صحافة

"المشهد اليوم".. التزام أوروبي بـ"اعتقال نتنياهو" و"دولة فلسطين"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان على قطاع غزّة، على وقع إستمرار التصعيد الدموي الإسرائيلي في مختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلّة، سواءً في القطاع أو في الضفة الغربية حيث قتل جيش الإحتلال أمس 7 فلسطينيين على الأقل في عملية واسعة أطلقها في جنين شمال الضفة الغربية، وخلّفت دمارًا كبيرًا في مخيم جنين. بينما تتواصل عمليات الإبادة والتجويع في غزة حيث أعلنت الجهات الأممية المعنية توقف توزيع المساعدات في القطاع بالتوازي مع إعلان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس إغلاق الطريق الرئيسي لنقل المساعدات الطبية الطارئة، داعيًا إسرائيل إلى رفع القيود المفروضة على إدخال المساعدات من مصر إلى غزّة.

تزامنًا، تتوالى تداعيات الإعلان عن طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت وآخرين، لا سيما وأنّ خان أعلن صراحةً عن تلقيه "تهديدات" في حال تسطير مذكرات اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين لا سيما من المسؤولين الأميركيين. أما على المستوى الأوروبي فبرز التشديد على وجوب تنفيذ هذه المذكرات عند صدورها عن المحكمة، وأكد وزير خارجية النرويج إسبن بارث أنه في حال صدرت مذكرة اعتقال بحق نتنياهو فإنّ "أوسلو ملتزمة بإلقاء القبض عليه إذا زارها، وكل الدول الموقعة على نظام روما الأساسي المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية عليها أن تستجيب لذلك". وفي المقابل، بدا الارتباك واضحًا على المسؤولين الإسرائيليين، إذ وردًا على سؤال بخصوص ما إذا كان نتنياهو وغالانت، سيتجنبان زيارة أي دولة عضو في المحكمة الجنائية الدولية إذا صدرت مذكرات اعتقال بحقهما، اكتفى متحدث إسرائيلي بالقول: "لننتظر وسنرى".

إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" معلومات تفيد بأنّ النرويج يصدد الإعلان عن اعترافها بدولة فلسطين، كما كشف مصدر مطلع للوكالة نفسها أنّ الحكومة الإيرلندية ستعلن اليوم اعتزامها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، خلال مؤتمر صحافي يعقده كل من رئيس الوزراء الإيرلندي ووزير خارجيته صباحًا.

وفي هذا الإطار، أكدت مصادر فلسطينية متطابقة، لصحيفة "العربي الجديد"، أنّ "عددًا من الدول الأوروبية وضعت تواريخ فعلية من أجل الاعتراف بدولة فلسطين، أربع منها أكدت أنها ستتخذ هذا القرار مع نهاية الشهر الجاري، بدءًا من إسبانيا التي من المتوقع أن تعلن ذلك اليوم الأربعاء، تليها أيرلندا وسلوفينيا ومالطا".

بدورها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "التضحيات التي قدّمها الشعب الفلسطيني طوال عقود من الزمان آن لها أن تثمر دولة مستقلة كاملة السيادة على أرضها وعاصمتها القدس الشريف"، معتبرةً أنّ "حلم الدولة الفلسطينية، بات قاب قوسين من التحقق، رغم الهجمة الإسرائيلية الشرسة على كلّ فلسطين المحتلة، وعلى كل عواصم العالم من أجل وقف تيار الاعتراف بالدولة الفلسطينية".

من جهتها، شددت صحيفة "الدستور" الأردنية على أنّ "المجتمع الدولي مطالب بالتحرك لوقف الهجوم الإسرائيلي المخطط له على رفح، وبات من المهم قيام مجلس الأمن باتخاذ ما يلزم من قرارات بوقف هذا العدوان الاجرامي، والذي يشكل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين وحماية السكان المدنيين، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

ورأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "ردود الفعل الغاضبة من جانب القادة الإسرائيليين إزاء الخطوة التاريخية من جانب المحكمة الجنائية الدولية، تؤكد أن إسرائيل تلقت بالفعل ضربة سياسية قوية، إذ أصبحت تتحمل أمام المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء مسؤولية جرائم الحرب التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها في قطاع غزّة، مهما علت أصوات المدافعين عن موقفها، ومهما كان حجم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي الغربي لعملياتها في القطاع".

من جانبها، اعتبرت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "استراتيجية الوزير بني غانتس تشكل قوة ضغط على نتنياهو، حيث تأتي من داخل مجلس الحرب، وعلى يد منافسه الاول لرئاسة الحكومة، وهي تتلاقى إلى حد كبير مع الضغوط التي بدأ وزير الدفاع يوآف غالانت بممارستها على الحكومة، منتقدًا خياراتها في إدارة الحرب، وحول مستقبل غزّة".

ولفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "سياسات الولايات المتحدة الداعمة والمؤيدة والمُساندة لسياسات التدمير الشامل، والإبادة الجماعية، التي تمارسها إسرائيل تجاه قطاع غزة وسكانه من المدنيين الأبرياء، تُؤشر باستمراريتها تجاه "رفح" أو أية مدينة فلسطينية أخرى، في انحياز تام لقيم الإمبريالية على حساب قيم الليبرالية".

كما أشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "واشنطن رسمت ملامح مسارها المتوازي مع الرياض وطهران، لكنها تتجه لمواجهة مشكلة أساسية تتلخص بمحاولة نتنياهو ابتزاز الجميع من خلال إصراره على استمرار الحرب وتوسيعها أكثر، خصوصًا في رفح، ردًا على قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الذي طالب بإصدار مذكرة اعتقال بحقه إلى جانب قادة الصف الأول بـ"حماس"، وتنسحب عرقلة نتنياهو لمسار التطبيع على مسار التفاهم الإيراني ــ الأميركي، إذ إن إيران تشدد هي الأخرى على ضرورة وقف النار بغزّة كمدخل لأي تفاهم أو اتفاق".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن