واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إحراق الجيش الإسرائيلي، أمس الاثنين، صالة المغادرين وعددًا من مرافق الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري جنوب القطاع، وذلك بعد نحو 40 يومًا من السيطرة عليه في السابع من مايو (أيار) الماضي. بينما أعلن جيش الاحتلال أنه "سيحقق قريبًا أهدافه من الهجوم الذي يشنه في رفح"، زاعمًا أنه "تم القضاء على نصف الوحدات القتالية التابعة لحركة حماس".
على صعيد متصل، نقلت "وكالة الصحافة الفرنسية" عمن وصفته بأنه "مفاوض إسرائيلي كبير"، أنّ "عشرات الرهائن المحتجزين في غزّة ما زالوا على قيد الحياة على نحو مؤكد، وإسرائيل لا يمكنها قبول وقف الحرب حتى يتم إطلاق سراحهم كلهم في إطار اتفاق".
تزامنًا، أبلغ رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أعضاء المجلس الوزاري للشؤون السياسية والأمنية، بتفكيك مجلس الحرب (كابينت الحرب)، في خطوة كانت متوقّعة بعد انسحاب الوزيرين بني غانتس وغادي آيزنكوت من حزب المعسكر الرسمي من الكابينت، ومطالبة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بضمه إليه بعد استقالتهما. بينما تظاهر آلاف الإسرائيليين في القدس، للدعوة لإجراء انتخابات جديدة، في مسعى لإقصاء نتنياهو، لا سيما وأنّ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد شدد على وجوب الإطاحة بحكومة نتنياهو قائلًا: "كان يجب حل حكومة بنيامين نتنياهو، بدلًا من حل مجلس الحرب".
وفي حين ذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن هناك أزمة ثقة غير مسبوقة بين القيادتين السياسية والعسكرية، تزامنًا مع الانتقادات الواسعة للأداء في غزّة والضغوط الدولية المتزايدة، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ التقييمات تشير إلى أن الحرب في غزة لم تتمدد لتشمل إسرائيل ولبنان، مشيرة إلى أن واشنطن تحثّ على تلافي التصعيد في المنطقة، بينما وضع ديفيد ساترفيلد المبعوث الأميركي السابق للقضايا الإنسانية في الشرق الأوسط، إطارًا زمنيًا بحلول نهاية العام الحالي، لتحقيق تقدّم في الحرب بقطاع غزّة، وفي القضايا الإقليمية المرتبطة بمنطقة الشرق الأوسط، محذرًا من توسّع الصراع إلى كامل المنطقة العربية.
وإذ شدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على ضرورة الوقف الفوري للاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة، داعيًا العالم للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 67 ليتحقق السلام الشامل، أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث أن القصف الإسرائيلي على غزة، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حوّل القطاع المحاصر إلى جحيم على الأرض.
في هذا السياق، أفادت صحيفة "الوطن" القطرية بأنّ "إسرائيل تواصل حربها وجرائمها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورًا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزّة"، معتبرةً أنّ "ما نراه حرب وحشية ضد الإنسانية وليس ضد الفلسطينيين وحدهم، وعدم التحرك لوقفها هو مشاركة وحشية في تفاصيلها المؤلمة".
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "مصر ستظل دائمًا صمام الأمان للقضية الفلسطينية والداعم الأساسي للشعب الفلسطيني، ولقد أظهرت حرب غزة والعدوان الإسرائيلي غير المسبوق على الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ثمانية أشهر، الدور المصري الأساسي في دعم الفلسطينيين على كل المسارات".
من جانبها، لفتت صحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أنّ "الاتصالات تتحرك على الساحة اللبنانية بعد انتهاء عطلة عيد الأضحى، والبداية من بوابة الجنوب، حيث أدى التصعيد وتبادل التهديدات والاستعدادات على طرفي الحدود، إلى وضع المنطقة أمام مخاوف توسّع الحرب"، موضحةً أنّ "كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، أموس هوكشتاين، الذي يزور بيروت اليوم، لن يستطيع إحداث خرق جديد في جدار الأزمة لجهة التوصل الى اتفاق او العودة الى تطبيق القرار 1701، وإنما التمسك بالتهدئة".
(رصد "عروبة 22")