واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار التحذيرات الدولية والعربية والإقليمية من خطر انفجار الوضع على جبهة جنوب لبنان في حال عدم التوصل عاجلًا إلى إبرام صفقة لوقف النار في القطاع، حيث نسف جيش الإحتلال خلال الساعات الأخيرة مزيدًا من المباني السكنية غرب مدينة رفح، وأفيد عن سقوط 60 شهيدًا و140 إصابة في 4 مجازر خلال يوم واحد، بينما يواصل الجيش الإسرائيلي سلسلة اقتحاماته في الضفة الغربية المحتلة حيث اقتحم ليل الأربعاء الخميس، مدينة جنين وأطراف مخيّمها واعتقل أسيرين محررين عند مدخل المخيم.
وإذ تتصاعد حدة الغارات الإسرائيلية في عمق جنوب لبنان حيث أصيب خمسة أشخاص بجروح في غارة جوية استهدفت، مساء الأربعاء، مبنى في مدينة النبطية جنوبي لبنان، وذلك بالتزامن مع شنّ الجيش الإسرائيلي، منتصف ليل الأربعاء/الخميس، غارات على مواقع في ريف دمشق الجنوبي تتمركز فيها ميليشيات موالية لإيران، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت، في ختام زيارة إلى واشنطن، أنّ إسرائيل لا تريد حرباً ضد "حزب الله"، لكن بإمكانها أن تلحق "ضرراً جسيماً في لبنان". وفي إنتقاد غير مباشر لرئيس حكومته بنيامين نتنياهو، أوضح أن الولايات المتحدة تشارك إسرائيل في أهداف الحرب، وعندما تختلف معها في المسار فإنّ الحل يكون داخل الغرف المغلقة. بينما نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن واشنطن وتل أبيب تمكنتا من حل المشاكل التي أبطأت شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل، إذ راجع الطرفين قوائم تضم مئات الأسلحة التي طلبتها إسرائيل وتنتظر شحنها وقاما بتسوية أي سوء فهم موجود.
تزامنًا، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، وقوف الجامعة العربية مع لبنان بشكل كامل، إزاء ما يواجهه من مخاطر إسرائيلية على حدوده الجنوبية. بينما أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى أنّ بلاده تتضامن مع لبنان في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل، ودعا دول المنطقة إلى دعم بيروت. في حين وجّه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقادات إلى التوجه الإسرائيلي نحو توسيع العملية العسكرية على الأراضي الفلسطينية لتشمل لبنان، في وقت دعت ألمانيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان في أقرب وقت، نظرًا إلى خطر التصعيد في العنف بين إسرائيل و"حزب الله".
من جانبه، أعلن مارتن غريفيثس وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مواصلة إلتزام فرق المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الشريكة بتقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى سكان غزة، على الرغم من العقبات الخطيرة المتعددة التي لا يزال العاملون في المجال الإنساني في الميدان يواجهونها هناك.
وفي حين أفادت وسائل إعلام عالمية بأنّ وزارة خارجية هولندا استدعت السفير الإسرائيلي، من أجل تقديم تفسيرات بخصوص ما جرى الكشف عنه بقيام وكالات الاستخبارات الإسرائيلية بشن حملات مراقبة وتجسس سرية استهدفت المحكمة الجنائية الدولية، جزم نتنياهو أمس بأنّ المحكمة الجنائية بصدد إصدار مذكرات توقيف بحقه وبحق غالانت مؤكدًا أنّ المسألة هي مسألة وقت، معربًا عن اعتقاده بأنّ ذلك قد يكون قبل زيارته واشنطن لإلقاء كلمة أمام الكونغرس.
على المستوى الإسرائيلي الداخلي، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنّ عائلات قتلى ومحتجزين إسرائيليين، بسبب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سترفع اليوم الخميس دعوى إلى المحكمة الإسرائيلية من أجل تشكيل لجنة التحقيق، وأشارت إلى أن العائلات تطالب بالتحقيق مع القيادة السياسية والأمنية وكل مسؤول عن القرارات التي أدت إلى "المأساة".
في المقابل، رأى رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل أنّ معركة "طوفان الأقصى" غيّرت كثيرًا من عناصر المشهدين الإقليمي والدولي وداخل الكيان الإسرائيلي، ولا يصح مطلقًا أن يغيب تأثيرها عن ترتيبات البيت الفلسطيني التي يجب أن تبدأ الآن ولا تنتظر انتهاء المعركة.
في هذا السياق، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "رفع فزاعات التخويف من التهجير في وجه الأردن، في هذا التوقيت بالذات، مسألة تثير الريبة والشك، فكيف يمكن أن نتصور أن أهل الضفة الغربية سيخرجون أو يهاجرون منها مهما كانت الظروف"، مشيرةً إلى أنّ "الفلسطينيين في الداخل يدركون ذلك، ويتمسكون بأرضهم ووطنهم، بعكس بعض الذين يتحدثون باسمهم في الخارج، ممن يوظفون مأساة أهل فلسطين وفزعاتهم مع المقاومة لحساب مغانمهم ومصالحهم التي أصبحت مكشوفة".
بينما أشارت صحيفة "الشروق" المصرية إلى أن "حركات المقاومة بالقطاع، وعلى رأسها "حماس"، صامدة ما تزال صامدة فى وجه العدوان الإسرائيلي، رغم مرور ثمانية أشهر على اندلاع الحرب، وهي تعيد تنظيم نفسها وصفوفها، وتنشط، مجددًا، في المناطق التي دخلتها القوات الإسرائيلية ثم انسحبت منها، كما في منطقة خان يونس، بل حتى في مناطق شمال القطاع، التي هاجمتها إسرائيل بضراوة منقطعة النظير، وتكبد القوات الإسرائيلية خسائر فادحة كل يوم".
ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "ارتباط أمن المنطقة، واكتمالها، يكون بالقبول بالدولة الفلسطينية التي يشكل قيامها استئصال الكثير من الأسباب التي تقف وراء التنافس الإقليمي، وتضع حدّاً للصراعات، والحروب المتواصلة، ويبقى أنّ الدولة الفلسطينية قد تشكل المفتاح لمستقبل المنطقة، وتحديد خياراتها بين الأمن، والسلام، والاستقرار، وبين خيار الحرب الشاملة".
بدورها، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت من رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يؤكد في خطابه المرتقب أمام مجلسي الكونغرس في مبنى الكابيتول بواشنطن، بأنه ملتزم بحل الدولتين، وذلك لتلبية أحد الشروط السعودية لإتمام صفقة كبيرة بين واشنطن والرياض تشمل، إلى جانب عدة بنود، تطبيع المملكة علاقاتها مع إسرائيل".
(رصد "عروبة 22")