واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إنتعاش الآمال بالتوصّل إلى اتّفاق هدنة وتبادل أسرى في قطاع غزّة. في حين طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من أمير قطر ورئيس مصر "بذل كلّ ما في وسعهما" لتأمين إطلاق "حماس" سراح أسرى في إطار المفاوضات الجارية.
وبينما غادر وفد من حركة "حماس" القاهرة ليعود إليها بردّ "مكتوب" بشأن مقترح الهدنة المطروح، وفق ما أفاد، ليل الاثنين الثلاثاء، موقع قناة "القاهرة الإخباريّة". من المتوقع وصول وفد إسرائيلي بقيادة رئيس الموساد ديفيد برنيع إلى القاهرة اليوم، رفقة ممثل الجيش الإسرائيلي في المفاوضات الجارية بخصوص صفقة تبادل الأسرى نيتسان آلون، وسيجتمع فور وصوله باللواء عباس كامل، لمناقشة ما دار في اجتماع الأخير مع وفد "حماس".
بالتزامن، وإذ أعربت الولايات المتحدة وحلفاؤها عن القلق من إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين، الأمر الذي سيعرّض اتفاق وقف النار للخطر، حسبما أفادت مصادر مطلعة لوكالة "بلومبرغ"، ناقش الاجتماع الوزاري للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي سبل وقف حرب غزّة، والهجمات على الملاحة في البحر الأحمر.
ومع عودة قيادات في حركة "حماس" مجددًا إلى الاشتباك إعلاميًا مع السلطات الأردنية، عبر تصريحات سياسية مباشرة من الخارج، تارة من تركيا وأخرى من إيران، قال مصدر أردني مطّلع لـ"الشرق الأوسط" إنّها محاولات "استفزازية وغير مجدية" لإعادة فتح ملف عودتهم للمملكة، التي غادروها عام 1999 "لأسباب أمنية".
بدورها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "كل الحلول المطروحة، والتي تعفي الاحتلال من مسؤولياته وتدميره لا يمكن أن تستمر"، مؤكدةً أنّ "قطاع غزة يجب أن يكون جزءًا أساسيًا من فلسطين والشعب الفلسطيني ولا يمكن قسمه أو تقسيمه، والبحث عن حلول منفصلة لإدخال مساعدات هي ملهاة ومضيعة للوقت".
بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنه "خلال الإدارة الحالية للرئيس جو بايدن، برزت بعض الخلافات مع حكومة نتنياهو، لكن هذه الخلافات التكتيكية في الغالب الأعم ان لم تكن كلها، لا تعوق استمرار التعاون الإستراتيجي بين البلدين، وهو ما ظهر في سياسة إدارة بايدن في التعامل حاليًا مع العدوان الإسرائيلي المستمر منذ ٧ أكتوبر الماضي على قطاع غزّة، ومع التوسع الاستيطاني بالضفة بالتوازي مع هذا العدوان".
كما شددت صحيفة "الشروق" الجزائرية على أنّ "الولايات المتحدة حاولت دائمًا أن توهم العالم بأنها مع حرية الشعوب وحقهم في الممارسة الديمقراطية، فقلبت العديد من الأنظمة، وأدخلت بلدانًا في فتن وحروب أهلية فتاكة، وكانت في كل مرة تكذب ويصدِّقها بعض الناس، في خرافة أسلحة الدمار الشامل في بغداد وإرهاب كابول، ولكنها هذه المرة انكشفت تحت ردم غزة وصيحات أطفالها وجوع ثكلاها، فما بقي لها ما تخفيه".
ولفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "الحرب الروسية الأوكرانية دخلت عامها الثالث، ودخلت حرب إسرائيل ضد قطاع غزّة شهرها السابع، وفي كلا الحالتين هناك أطراف تعمل على إطالة أمدهما، والحل الوحيد لإنهاء هذين الصراعين هو توفر الرغبة الحقيقية في إنهائهما من قبل المجتمع الدولي وعلى الأخص الدول النافذة في مجلس الأمن".
أما صحيفة "الراي" الكويتية فرأت "من الواضح، أنّ فصلًا مختلفًا من حرب غزّة بدأ الآن مع إصرار بنيامين نتنياهو على اقتحام رفح بدل القبول بوقف للنار يضع حدًّا للمأساة"، معتبرةً أنه "يستحيل وقف هذه المأساة ما دامت "حماس" موجودة وما دام بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيليّة وما دامت السلطة الوطنيّة في رام الله عاجزة عن اتخاذ أي مبادرة من أي نوع".
من جانبها، أفادت مصادر صحيفة "اللواء" اللبنانية بأنّ "عودة المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت، مرتبطة حكمًا بمسار وقف حرب غزّة، باعتبار تحريك مهمته للتوصل إلى اتفاق ما، لإنهاء الاشتباكات الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل جنوبًا، غير ممكن من دون إنهاء هذه الحرب لاستحالة تحقيق أي اختراق ملموس أو تقدّم بالمساعي التي يقوم بها في هذا الخصوص".
(رصد "عروبة 22")