‏مراجعات الثورة

في العيد الـ«71» لثورة يوليو نحتاج إلى وقفة للتأمل، والمراجعة لتلك الثورة العظيمة، بما لها وما عليها، وكيف يمكن الاستفادة من إنجازاتها، وعدم الوقوع في إخفاقاتها.

من المؤكد أن ثورة يوليو نجحت في إقامة عدالة اجتماعية في المجتمع المصرى، وساوت بين الطبقات، وأعطت فرصة للطبقات المعدومة والمتوسطة في التعليم، والعلاج، وتولي المواقع القيادية، وأنهت أسطورة الباشوات، والبكوات، وأصبحت «المواطنة» هي الأساس المتين الذي يتساوى أمامه الجميع.

على الجانب الآخر, فقد وقعت أخطاء كثيرة, أبرزها الانزلاق إلى الحرب الخاسرة في اليمن، وما تلاها من هزيمة قاسية فى حرب يونيو ١٩٦٧.

لسنا أمام محاكمة ثورة يوليو، فلها ظروفها المحلية، والإقليمية والدولية، ولا يمكن النظر إلى جزء من الخريطة بعيدًا عن كاملها بكل ظروفها، وتضاريسها المعقدة.

في كل الأحوال فقد نجحت ثورة يوليو في تأسيس وقيام أول جمهورية فى مصر, لتكون بداية لحركات التحرر الوطنى في إفريقيا والعالم العربى، وهو الأمر الذي يمكن التوقف أمامه، والاستفادة من خبرات تلك الجمهورية بكل ما تحمله من إيجابيات وسلبيات.

من المهم البناء على ما تحقق خلال المرحلة الماضية، مع إعادة التقييم والمراجعة، وفي الوقت نفسه الاستماع إلى جميع الأصوات الجادة بما يحقق مصلحة الوطن بعيدًا عن الانغلاق، والجمود، أو الأيديولوجيات الجامدة التي ترفض التطور، والانطلاق، ولم يعد لها مكان فى العصر الحديث.

(الأهرام)

يتم التصفح الآن