يوم إعادة مصر من الاختطاف

مع اقتراب الاحتفال باليوم الموعود، يوم انتفض فيه شعب مصر العظيم، ليخرج في النجوع والقرى والمدن والميادين يوم 30 يونيو 2013، ليسترد وطنه من عملية اختطافه على أيدي جماعة إرهابية، كان هذا اليوم الرائع الذي جاء فيه الخروج من المصريين، بعد أن شاهدوا وتابعوا وعاشوا حجم المخاطر التي استهدفت الوطن، ورغم التهديدات بالسحق والقتل والترويع لمن يخرج من منزله ضد الجماعة الإرهابية ومندوب مكتب الإرشاد في الاتحادية، كان الإصرار على مواجهة كل التحديات والتهديدات، وقال الشعب كلمته: بقاء مصر وإعادتها ممن خطفوها هو الأهم وسندافع عنها مهما كانت التضحيات.

فى نفس الوقت كانت القوات المسلحة وكعهدها دوما تنحاز لمطالب الشعب العظيم، وقبل الثورة بنحو أسبوع حذر الفريق أول عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع آنذاك من محاولات إدخال البلاد لنفق مظلم من الاقتتال الداخلي، وأعلن بكل صراحة أن القوات المسلحة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام محاولات تهديد الدولة وسلامة المواطنين، وقال الفريق أول عبدالفتاح السيسي كلماته الشهيرة: «أدبيات القوات المسلحة تجاه شعب مصر لن تتغير، وإرادة الشعب وحده هي التي تحكمنا ونرعاها بكل تجرد ونزاهة وشرف، ويخطئ من يعتقد أنه يمكن الوقوف أو التصدي لهذه الإرادة أو مجابهتها بالعنف والقوات المسلحة مسؤولة عن حماية إرادة هذا الشعب العظيم»، وقال الفريق أول السيسي: «أي مروءة ممكن نعيش بها كضباط جيش وضباط صف ونحن نشعر بأن الشعب المصري كله مروع وخايف.. إحنا نروح نموت أحسن».

كانت هذه الرسائل القوية وغيرها من المواقف بمنزلة تأكيد الانحياز لإرادة الشعب في مطالبه والدعوات لثورته بل عدم السماح بعمليات التهديد والترويع المستمرة من عصابة النظام الإخواني الحاكم للمصريين. وتجهيز الإخوان لآلاف من الميليشيات المسلحة التابعة للإرهابي خيرت الشاطر لكي تنفذ جرائمها باستهداف الشعب ومقدراته ومؤسساته عند ساعة الصفر التي تحدثوا عنها.

جميع فئات الشعب اتخذت قرارها بأن الحكم للشعب ولن يستمر الإخوان في اختطافهم للدولة وأخونتها وتنفيذ مخطط التمكين وزرع عملائهم في كل الجهات والمؤسسات وبدء الحشد والاعتصام في ميدان الشهيد هشام بركات «رابعة العدوية سابقا»، وكانت محاولة منهم لفرض الأمر الواقع بالاستيلاء على هذه المنطقة بقوة السلاح وتشكيل حكومة موازية وبرلمان مواز، كان هذا هو المخطط لتدخل مصر في النفق المظلم بين حكومتين وشعبين وبالتالي ندخل حربا أهلية تختلف تماما عما حدث في سوريا وليبيا، لأن مصر بها 100 مليون ولا قدر الله دخولها في هذا الاقتتال كان سيؤدي إلى مقتل الملايين وليس الآلاف لأن العصابة الإخوانية جهزت نفسها لهذا اليوم بما تملكه من تسليح وتمويل وأذرع إعلامية في الداخل والخارج مع دعم لها إقليميا ودوليا.

تحية لشعب مصر العظيم الذي كتب تاريخا عظيما في ثورة الثلاثين من يونيو، وتحرير الوطن من العصابة الإخوانية ودحر كل العملاء المتسترين بالدين، وتنظيف مصر من الأعداء، وتحية للقوات المسلحة وللرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي اتخذ القرار يوم 3 يوليو 2013 وتحدى به الجميع ووقف أمام كل من طالبوه بعدم اتخاذ هذا القرار ولم يتراجع عن مساندة مطالب المصريين الذين كانت لديهم ثقة كاملة بأن القوات المسلحة ستنحاز لثورة الشعب، علينا أن نتذكر هذه الأيام وألا ننسى أقدار الرجال الذين وضعوا مصالح مصر وشعبها فوق كل الاعتبارات ولم يرضخوا لأي تهديدات، لكي تحيا مصر.

("الأهرام") المصرية

يتم التصفح الآن