صحافة

"المشهد اليوم"... مفاوضات غزّة "تحت النار" وجبهة لبنان على وشك الانفجار

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار سياسة التفاوض الإسرائيلي "تحت النار" على جبهتي القطاع وجنوب لبنان، حيث أفيد عن استشهاد سبعة فلسطينيين، مساء الخميس، في غارة للاحتلال الإسرائيلي على منزل في منطقة شارع النفق بمدينة غزة، بينما شنّت القوات الإسرائيلية غارة على مبنى مؤلف من ثلاث طبقات في بلدة جناتا في قضاء صور جنوبي لبنان ليل الخميس ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى بينهم أطفال ونساء، وسط معلومات صحافية ترددت خلال ساعات الصباح الأولى تفيد بأنّ الهجوم أسفر عن اغتيال قائد كبير لـ"حزب الله".

وفي حين تحدثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن تشاؤم في إسرائيل إزاء التوصّل إلى صفقة، ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين لم تسمّهم أنّ "احتمالات التوصّل إلى صفقة هي أقرب للصفر"، أكد القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان لشبكة "سي أن أن" الأميركية أنه "إذا تصرفت واشنطن بإيجابية ولم تنظر فقط بعين إسرائيل فيمكن التوصل لاتفاق"، مشددًا على أنّ "الحركة بحاجة إلى موقف واضح من إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار والانسحاب الكامل من غزّة والسماح للفلسطينيين بتحديد مستقبلهم بأنفسهم وإعادة الإعمار ورفع الحصار"، ولفت إلى أنّ "الاقتراح الأخير المطروح على الطاولة هو خطة إسرائيلية أعلن عنها الرئيس الأميركي".

في المقابل، رأى الرئيس جو بايدن أنّ "حماس" هي العائق الأكبر، حتى الآن، أمام تنفيذ خطة وقف إطلاق النار في غزة، بينما وفي إستمرار لسياسة الإنكار والتغطية على العدوان الإسرائيلي، أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إلى أنّ الولايات المتحدة لم ترَ بعد قيام إسرائيل بشنّ عملية عسكرية كبيرة في مدينة رفح بقطاع غزة. وأضاف، في إفادة للصحافيين، أنّ العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح ليست "بحجم أو نطاق" العمليات التي نُفذت في أماكن أخرى في غزة. وتابع: "هي عملية أكثر محدودية".

بالتزامن، رفع الهجوم الموسّع الذي شنّه "حزب الله" على إسرائيل، الخميس، منسوب القلق في الولايات المتحدة، التي أكد مسؤول فيها "الحاجة إلى ترتيبات أمنية محددة للمنطقة"، وذلك إثر تهديد إسرائيلي بالرد "بقوة" على أعنف هجوم صاروخي يشنّه منذ حرب تموز 2006، وقُدّر بنحو 150 صاروخًا و30 مسيّرة، وصلت إلى مدينة صفد، وتسببت في تعطيل الدراسة فيها. وعلى الأثر أعلن المتحدث العسكري الإسرائيلي ديفيد منسر أن "إسرائيل سترد بقوة على جميع الاعتداءات التي يقوم بها حزب الله"، وستعيد إرساء الأمن على حدودنا الشمالية سواء من خلال الجهود الديبلوماسية أو غير ذلك"، بينما رأى الوزير السابق بيني غانس، الذي استقال من "حكومة الحرب" الإسرائيلية، أنه "على ما يبدو أننا سنُجبر على الدخول في حرب مع لبنان".

وفي محاولة لتدارك انفجار الوضع على الجبهة الجنوبية اللبنانية، أعلن الرّئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ أنّ ​فرنسا​ والولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل، ستعمل ضمن إطار "ثلاثي"، على خارطة طريق فرنسيّة هدفها احتواء التوتّرات على الحدود بين ​لبنان​ وإسرائيل.

في هذا السياق، رأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه "بغض النظر عن النقاش الدائر حول من يملك قرار الحرب والسلم، ثمة واقع جديد في الجنوب، ويمكن أن يمتد إلى مناطق حيوية أخرى في غفلة عن الضغوط الدولية، لا سيما الأميركية بالذات، وبالتالي لا بد أن تكون الحكومة، على ما هي عليه من تعثر، وإفتقاد للصلاحيات الدستورية، ومعها مختلف القوى السياسية، على إستعداد لمواجهة الحالات الطارئة، في حال تطورت المواجهة إلى أبعد من جغرافية النار الحالية".

من جانبها، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن "اختراقات حققها الدور المتقدم الذي تؤديه دولة قطر، بناء على طلب أميركي، للوصول الى إرساء التفاهم في جنوب لبنان وتحضير الأرضية الكاملة، للتوصل الى اتفاق ينهي المواجهات على الحدود والبدء بتطبيقه بمجرد الوصول الى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة".

بينما لفتت صحيفة "الشروق" المصرية إلى "ارتباك أميركي غير مسبوق على مستوى كل أركان إدارة جو بايدن المتعاملة مع قضية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة"، موضحةً أنّ "الحكومة الإسرائيلية تواصل الاستهتار بالمواقف الأميركية، ولا تكترث للخلافات بينها وبين واشنطن مع تأكدها من غياب أي تأثير فعلي على سياسة إدارة بايدن ومواقفها".

ورأت صحيفة "البيان" الإماراتية أنّ "أزمة العقل السياسي الأميركي أنه يتعامل دائمًا في كل الصراعات الدموية بعقلية براجماتية عملية، وكأنها "بيزنس أوفر" مقدّم للأطراف يتعيّن عليهم قبوله بأي ثمن وفي أسرع وقت، من أجل إيقاف نزيف الخسائر بمنطق "بعض الخسائر أفضل من خسارة كل شيء"، حتى لو كان الثمن هو سلامة البلاد والعباد".

أما صحيفة "الشرق الأوسط" فلفتت إلى أنّ "جبهة الضفة الغربية تظل ساحة غير مشمولة بحسابات ومفاوضات الهدنة وترتيبات وقف إطلاق النار المرتقبة في غزّة، ما يثير مخاوف عميقة لدى الفلسطينيين بأن الفترة المقبلة قد تحمل مزيدًا من فصول التصعيد"، موضحة أنّ "هذه المخاوف تعززها تصريحات الوزيرين في حكومة نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، التي توعدا فيها بنقل مجريات الحرب في غزّة إلى الضفة الغربية".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنه "مع طول أمد المعركة، يتناقص عدد الإسرائيليين ما بين قتلى ومصابين في الحروب، ومغادرين بالهجرات العكسية، ويترتب عليه زيادة اعتماد الجيش الإسرائيلي على القوات الاحتياطية، ما يؤثر على الاقتصاد الإسرائيلي بشكل قوي"، معتبرةً أنّ "المعارك لا يألم لها أهل غزّة فحسب، بل عدوها الإسرائيلي كذلك يألم، ومع استمرار الصمود من الشعب والمقاومة تزداد مخاوف الاحتلال من هذا التهديد الوجودي".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن