واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار حالة الترقب لمصير مفاوضات الهدنة الجارية في القاهرة، خصوصًا بعد أن بادر بنيامين نتنياهو إلى "الهروب للأمام" من استحقاق وقف النار عبر التصعيد العسكري في رفح خلال الساعات الماضية بعدما أعلنت حركة "حماس" موافقتها على مقترح الهدنة، وعلى الأثر عاد وفد الحركة إلى العاصمة المصرية، مساء الثلاثاء، لاستئناف المفاوضات بالتزامن مع توالي الدعوات العربية والدولية والأممية للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إنجاز اتفاق وقف النار في القطاع.
وإذ هددت "هيئة البث" الإسرائيلية صباح اليوم بأنّ "إسرائيل ستوسّع عملياتها العسكرية في رفح ما لم تتغيّر مواقف "حماس" والوسطاء" حيال اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، أفاد مصدر مصري "العربي الجديد"، بأنّ "القاهرة أرسلت رسالة احتجاج إلى تل أبيب على توغل الجيش الإسرائيلي في معبر رفح و"محور فيلادلفيا"، بعد أن أقدمت إسرائيل على اجتياح رفح في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر"، محذرًا من أنّ "التعنّت الإسرائيلي قد يدفع مصر إلى مراجعة دورها في الوساطة بمفاوضات غزّة خلال الفترة المقبلة". كما نبّه وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ونظيره الأردني أيمن الصفدي، في اتصال هاتفي، إلى خطورة احتلال إسرائيل للجانب الفلسطيني من معبر رفح وإغلاقه أمام دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وبينما نقل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي أنّ "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنّ عمليتها في رفح ستكون محدودة وتهدف إلى منع تهريب الأسلحة والأموال إلى غزّة"، كشف رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأميركي مايكل ماكول، لموقع "أكسيوس"، أن الأعضاء الجمهوريين بالمجلس يعدون تشريعًا لفرض عقوبات على مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية احترازيًا، إذا أصدروا أوامر لاعتقال مسؤولين إسرائيليين، بينما أعلن البنتاغون أنّ الجيش الأميركي أنجز بناء الميناء العائم قبالة غزة، لكنه أشار إلى أنّ الأحوال الجوية الحالية لا تسمح بنقل المنشأة المكونة من جزأين بشكل آمن إلى موقعها المحدد.
في المقابل، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "اللعب الإسرائيلي بالنار يلقي بظلال قاتمة على فرص التوصل إلى هدنة حقيقية، تنهي معاناة الشعب الفلسطيني المغلوب على أمره، وأيًا كانت ما ستحمله الساعات المقبلة من تطورات، سواء على طريق إعلان "متعسّر" لهدنة، أو على طريق تصعيد جديد يزيد من معاناة سكان قطاع غزة، ويهدد بقاءهم، وينذر بتوسيع نطاق الصراع، فإنّ مصر ستظل مؤمنة بضرورة الاستماع لأصوات العقل".
بدورها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه "بقوة وشجاعة مقرونة بدهاء سياسي وافقت حركة "حماس" على صيغة الاتفاق المعد من قبل الوسطاء لوقف إطلاق النار، بهدف تحقيق التهدئة على جبهة المواجهة مع العدو الإسرائيلي"، لكنها لفتت إلى أنّ "حكومة المستعمرة ورئيسها بنيامين نتنياهو لا مصلحة له ولهم وللتحالف الحزبي الذي يقود الحكومة، في وقف إطلاق النار وفي تبادل الأسرى، ولذلك يعمل هو وحكومته على عرقلة أي اتفاق ووضع أي معيقات لإفشال أي اتفاق".
من جانبها، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "ما يحدث في قطاع غزّة أمر يجب أن يندى له جبين الإنسانية، فبعد سقوط عشرات الآلاف من الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي، والذين ما زال سقوطهم يتوالى، يأتي إقفال المعابر التي هي بمثابة المتنفس الذي يمد سكان القطاع بأبسط الاحتياجات، فالحصار الإسرائيلي يمنع دخول قوافل المساعدات بجميع أنواعها، كما يمنع خروج المرضى لتلقي العلاج، ناهيك عن توقف مساعدة الحالات الصحية في مجملها، الأمر الذي يعرّض حياتهم إلى خطر شديد يصل إلى حد الموت".
كذلك، شددت صحيفة "الخليج" الإماراتية على أنّ "تحرك القوات الإسرائيلية في رفح هو إجهاض لمساعي التهدئة بأكثر من صورة، والرسائل التي ينطوي عليها شديدة السلبية؛ لأنها خطوة تعيد المنطقة إلى مربع السيناريوهات المفتوحة على كل الاحتمالات، وأخطرها تفجّر الأوضاع على جبهات أخرى خارج قطاع غزّة".
وفي السياق نفسه، أوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أنه "حتى اللحظة ليس في مقدور أحد التكهن بالطريقة التي يفكر بها نتنياهو وشركاؤه الذين يريدون المضي في هذه الحرب، لكن المؤكد أنه سيواجه ضغوطًا كبيرة، داخليًا وخارجيًا، فيما لو أجهض الاتفاق"، مشيرةً إلى أنّ "الصورة الراهنة هي محتجزون يموتون في الأسر واحدًا تلو الآخر، وحكومة تحكمها الشكوك المتبادلة، ونخبة أمنية ضعيفة، وجيش منهك، ومعارضة تريد الانتهاء من هذه الحرب، لكنها عاجزة عن التأثير بأي شكل من الأشكال على مسار الأحداث".
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية فنقلت عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإيرانية أنه "مع إقدام إسرائيل على احتلال معبر رفح في قطاع غزة، نصحت إيران حركة "حماس" و"حزب الله" اللبناني بقبول مقترحات وقف إطلاق النار والتهدئة المطروحة على الطاولة لسحب البساط من تحت رجل إسرائيل".
(خاص "عروبة 22")