واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في مدينة رفح، بحيث أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، أمس، مقتل 21 شخصًا في غارة إسرائيلية جديدة على مخيم للنازحين في رفح، حيث أفاد شهود عيان بتقدّم دبابات الإحتلال إلى وسط المدينة.
وفي الأثناء، لا يزال مجلس الأمن "مكبّلًا" عاجزًا عن وقف المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، وقد عقد اجتماعًا طارئًا ومغلقًا، مساء الثلاثاء بطلب من الجزائر، لمناقشة مجزرة رفح التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد مخيم نازحين، وراح ضحيتها أكثر من 45 فلسطينيًا. وقال السفير الجزائري في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، إنّ بلاده ستوزّع مسودة مشروع قرار حول رفح تطالب بوقف "الأعمال العدائية" فورًا، دون أن يحدد موعدًا للتصويت عليه.
وفي مؤشر على إستمرار التخبط والتناقض في مواقف الإدارة الأميركية، رأى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أنه لم يحدث "خلال الفترة من الأحد إلى الثلاثاء" ما يدفع الولايات المتحدة لسحب المساعدات العسكرية من إسرائيل، بينما شددت نائبة الرئيس الأميركي جو بايدن كاملا هاريس، على أنّ "كلمة مأساة ليست حتى أقل ما تُوصف به" المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح، بينما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" نقلًا عن مسؤولين أميركيين تأكيدهم "استقالة مسؤولة رفيعة في وزارة الخارجية الأميركية أمس بسبب (الموقف الأميركي من) الحرب على غزّة".
من ناحية أخرى، أعلن البنتاغون أنّ الرصيف المؤقت، الذي شيَّدته الولايات المتحدة لنقل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزّة، تعرَّض لأضرار بسبب الأمواج الهائجة والطقس، وستتم إزالته من ساحل غزّة لإصلاحه.
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "سوء الموقف الأميركي أنه يرى الجموح والتطرف الإسرائيلي في عدم إعطاء أي اعتبار لموقفَي وقرارَي العدل الدولية والجنائية الدولية، مما يُخلّ بمكانة هذه المؤسسات وشرعية وجودها وصواب قراراتها، ورفع إلزامية ما تُطالب به، مما يجعل موقف الولايات المتحدة وموقفها في حالة تورط، بل وشراكة مع جرائم المستعمرة".
كما اعتبرت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "الموقف الأميركي متناقض تمامًا مع نفسه سواء فى استخدام الفيتو في مجلس الأمن، أو التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة ضد الاعتراف بالدولة الفلسطينية وقبولها عضوًا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وفي الوقت نفسه الزعم بتأييد حل الدولتين عن طريق المفاوضات المباشرة، وكأنهم لا يسمعون ولا يرون الرفض الإسرائيلي لقيام دولة فلسطينية".
أما صحيفة "الشرق الأوسط" فأفات بأنّ تصريح "أبو عبيدة" الناطق باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، قبل أيام، حول استعداد الكتائب لخوض حرب استنزاف طويلة ضد القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة "لم يكن مجرد تهديدات ولكنَّ "حماس" وطَّنت نفسها فعليًا لمثل هذه الحرب منذ شهور، بعدما أدركت أنها أمام حرب طويلة أجبرتها على تغيير التكتيكات".
ورأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "بعد دخول معركة رفح مرحلة حاسمة وخطيرة، بات من الضروري ان تتغيّر مواقف القيادات الاميركية والأوروبية، بحيث لا تكتفي بتحذير إسرائيل وحضها على التقيّد بقوانين حماية المدنيين، بل تعدّى ذلك إلى تسهيل اتخاذ قرار من مجلس الأمن الدولي بالدعوة (وبصرامة) إلى وقف نار نهائي في غزّة، على أن يتبع ذلك انسحاب إسرائيلي من القطاع".
بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "إسرائيل دولة منبوذة وعزلتها الدولية تتسع، وهي عصية على التدجين لأنها تجد في قوة عظمى تأييدًا ودعمًا بلا حدود، لذلك هي "خارج هذا الكوكب" تنتهك القرارات والقوانين الدولية والإنسانية، ولا تجد من يعاقبها أو يحاسبها، وتواصل حرب الإبادة".
(رصد "عروبة 22")