صحافة

"المشهد اليوم"... بايدن يلوّح بدخول الحرب دفاعًا عن "الدولة اليهودية"تصاعد الهجمات على جبهة جنوب لبنان مع تصاعد التهديدات بالرد على إيران

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات تطورات الأوضاع الإقليمية على وقع إستمرار حالة الترقب للرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، بحيث جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التشديد على أنّ إسرائيل "تحتفظ بالحق في حماية نفسها"، موضحًا أنّ تل أبيب تقدّر النصائح الغربية لكنها تتخذ قراراتها بنفسها، في إشارة إلى أنها لن تستجيب للنصائح الغربية بخفض التصعيد وعدم الرد على طهران.

بينما حذر الرئيس الأميركي جو بايدن من إمكانية انجرار أميركا إلى الحرب ضد إيران إذا صعّدت هجومها ضد إسرائيل بشكل كبير، وقال: "إيران تريد محو الدولة اليهودية الوحيدة في العالم ولن نسمح بذلك، إسرائيل هي أقوى شريك لنا في المنطقة ولن نقف مكتوفي الأيدي إذا تعرّضت للهجوم وضعفت دفاعاتها".

وتوازيًا، أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول مجموعة السبع عزمها تشديد العقوبات على إيران، في خطوة يُنظر إليها على أنها تهدف لتهدئة إسرائيل، ولجم ردها على الضربات الإيرانية السبت الماضي. بينما تبنّى الجيش الأميركي تدمير طائرتين حوثيتين من دون طيّار في محافظة الحديدة الساحلية الخاضعة للجماعة الموالية لإيران في اليمن، وذلك في سياق الضربات الاستباقية التي قلصت في الآونة الأخيرة من خطورة الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وعلى مستوى جبهة جنوب لبنان، تتصاعد حدة التراشق العسكري بين "حزب الله" وإسرائيل على وقع تصاعد نبرة التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني، إذ برز تطور لافت خلال الساعات الأخيرة تمثل في الضربة النوعية التي وجهها "حزب الله" لوحدة عسكرية في "عرب العرامشة" في منطقة الجليل الغربي، وأدت إلى إصابة 14 جندياً إسرائيليًا بجروح، بينهم 6 إصابات خطيرة حسب بيان الجيش الإسرائيلي. وفي المقابل، شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة بالصواريخ على سهل إيعات في البقاع كردّ على العملية.

أما على صعيد مستجدات الحرب على قطاع غزّة، فقد أشار المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني إلى أنّ إسرائيل حوّلت غزّة إلى منطقة غير واضحة المعالم خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر. في حين أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنّ بلاده تجري "تقييمًا لعمل الوساطة" في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة وتبادل الأسرى، موضحًا أنّ "المسألة أخذت شهورا طويلة والخلافات واسعة"، ومتهمًا بعض السياسيين المعنيين باستغلال الوساطة القطرية وتوظيفها "لمصالح سياسية ضيّقة".

بالتزامن، أفاد دبلوماسيون بأنه من المقرر أن يصوّت مجلس الأمن الدولي غدًا الجمعة على طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة، في تحرّك من المتوقع أن تعرقله الولايات المتحدة لأنه سيشكّل في حال إقرار الطلب اعترافًا واقعيًا بوجود دولة فلسطينية، الأمر الذي ترفضه إٍسرائيل، علمًا أنّ التقارير الإعلامية كشفت أنّ رئؤس السلطة الفلسطينية محمود عباس رفض طلب الرئيس الأميركي تأجيل التصويت على الموضوع.

وفي سياق متصل بتحضيرات الاحتلال لشن عملية برية في رفح، كشفت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة، لصحيفة "العربي الجديد"، عن "جاهزية واستعداد كاملين من الأجهزة والقوات الموجودة في شمال سيناء، وعلى طول الشريط الحدودي مع قطاع غزة البالغ 14 كيلومترًا، ضمن خطة للتعامل مع سيناريو الاستعداد للإعلان الإسرائيلي المتكرر لاجتياح مدينة رفح الفلسطينية".

بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "التطرّف الإسرائيلي والقتل العشوائي والدمار الشامل لقطاع غزة حرّك الاحتجاجات في شوارع أوروبا كافة، وفي الولايات الأميركية، وهو مكسب جديد سيجني ثماره الفلسطينيون مستقبلًا لصالحهم خدمةً لعدالة قضيتهم ومطالبهم المشروعة وفق قرارات الأمم المتحدة، وستدفع بالانكفاء الأوروبي وحتى الأميركي عن دعم المستعمرة".

ورأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الموقف الآن أكثر خطورة بكثير مما كان عليه قبل الهجوم الإيراني، خاصة بالنسبة للدول العربية"، لافتةً إلى أنه "لا توجد للعرب مصلحة في صراع يدور بين قوتين توسعيتين تسعيان للهيمنة على المنطقة، فإسرائيل تريد ابتلاع فلسطين، كل فلسطين، وإضعاف العرب، لإرغامهم على القبول بذلك، وإيران تريد ابتلاع المنطقة كلها مستخدمة ذرائع مذهبية وإسلامية وفلسطينية، وليس ما حدث للبنان والعراق واليمن ببعيد".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "الأوضاع في المنطقة ما زالت مفتوحة على كل الاحتمالات، وهي خطيرة بطبيعة الحال، ويمكن أن تقود لانفجارات جديدة أوسع نطاقًا ما لم ينتبه العالم إلى ضرورة التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، باعتباره المحرك لكل التداعيات السلبية الأخرى".

ولفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنه "على الإدارة في واشنطن أن تكون أكثر تواضعًا وقناعة أنها من دون تنسيق وثقة بين أعضاء نادي المنطقة والأميركان، فسيصبح من الصعوبة عليها تفكيك ألغامها وفخاخها، كما أنّ النظر إلى الحلفاء أو الأصدقاء على أنهم مجرد حالة طارئة على المشهد الأميركي ويمكن التخلي عنهم بسهولة، لا يعني أبدًا أنّ العودة من النافذة - كما يحاول الآن الرئيس الحالي بايدن - متاحة أو سهلة".

من جانبها، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصدر في مكتب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، أنّ "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عرض خلال اتصاله بنظيره الإيراني، أمس الأول، توسُّط روسيا للتهدئة بين طهران وتل أبيب ولجم التصعيد الحاصل في المنطقة"، مضيفًا أنّ "رئيسي أبدى عدم معارضة بلاده لتلك الوساطة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن