واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من إستمرار حالة الترقب لإمكانية الوصول إلى إتفاق وقف النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، بحيث أفاد مصدر في فريق التفاوض الإسرائيلي بأنّ هناك "فرصة حقيقية" للتوصل إلى اتفاق. في حين أشار مصدر مطلع لوكالة "رويترز" إلى أن رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع سيسافر إلى قطر لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار في غزّة، التي من المرجح أن تنطلق اليوم الجمعة.
على صعيد متصل أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقشا، خلال اتصال هاتفي، الجهود المبذولة لوضع اللمسات النهائية على اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى. وأبلغ نتنياهو بايدن قراره بإرسال وفد لمواصلة المفاوضات من أجل إطلاق سراح الأسرى، بينما جدد بايدن لنتنياهو التزامه الصارم بأمن إسرائيل، بما في ذلك مواجهة التهديدات التي تشكلها الجماعات المدعومة من إيران مثل "حزب الله".
وإذ اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أنّ اتفاق وقف النار وتبادل الأسرى بات "أقرب من أي وقت مضى"، نقل موقع "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنّ "رد حماس يجعل من الممكن التوصل إلى اتفاق بخصوص المادتين الـ8 والـ14" اللتين تمثلان "الفجوات الرئيسية بين الأطراف". غير أنّ أحد هؤلاء المسؤولين نبّه إلى أنّ "نتنياهو أوضح أنّ الحرب لن تنتهي إلا بعد تحقيق جميع أهدافها"، بينما لفت وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو إلى أنه سيعارض أي صفقة تبادل أسرى مع "حماس"، تؤدي لنهاية الحرب في غزة، كما سرّبت أوساط في أجهزة الأمن في تل أبيب تصريحات أكدت فيها سعي نتيناهو وحكومته، لإجهاض المفاوضات قبل أن تبدأ، بحسب ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية.
من جانبه، أعلن الناطق الرسمي باسم حركة "حماس" جهاد طه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "الحركة تتعاطى بروح من الإيجابية، لوقف العدوان على قطاع غزّة، مع مساعي الوسطاء المصريين والقطريين حول "أفكار جديدة"، تفضي لوقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من القطاع، وتنهي العدوان الغاشم المتواصل على شعبنا الصامد في غزّة".
أما ميدانيًا، فكثّف الجيش الإسرائيلي قصفه لمناطق متفرقة من القطاع المحاصر، وسّع نطاق عملياته في مدينة رفح، في وقت أعلنت وزارة الصحة في غزّة ارتكاب قوات الإحتلال 4 مجازر، خلال الـ24 ساعة الماضية، راح ضحيتها 58 شهيدًا و179 إصابة، مشيرةً إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، إلى 38011 شهيداً و87445 إصابة.
وبينما أعلنت وزارة الخارجية السعودية تأييدها "نشر قوات دولية بقرار أممي في قطاع غزة تكون مهمتها حماية السلطة الفلسطينية"، طالب مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين المجتمع الدولي ومجلس الأمن، بتنفيذ تدخل حقيقي وحاسم يمكّن من وقف جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة فورًا، وملاحقة إسرائيل على جرائمها، كما أدان بشدة تقويض إسرائيل لصلاحيات الحكومة الفلسطينية في حوالة 80% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، وذلك بالتزامن مع ما ذكرته منظمة مراقبة إسرائيلية مناهضة لسياسة الاستيطان من أنّ حكومة نتنياهو وافقت على خطط لبناء نحو 5300 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
في ظل هذه الأجواء، يستمر التصعيد على جبهة جنوب لبنان، حيث يتعاظم القلق من إمكانية خروج الأمور عن السيطرة قبل التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار في غزة، لا سيما مع تصاعد المواجهات العسكرية بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي. إذ أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي التصميم على "إعادة الأمن إلى الشمال وإعادة السكان بأمان إلى منازلهم"، وقال: "تلقيت مراجعة شاملة من قائد سلاح الجو بشأن العمليات الدفاعية والهجومية التي يقوم بها السلاح".
وبينما أبدى وزير الخارجية السعودي الامير فيصل بن فرحان قلق بلاده من "خطر توسع الحرب في لبنان"، برز مؤشر إيراني إلى احتمال تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل و"حزب الله"، من خلال قرار طهران إيقاف الرحلات الجوية إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، حسبما كشف لصحيفة "الجريدة" الكويتية مصدر رفيع المستوى في "فيلق القدس"، الذراع الخارجية للحرس الثوري الإيراني.
على هذا الصعيد، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "السباق بين اندلاع حرب واسعة في المنطقة والحلول الدبلوماسية يقترب من خط النهاية دون الوصول إلى نتيجة واضحة، فالتهديدات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله" بالتدمير الواسع وصلت إلى ذروتها مع دخول إيران إلى الحلبة بشكل مباشر، وإطلاق تهديدات بالتدخل إذا هاجمت إسرائيل جنوب لبنان".
من جانبها، أفادت صحيفة "عكاظ" السعودية بأنّ "العالم الذي يرى بعين واحدة، يغمض العين الثانية عمّا ترتكبه إسرائيل، وهذا يكشف ازدواجية المعايير ويطيح بزيف المزاعم الغربية، ورغبة "العالم المتقدم" في السلام في الشرق الأوسط".
(رصد "عروبة 22")