واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع استمرار الإدانات لإستخدام واشنطن "الفيتو" ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة مقابل مواصلة الخزينة الأميركية تمويل جرائم الحرب الإٍسرائيلية مع إقرار مجلس النواب الأميركي تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل بقيمة 26 مليار دولار.
ميدانيًا، وفي حين أعلن الدفاع المدني الفلسطيني أن طواقمه انتشلت، السبت، جثامين 50 شهيدًا من مختلف الفئات والأعمار، كانت قد جمعتهم قوات الاحتلال ودفنتهم في قبر جماعي داخل مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، تتصاعد حدة الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية حيث أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني أمس بمقتل 14 فلسطينيًا في عملية عسكرية تشنها قوات الاحتلال منذ مساء الخميس في مخيم "نور شمس" قرب طولكرم، وفي المقابل أعلن جيش الاحتلال قتل فلسطينيين أمس بعد محاولتهما طعن جنود عند حاجز إسرائيلي قرب الخليل.
وتوازيًا، شنّت تل أبيب هجومًا استباقيًا رفضًا لفرض عقوبات أميركية محتمَلة على وحدة عسكرية إسرائيلية، إذ ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "واشنطن تعتزم في الأيام المقبلة فرض عقوبات على كتيبة "نيتسح يهودا" في الجيش الإسرائيلي بسبب انتهاكها لحقوق الإنسان واعتداءاتها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية"، وتشمل العقوبات منع حصول الوحدة العسكرية على مساعدات أمريكية للجيش الإسرائيلي أو المشاركة في تدريبات مشتركة مع الجيش الأمريكي.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العقوبات المحتملة من واشنطن ضد وحدة "نيتسح يهودا" المتمركزة في الضفة الغربية بـ"الانحطاط الأخلاقي وقمة السخافة" وقال: "إن الحكومة برئاستي ستتحرك بكل الوسائل ضد هذه الخطوات". كذلك اعتبر وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قرار فرض عقوبات أمريكية على الجيش الإسرائيلي بأنه "جنون مطلق"، وشدد الوزير في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني غانتس على أنّ "وحدة نيتسح يهودا هي جزء لا يتجزأ من الجيش"، وأضاف: "أكنّ احترامًا كبيرًا لأصدقائنا الأمريكيين، لكن فرض العقوبات على الوحدة يُعد سابقة خطيرة، وسأعمل حتى لا يمر مثل هذا القرار".
من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل أنها ستستدعي اليوم الأحد سفراء الدول التي صوّتت لصالح العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم المتحدة، من أجل إجراء "محادثة احتجاجية"، وفقًا لما أكدته وزارة الخارجية الإسرائيلية. وفي المقابل، نددت الرئاسة الفلسطينية بإقرار مجلس النواب الأميركي مشروع قانون لتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 26 مليار دولار إلى إسرائيل، مشددةً على أنّ هذا القرار يمثّل "عدوانًا على الشعب الفلسطيني". في حين أكد رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" اسماعيل هنية لوكالة "الأناضول" التركية أنّ موقف واشنطن بشأن اجتياح مدينة رفح "مخادع ولم نقع في فخّ تبادل الوظائف بين الأميركيين والإسرائيليين"، مشيرًا إلى "جاهزية فصائل المقاومة على الأرض" في حال إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح المدينة.
وبالتزامن، أكد مصدر مطلع، لصحيفة "العربي الجديد"، أنّ "القيادة الفلسطينية تبحث بشكل جدي خلال الأيام القليلة المقبلة، النظر بتعليق العلاقة الفلسطينية مع الولايات المتحدة الأميركية، بسبب مواقف واشنطن من القضية الفلسطينية".
من جانبها، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن "الفيتو" الأميركي ضد الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية كاملة بالأمم المتحدة، الذي تقدمت به الجزائر، يمثّل "إعاقة واضحة لحل الدولتين التي تدعي واشنطن أنها تدعمه، إذ إنّ ذلك يسهم في تكريس تعنّت الاحتلال الإسرائيلي واستمرار انتهاكاته لقواعد القانون الدولي دون رادع، ولن يقرب من السلام المنشود بين إسرائيل والفلسطينيين".
وأشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "بات مشروعًا اليوم اعتبار الولايات المتحدة هي السبب الرئيس فيما يحدث في غزّة، وفي ما سيحدث غدًا بها، وهي السبب الرئيس في كافة التوترات في المنطقة، وفي الإبقاء على المنطق الاستعماري الغربي العنصري حيًا في القرن الحادي والعشرين. ولن تغفر الشعوب المستضعَفة هذا الظلم الواضح والفاضح للأميركيين، بل إنها لن تصدق من الآن فصاعدًا، أنهم سيقفون ذات يوم إلى جانب الشعب الفلسطيني في الدفاع عن حقوقه المشروعة".
من جهتها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "واشنطن ضبطت إيقاع الصدام الإيراني الإسرائيلي ولهذا وصفت قصف المستعمرة لإيران أنه كان محدودًا، وعملت به ووافقت عليه مسبقًا، ومثلما أنها كانت تعرف بالقصف الإيراني لمواقع إسرائيلية عسكرية، وأنها لن تستهدف مدنيين مؤسسات وأفرادًا، كما لن تستهدف أميركيين أو قواعد أميركية منتشرة في العديد من البلدان العربية الواقعة بين خارطتي إيران وفلسطين".
بينما نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية، أنّ الهجمات التي شهدتها إيران فجر الجمعة لم تقتصر على مدينة أصفهان، حيث تقع قاعدة جوية ومنشآت نووية، ولم تستهدف قاعدة إنذار مبكر فحسب، بل استهدفت كذلك قواعد إطلاق صواريخ ومسيّرات في مدينتي شيراز جنوبًا وتبريز شمال غرب البلاد، مضيفًا أنّ "المضادات الأرضية الإيرانية أسقطت كل المسيرات التي كانت مفخخة بقنابل صغيرة، والتي لو كانت وصلت إلى أي قاعدة وأصابت منشآت الوقود أو الطاقة فيها لأحدثت ضررًا كبيرًا".
أما صحيفة "الخليج" الإماراتية فنبهت إلى أنّ "تمديد العدوان على غزة يجعل الانزلاق إلى حرب إقليمية سيناريو محتملًا من دون أن يغادر المشهد المشتعل انفلاتًا بالنيران في رفح، ينال من مليون ونصف المليون نازح، أو اجتياحاً للجنوب اللبناني بذريعة تأمين الشمال الإسرائيلي وإعادة المستوطنين إلى بيوتهم"، لافتةً إلى أنه "لا يمكن العودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر، ولا تلخيص القضية الفلسطينية في معونات ومساعدات إنسانية يحتاجها أهالي غزّة المحاصرون".
(رصد "عروبة 22")