واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة تطورات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع ارتكاب جيش الإحتلال مجزرتين جديدتين في كل من مخيم الشاطئ وحي التفاح في مدينة غزّة، ما أسفر عن سقوط 40 شهيدًا وعدد كبير من المصابين، وذلك غداة ارتكاب مجزرة أخرى في مواصي رفح راح ضحيتها عشرات الشهداء والمصابين. بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها إن "لديهم أسابيع فقط لإنهاء العملية العسكرية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، والانتقال للمرحلة التالية من القتال".
أما بالنسبة إلى جبهة جنوب لبنان، فتوعد "حزب الله"، مساء السبت، الجيش الإسرائيلي، في حال قرر نقل التصعيد على جبهة جنوب لبنان إلى حرب شاملة، بالقتال "بلا ضوابط ولا قواعد ولا سقف"، من خلال مقطع فيديو ترويجي نشره "الإعلام الحربي" التابع للحزب ضمن سياق "الحرب النفسية" تحت عنوان: "لمن يهمّه الأمر" يُظهر فيه صورًا جوية لأهداف حساسة في العمق الإسرائيلي. بينما كان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد نبّه إلى أن لبنان لا يمكن أن يصبح غزة أخرى، مندِّداً بـ"الخطاب العدائي" لإسرائيل و"حزب الله"، الذي يثير مخاوف من كارثة لا يمكن تصوُّرها.
وفي حين تستمر وتيرة العمليات العسكرية على هذه الجبهة بالتصاعد، أكد وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا، لصحيفة "الراي" الكويتية، أنّ وزارة الخارجية "تتابع تطورات الأوضاع في لبنان بشكل متواصل من خلال غرفة العمليات مع الجهات المعنية، سواء مع السفارة الكويتية في بيروت أو الخطوط الجوية الكويتية لحصر أعداد المواطنين، ليكون لدينا خطة إجلاء سريعة في حال تطورت الأحداث".
على المستوى الإسرائيلي الداخلي، شارك عشرات الآلاف، مساء السبت، بتظاهرات في إسرائيل وصفت بالأضخم منذ بدء الحرب على غزة، للمطالبة بإسقاط حكومة بنيامين نتنياهو وإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة "حماس".
إقليميًا، وفي حين تحدث الحوثيون في اليمن، عن أنهم نفذوا عملية عسكرية متشركة مع فصائل في العراق استهدفت أربع سفن في ميناء حيفا الإسرائيلي، أشارت القيادة المركزية الأميركية إلى أنّ القوات الأميركية دمّرت ثلاثة قوارب مسيّرة في البحر الأحمر تابعة للحوثيين. بينما أكد مسؤولان أميركيان أن ادعاء جماعة الحوثي، بأنّ قواتها هاجمت حاملة الطائرات الأميركية آيزنهاور في البحر الأحمر "كاذب".
من جهتها، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "الاستراتيجية الإيرانية للتعامل مع أي هجوم إسرائيلي على "حزب الله" تقوم، أولًا على إمداد الأخير بأسلحة نوعية لتحقيق مفاجآت ميدانية، وثانيًا، تحريك كبير وواسع لجبهتي اليمن والعراق لإسناد الحزب الذي بدأ المواجهات مع إسرائيل قبل نحو 8 أشهر تحت عنوان إسناد حركة "حماس" في قطاع غزة".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "قرار نتنياهو إنشاء مجموعة وزارية أمنية مصغرة تضم بن غفير، كان محاولة في الوقت بدل الضائع لامتصاص الأزمة، لكنها بدت كاشفة لمدى صلاحية المستوى السياسي كله للبت في مسائل بالغة الخطورة كالحرب على لبنان"، مشيرةً إلى أنّ "الأوضاع السياسية الهشة في إسرائيل يفترض أن تردع أية مغامرة لتوسيع نطاق الحرب، لكنها قد تدفع بالمفارقة إلى الإقدام عليها".
من جانبها، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "من بين أهم النتائج التي أسفرت عنها معركة "طوفان الأقصى" أنها مَكَّنت الحركات اليهودية واليهود غير المتصهينين من إيصال صوتهم إلى العالم، الأمر الذي نَتجت عنه مواقف واضحة لكثير من الغربيين من الصهيونية، وسَمحت هذه المواقف بفتح نقاش عميق ومنتشر على نطاق واسع لدى الآخر غير العربي وغير المسلم، للكشف عن مغالطات مُتعدِّدة كثيرًا ما استخدمتها الصهيونية العالمية لتبرير جرائمها في فلسطين ولِتبرير إقامة دولة الاحتلال الصهيونية على أرض فلسطين".
في حين لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "قمة نفاق وخبث حكومات الغرب المتنفذ، تجلت في موقفها الإجرامي الداعم لما بدأت إسرائيل ترتكبه من حرب إبادة جماعية، ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، وكل فلسطين، فهي لم تكتف بتأييد هذه المجازر الصهيونية، بل أخذت تمد إسرائيل بالأسلحة لتقتل بها الفلسطينيين، وتدمر بيوتهم ومنشآتهم، وبشكل غير مسبوق، في التاريخ الحديث".
بدورها، حذرت صحيفة "الدستور" الأردنية من أنّ "الانفلات التام للأمن في قطاع غزّة، والافتقار إلى وجود الحد الأدنى منه، قد أدى إلى نشوء عصابات الجريمة المنظمة، التي بدأت فعلها برضى سلطات الغزو الإسرائيلية"، موضحة أنّ "هذا الانفلات التام للأمن، سيؤدي إلى دخول المنظمات الإرهابية المتطرفة، التي ما تزال فلولها في سيناء، إلى القطاع، مما يجعل العيش في غزّة مستحيلًا، ومما يضاعف من مأساة أهلنا، ويدفعهم إلى الهجرة القسرية الإكراهية".
(رصد "عروبة 22")