صحافة

"المشهد اليوم"... تبادل "الملاحظات والتعديلات" على مقترح الهدنة

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من الترقب لرد حركة "حماس" بشأن مقترح الهدنة المطروح، بعد الزيارة التي قام بها وفد من الحركة إلى العاصمة المصرية القاهرة، التي تسابق الزمن لإنجاز اتفاق هدنة، ما قد يفضي إلى تأجيل عملية عسكرية إسرائيلية واسعة في مدينة رفح الفلسطينية.

في هذا السياق، وصل وفد إسرائيلي ضم مسؤولين في "الشاباك" وجيش الاحتلال و"الموساد" إلى العاصمة المصرية القاهرة، مساء الثلاثاء، في زيارة عاجلة وقصيرة، استمرت نحو ثلاث ساعات، للاطلاع على مخرجات النقاشات مع "حماس" حول المقترح الإسرائيلي للصفقة المرتقبة في غزّة.

ووفقا لمصادر مصرية مطلعة لصحيفة "العربي الجديد"، فإن الوفد الإسرائيلي تسلّم ورقة معدلة بالملاحظات والتعديلات التي طالبت "حماس" بإدخالها على المقترح الإسرائيلي، لافتةً إلى أنه من المقرر أن تحظى تلك التعديلات بمناقشات واسعة عند طرحها خلال اجتماع من المقرر أن ينعقد الخميس القادم للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر. بينما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التزامه بشن عملية عسكرية برية في رفح، سواء تم التوصل إلى اتفاق مع "حماس" أو بدونها.

وفي حين أظهر استطلاع رأي، نشره موقع "إن 12"، أنّ 58% من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أنّ نتنياهو يجب أن يستقيل على الفور، بما في ذلك 28% من أولئك الذين صوتوا للكتلة التي تدعم نتنياهو، بينما أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا النار على مجموعة من المشتبه بهم في منطقة جبل حريف الواقعة قرب الحدود مع مصر، ما أدى إلى إصابة عدد منهم.

وإذ رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أنه من الضروري أن تتحلى إدارات الجامعات الأميركية بالحكمة، في تعاملها مع التظاهرات الطلابية والاحتجاجات ضد الحرب على غزة، قضت محكمة العدل الدولية بعدم اتخاذ إجراءات طارئة لوقف صادرات الأسلحة الألمانية إلى إسرائيل، مضيفةً أنها ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء الأوضاع في غزّة.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فأكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنّ القتال بين "حزب الله" وإسرائيل يدفع عشرات الآلاف من الأطفال والشباب وعائلاتهم إلى البؤس في جنوب لبنان. وأوضحت "يونيسف" أنّ الضربات الجوية شبه اليومية التي تشنّها إسرائيل تدمّر سبل حياة الناس، الذين يعيش العديد منهم بالفعل في ظروف خطيرة.

في المقابل، شدد الناطق الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية ساميويل وربيرغ، في حديث لصحيفة "الجريدة" الكويتية، على التزام بلاده "بدعم إسرائيل والوقوف إلى جانبها للدفاع عن سيادتها وأمنها"، مبدياً في المقابل قلقه "من التصعيد وزيادة حدة التوترات في المنطقة"، داعيًا ايران "لعدم التصعيد والابتعاد عن أي أعمال قد تؤدي إلى توسيع رقعة الصراع"، ومعتبرًا أنّ "استمرار هجمات حزب الله والميليشيات الفلسطينية المتمركزة في لبنان، يزيد من مخاطر التصعيد".

كما اعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "في ظل العجز الفعلي للسلطة اللبنانية في مواجهة تنامي وجود المنظمات الفلسطينية في لبنان، وبدعم غير محدود من "حزب الله" وإيران، يبقى لبنان معرّضًا في أمنه ومستقبله لخطرين: اجتياح اسرائيلي جديد ومدمِّر أو حرب أهلية على غرار الحرب السابقة والتي انتهت مع اتفاق الطائف".

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الطريق إلى عمّان لا يمر في طهران، موضحة أنه لو كان في نية قيادة "حماس"، إعادة فتح خطوط العلاقة السياسية مع المملكة الأردنية الهاشمية، وإبرام اتفاقية أمنية وسياسية، كما فعلت عدة فصائل فلسطينية، وقوامها تحريم العمل على الأرض الأردنية لكان الحديث غير الحديث، ولكانت المخاطبة عبر الوسائل الخلفية والأمامية، وهي لا تحصى".

بدورها، رأت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "نتنياهو وأي بديل سيأتي بعده سيسعى بكل الطرق والألاعيب إلى إخضاع الفلسطينيين وإجهاض إقامة دولتهم حتى لو كانت منزوعة السلاح، وسيسعى للحصول على التطبيع مع العرب من دون أن يدفع ثمنًا لذلك، علمًا بأنّ العرب قدّموا كل ما يمكنهم منذ طرح المبادرة العربية للسلام عام 2002 وحتى الآن بإغراء الإسرائيليين بالتطبيع الكامل مقابل السلام الكامل".

في حين شددت صحيفة "الرياض" السعودية على أنه "على الولايات المتحدة أن تُدرك بأنّ مواصلة دعمها للعمليات العسكرية الإسرائيلية تجاه قطاع غزّة، ومزيد من تأييدها للجرائم ضد الفلسطينيين، يعبّر تعبيرًا صادقًا عن رغبتها بالابتعاد عن قيم الليبرالية، ويُدلل على تغليبها لقيم الإمبريالية على قيم الحريات وحقوق الإنسان بشكل صريح، ويساهم بتشويه صورتها أمام الرأي العام الدولي".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "تحرك الجامعات الغربية لنصرة الشعب الفلسطيني، درس تاريخي حي ينصف هذه القضية العادلة، ويعيدها إلى دائرة الضوء بعد عقود طويلة من تجاهل أصحابها والدعم المطلق لإسرائيل. ومهما كانت النتيجة التي ستنتهي إليها هذه الموجة من الاحتجاجات، فقد غرست حقيقة جديدة في المشهد السياسي الغربي الذي ما زال يتعالى عن الواقع العالمي المتغيّر".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن