة أرضنا وقرارنا، وأن نحمي بلدنا من كل ما يستهدفه".

بينما رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أن المنطقة العربية "أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الانحياز الى مشروع الأمن والاستقرار للمنطقة بحل أسباب النزاعات الجوهرية فيها، أو المخاطرة بأمن العالم الذي أصبح يتأثر كثيرًا بارتدادات أي أزمة تحدث في أي بقعة منه"، معتبرة أنها "مسؤولية الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن وفي مقدمتها أميركا".

واعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "قرار تجنيد لواءين من قوات الاحتياط في الجيش الإسرائيلي يعكس الرغبة الواضحة في تصعيد الحرب العدوانية على غزّة، وما يمكن أن يتبع ذلك من تداعيات على مجمل أمن المنطقة، وهو ما تجلى في أوضح صوره بالهجوم الجوي الذي شنته إيران ردًا على استهداف قنصليتها في دمشق".

كما أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الرد الإيراني قدّم لنتنياهو عمرًا سياسيًا أطول بأكثر من زاوية، لأنّ تصرف طهران ببساطة أزاح زخم ما يجري في غزّة من الصدارة، وخطف الأضواء، مما يتعرض له أهلها وجهود إغاثتهم، الحديث عن رد تل أبيب على الاستهداف الإيراني أو الصمت بذريعة أنه لم ينتج أضرارًا بشرية أو مادية تستدعي الاستنفار".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن