صحافة

"المشهد اليوم"... بايدن يتحدى التظاهرات الطلابية ونتنياهو لن يتراجع

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث نقل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن الدفاع المدني الفلسطيني أنّ ثمّة أكثر من 10 آلاف فلسطيني مفقود تحت أنقاض غزّة، بينما منحت منظمة "يونيسكو"، يوم الخميس، جائزتها لحرية الصحافة إلى جميع الصحافيين الفلسطينيين الذين يغطون الحرب المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر في القطاع.

وتزامنًا تتمدد موجة التظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين عالميًا، فقد احتلّ حوالى مئة طالب مؤيدين للفلسطينيين قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان السويسرية، في سويسرا، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة. أما في الولايات المتحدة فرأى الرئيس الأميركي جو بايدن أنه لن يغيّر نهجه في مقاربة الحرب الإسرائيلية على غزّة في ظل الاحتجاجات التي تشهدها الجامعات في الولايات المتحدة، مشددًا على أنّ "النظام يجب أن يسود ولا مكان لمعاداة السامية في الجامعات الأميركية". بينما أعلنت وزارة التجارة التركية أن تركيا أوقفت جميع الصادرات والواردات بينها وبين إسرائيل، ابتداء من أمس الخميس.

وإذ جدد رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو تأكيد عزمه المضي قدمًا في حرب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين بقوله إنّ "اليهود سيقفون بمفردهم إذا اضطروا لذلك" في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لإسرائيل بسبب الحرب في قطاع غزّة، نقل مصدر حكومي إسرائيلي أنّ عدد من الوزراء في حكومة الحرب الإٍسرائيلية ناقشوا "مقترحًا لهدنة في غزّة لإطلاق سراح بعض الأسرى لدى حركة "حماس" فضلا عن احتمالات إقدام الجيش على شنّ عملية برية لاجتياح مدينة رفح". وفي المقابل، أعلنت "حماس" أنها بصدد إرسال وفدها إلى مصر من أجل إجراء مزيد من محادثات وقف إطلاق النار في غزّة، موضحةً في بيان أنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية "أجرى اتصالًا هاتفيًا مع وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل بشأن مفاوضات وقف العدوان على شعبنا".

بالتزامن، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمس، أنّ الأجهزة الأمنية تبحث بدائل لعملية واسعة النطاق في رفح، إذا لم تتم هذه العملية. وأضافت الإذاعة أن الأجهزة الأمنية ترى أنه في كل الأحوال يجب تنفيذ عملية محددة الهدف على "محور فيلاديلفيا" على الحدود بين غزّة ومصر، لقطع طرق التهريب أمام حركة "حماس".

في هذا السياق، أكد مصدر مصري مطلع على الوساطة التي تقودها القاهرة، لصحيفة "العربي الجديد"، حدوث ما وصفها بـ"تطورات" في المفاوضات غير المباشرة الجارية في الوقت الراهن بشأن الورقة الجديدة المطروحة، من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وصفقة تبادل أسرى.

بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "ما ظهر خلال اليومين الماضيين من التسريبات في الإعلام الأميركي، يؤكد النيات المبكرة في إنهاء القضية الفلسطينية، ويعد ذلك تحولًا كبيرًا في السياسة الأميركية التى كانت على الدوام تتحدث عن رفض التهجير للفلسطينيين من أراضيهم سواء قسريًا أو طوعيًا، وهو الموقف الذي تتمسك به مصر وكل دول العالم بعدم السماح بالتهجير للشعب الفلسطيني خارج أراضيه، لأنّ ذلك يعني فعليًا القضاء على فكرة إنشاء دولة فلسطينية".

كما اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "المستقبل يبدو في صالح القضية الفلسطينية، خاصة أن كثيرًا من اليهود والإسرائيليين باتت لهم مواقف مناصرة للحقوق الفلسطينية، وهؤلاء لا يمكن إسكاتهم بالتهم التقليدية بمعاداة السامية كالمرشح الرئاسي وعضو الكونجرس اليهودي برني ساندرز، الذي يدافع بشراسة عن الفلسطينيين ويتحدث في الكونغرس والقنوات التلفزيونية بكلام لا يجرؤ على قوله حتى الفلسطينيون".

وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "بصرف النظر عن حدود ومدى التأثير للحراك الطلابي الحالي في رسم سياسات خارجية أميركية مغايرة للقائمة حاليًا، ثمة مؤشرات واضحة على هذا التأثير في الرأي العام الأميركي والدولي، الذي من الممكن أن يسهم بالتغيير بصور ومواقف مغايرة".

من جانبها، لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "نتنياهو يواصل، بضغط من اليمين المتطرف الذي يمثله، التهديد باقتحام رفح، في الوقت الذي اشترط عليه وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، خلال زيارته القصيرة مؤخرًا بالامتناع عن عملية رفح مرحليًا"، مشيرةً إلى أنّ "الواضح أنّ هذه الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل لا تؤثر إلا على نفسيات جمهورها وخصوصا عائلات المحتجزين التي تتوسل لإيقاف الحرب، كما أن نتنياهو يلعب بكل الأوراق محاولًا إرضاء أقطاب اليمين وكسب ثقة الأميركيين، إلا أنه لن يستطيع إرضاء غالبية الإسرائيليين لتنعكس حرب الأعصاب والنفسيات على الكيان الإسرائيلي".

أما على الجبهة اللبنانية، فأفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "الظهور المسلّح على مراحل متوالية لتنظيم "الجماعة الإسلامية" في لبنان يدفع الدبلوماسيين وعددًا من السياسيين اللبنانيين إلى التعبير عن مخاوفهم من تنامٍ متجدد لقوى الإسلام السياسي على الساحة اللبنانية". موضحةً أنّ "ما عزز هذا النوع من السجالات هو المواقف السياسية التي اتخذتها قيادة الجماعة برئاسة الأمين العام محمد طقوش، والذي توجه إليه اتهامات من داخل الجماعة وخارجها بأنه قريب من حزب الله".

بدورها، أوضحت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "لبنان ما يزال يتابع الوضع على جبهة غزّة والمفاوضات الجارية، في ضوء ما تردد عن إشارات ايجابية، تدرسها "حماس" في إطار ردها على آخر مقترحات تبادل الاسرى والهدنة لمدة تتراوح بين 40 يومًا و100 يوم، وتؤسس لوقف نار دائم، لافتة إلى أنّ "حزب الله" لم يبلّغ موقفه من الورقة الفرنسية التي تسلّمها عبر المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل، وأشارت المعلومات إلى أنّ الاولوية ما تزال لمجريات المفاوضات التي يتابعها الحزب عن كثب، مع التحسب لتطور غير مرتقب على الجبهة الجنوبية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن