صحافة

"المشهد اليوم"... "الطوفان" يجرف "مجلس الحرب" ويحاصر نتنياهو

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع إستمرار جيش الإحتلال في تصعيد عملياته العسكرية سواءً في القطاع أو الضفة الغربية، في حين بدأت تداعيات "طوفان الأقصى" تجرف إئتلاف "مجلس الحرب" الإسرائيلي إثر الإخفاق في إحراز أي من الأهداف التي وضعتها حكومة بنيامين نتنياهو لهذه الحرب، فاشتدت حدة الأزمة السياسية الداخلية في تل أبيب، خلال الساعات الأخيرة بعد أن أعلن الوزيران في مجلس الحرب بيني غانتس وغادي آيزنكوت انسحابهما من حكومة الطوارئ برئاسة نتنياهو، مع الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة "في أسرع وقت ممكن"، كما أعلن الوزير الاسرائيلي حيلي تروبير من حزب "معسكر الدولة" استقالته من حكومة نتنياهو، فضلًا عن استقالة قائد فرقة غزّة في الجيش الإسرائيلي العميد آفي روزنفيلد، حسبما أفادت "هيئة البث الإسرائيلية".

وفي حين رأى وزير الدفاع الإسرائيلي السابق موشيه يعلون أنّ "الحكومة الوهمية الفاسدة برئاسة نتنياهو فقدت شرعيتها"، قائلًا: "سننزل إلى الشوارع لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ البلاد من الدمار"، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرّف إيتمار بن غفير في المقابل أنه طالب بضمّه إلى حكومة الحرب بعد استقالة غانتس، بينما انتقد نتنياهو "انسحاب غانتس من المعركة".

وبالتزامن مع دعوة واشنطن مجلس الأمن الدولي إلى التصويت على مشروع قرار يدعم مقترح وقف النار في غزّة، يبدأ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن جولة في المنطقة لإنجاح مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لوقف النار وتبادل الرهائن والأسرى، وصولاً إلى إنهاء الحرب. بينما رأى رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية أنّ "المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات، يوم السبت، تؤكد صوابية موقف الحركة بضرورة اشتمال أي اتفاق يمكن التوصل إليه على الوقف الدائم للعدوان والانسحاب الكامل من القطاع مع صفقة تبادل وإعادة الإعمار". وتوازيًا، كشفت "كتائب القسام"، في فيديو قصير بثته الأحد، عن مقتل ثلاثة أسرى إسرائيليين جراء القصف الإسرائيلي على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مؤكدةً أن الأسرى والمحتجزين لن يطلق سراحهم إلا في إطار صفقة تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.

على صعيد متصل، دعا الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي إلى تعامل "جاد وإيجابي"، مع مقترح الرئيس الأميركي بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، مؤكدًا ضرورة البناء عليه للتوصل إلى إطار سياسي لاستئناف المفاوضات من أجل تحقيق السلام الشامل القائم على حل الدولتين، مشيدًا بالجهود التي تبذلها كل من قطر ومصر لوقف إطلاق النار ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "عشرات الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من الجرحى والنازحين، وما زال العالم مشغولًا باليوم التالي للحرب، وكيف ستدار غزة في المستقبل، دون أن يلتفت أحد إلى أن هذا المستقبل لا يمكن بناء مداميكه بدماء البشر ومعاناتهم وآلامهم، فمع كل يوم جديد في غزة هناك مدماك جديد يتم تشييده في ذاكرة الغزيين مجبول بذاكرة عميقة ستنقل الآلام والغضب والعنف عبر الأجيال".

بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الحكومة الإسرائيلية لن تتراجع عن تنفيذ العمليات العسكرية، التي من شأنها أن تفاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة في القطاع، وعرقلة الجهود التي تبذل من أجل إنهاء الحرب، فالأولوية بالنسبة لها تبقى استمرارها في السلطة مهما فرض ذلك من تداعيات على الأرض".

ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "مبادرة بايدن الأخيرة لوقف الحرب وإطلاق الرهائن والأسرى، لا تشكل فرصة جديدة لإمتحان مدى قدرة واشنطن على إدارة الأزمات الساخنة، والحروب التي تهدد الأمن والسلام في العالم وحسب، بل وأيضًا تضع النفوذ الأميركي مع الحلفاء على المحك، رغم كل الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي الذي حظيت به الدولة العبرية من الولايات المتحدة، منذ اليوم الأول لإندلاع حرب غزة قبل تسعة أشهر".

بدورها، أوضحت صحيفة "الوطن" السعودية أنّ "الوقائع بيّنت أنّ الرئيس الأميركي تأخر كثيرًا، بل كثيرًا جدًا، في التحرّك، وعندما فعل لم يكن قد بنى المقدمات الضرورية لبلوغ الهدف، أي إنهاء الحرب، فأثبت عمليًا أنه غير قادر على إنهائها، ولأنه ذهب بعيدًا طوال شهور سابقة في تزكية منطق الحرب الإسرائيلي فمن الطبيعي أن يجد صعوبة في لجمه. إذ اضطر لأن يغطي مناورته بكون الاتفاق المقترح "اسرائيليًا"، كما لو أنه طرف "محايد" يتعامل مع معطيات قُدّمت إليه، ولم يكن له سوى أن يفسّرها ويستخلص منها العبر".

بينما أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "في اجتماع المجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، يوم أمس، في الدوحة، كان الموقف واضحًا وحاسمًا تجاه استمرار العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزّة، والمجازر التي ترتكب بحق المدنيين، وهو موقف يعبّر عن التزام عربي خليجي تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة وقف العدوان على القطاع، وتحميل إسرائيل المسؤولية القانونية أمام المجتمع الدولي تجاه اعتداءاتها المستمرة التي طالت المدنيين الأبرياء، وأسفرت عن مقتل آلاف المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال".

ورأت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "الإدانة أو توجيه الانتقادات لم يعد كافيًا، ما لم ترافقه تحركات سياسية واضحة من شأنها ممارسة ضغط فعال يجبر الاحتلال على وقف جريمته النكراء، عبر تكثيف الجهود والضغوط، وبما يتناسب مع حجم المذبحة التي تتوالى فصولًا في قطاع غزّة المنكوب".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن