واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع الرد الدموي الإسرائيلي على قرار محكمة العدل الدولية بوقف العدوان على رفح من خلال ارتكاب الاحتلال مساء الأحد، مجزرة جديدة راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى في رفح، حيث أكدت وزارة الصحة في غزّة سقوط 35 شهيدًا وعشرات المصابين معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب حصيلة مؤقتة، بينما أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة أنّ "الاحتلال استهدف أكثر من 10 مراكز لإيواء النازحين، مخلّفًا أكثر من 190 شهيدًا".
وبالتزامن، أعلنت "كتائب القسام" أنها قصفت مدينة تل أبيب برشقة صاروخية كبيرة، ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين، في وقت أعلنت فيه وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في جميع مدن وسط إسرائيل وتل أبيب الكبرى.
ومع الاستعداد لاستئناف مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى غدًا في القاهرة، أوضح وزير الخارحية السعودية أنه تم التركيز في اجتماع الرياض نهاية نيسان الماضي واجتماع بروكسل على مسألة "إبقاء حل الدولتين فاعلًا"، مشيرًا إلى وجود "بوادر إجماع" في أوساط المجتمع الدولي حيال ذلك، بما يضمن أمن وحقوق الشعب الفلسطيني. بينما شدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الأحد، على الحاجة إلى سلطة فلسطينية "قويّة" لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
في هذا السياق، أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأنه "رغم تحديد موعد لبدء المفاوضات بين إسرائيل و"حماس"، عبر الوسطاء الأميركيين والمصريين والقطريين، غدًا الثلاثاء، فإنّ التقديرات المتشائمة تتفوق على التقديرات المتفائلة بشأن التوصل إلى صفقة تبادل"، موضحة أنه قيادة "حماس" تؤكد أن "استمرار الغارات على رفح والعمليات الحربية والاجتياح الذي وصل إلى 70 في المائة من أراضيها، إضافة لتصعيد العمليات في جباليا وغيرها من مناطق قطاع غزة، يدل على أن إسرائيل ليست جادة في العودة إلى المفاوضات".
كما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "إسرائيل لم تتراجع عن موقفها القائم على مواصلة استخدام الخيار العسكري في العدوان على مدينة رفح الفلسطينية، رغم كل الضغوط التى تتعرض لها من جانب دول ومنظمات معنية بالملف الفلسطيني، إذ ترى حكومة الحرب في تل أبيب برئاسة نتانياهو أن مواصلة العمليات العسكرية في رفح تتماهى مع أجندتها المتطرفة القائمة على ضرورة تصفية حركة "حماس"، بعد تنفيذها عملية طوفان الأقصى".
من جانبها، رأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "دولة الاحتلال الإسرائيلي وقيادته لم تتعرض، في أي وقت سابق، لهذه الموجة من الملاحقات القضائية، وأهم ما في هذه الملاحقات أنها حطمت ما سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى تحقيقه، عبر شرعنة ما يقوم به جيشه في قطاع غزّة، باعتباره دفاعًا عن النفس، وهو ما رأت فيه محكمة العدل والجنائية الدولية، ومعظم دول العالم تناقضًا صارخًا مع القانون الدولي وقتلًا للمدنيين العزّل، وعلى العالم بأسره أن يقف متحدًا لوقف المذبحة الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها".
واعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كما تنص على ذلك القرارات والمرجعيات الدولية، ومنها المبادرة العربية، سيعزز من الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، ولا شك أنّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيشجع على السلام، ويسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية، وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني الذي طال أمد أزمته منذ عقود".
كذلك لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "اعترافات الدول الأوروبية الثلاث، إيرلندا والنرويج وإسبانيا، تشكل إسهامًا مهمًا في تكريس حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه ووطنه، وأعطت دفعة قوية لجهود فتح مسار سياسي يستهدف إيجاد تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
بدورها، اعتبرت مصادر صحيفة "الجريدة" الكويتية أنه "لا بد للجميع من التوقف مليًا أمام المفاجآت، التي تحدث عنها الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله، والتي يتم تحضيرها ضد الإسرائيليين"، وأوضحت المصادر أنّ "المفاجآت ستأتي على مستويين، الأول يتصل بأنواع الأسلحة التي سيستخدمها لاحقًا، بينها صواريخ بعيدة المدى وذات إصابة دقيقة، بالإضافة إلى استخدام صواريخ أرض جو قادرة على تحقيق إصابات والتصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية".
(رصد "عروبة 22")