صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يراوغ في المفاوضات وبايدن يقرّ بـ"الفجوات"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من الترقب لنتائج المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس"، بحيث ادعى رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أنه "ملتزم بمقترح صفقة التبادل ولكن حماس هي التي تتعنت"، معتبرًا أن "كل صفقة يجب أن تتيح لإسرائيل العودة للقتال". بينما شددت الحركة في المقابل على أنّ إسرائيل تستمر في سياسة المماطلة، لكسب الوقت بهدف إفشال جولة المفاوضات.

من جانبه، أشار جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، إلى أنّ هناك تفاصيل كثيرة لا تزال بحاجة إلى الانتهاء منها للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، والإفراج عن الرهائن المحتجَزين في قطاع غزة. بينما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ حرب غزة "يجب أن تنتهي الآن"، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل وحركة "حماس" قبلتا بالإطار الذي طرحه لوقف إطلاق النار، لكنه أقرّ بأنه لا تزال هناك "فجوات يتعيّن سدّها".

على صعيد متصل، نشر الجيش الإسرائيلي نتائج أول تحقيق في إخفاقه الأمني خلال هجوم حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وأقر فيه بأنه لم يحمِ مواطني تجمع بئيري السكني، وهو واحد من التجمعات السكنية التي تعرضت لأسوأ أضرار. في وقت دعا الزعيم الديني للحريديين الليتوانيين "الأشكناز" الحاخام دوف لاندو طلاب الييشيفوت (المعاهد التوراتية)، إلى رفض الاستجابة لأوامر الاستدعاء للتجنيد في الجيش الإسرائيلي وعدم المثول في مكاتب التجنيد.

في ظل هذه الأجواء، يستمر الجيش الإسرائيلي في إرتكاب المزيد من المجازر في القطاع، حيث أعلنت وزارة الصحة، في بيان، أنّ الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرتين في غزة، وصل منهما للمستشفيات 50 شهيدًا و54 مصابًا خلال الـ24 ساعة الماضية.

وعلى مستوى الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، أفادت مصادر فلسطينية باقتحام القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، بلدات في مدن مختلفة، من بينها طولكرم ونابلس والخليل. في حين أعلنت الولايات المتحدة، الخميس، فرض عقوبات جديدة على متطرفين إسرائيليين متهمين بتأجيج العنف في الضفة. وتزامنًا، أعلن مسؤولون أميركيون أنّ الولايات المتّحدة ستزيل قريبًا الميناء العائم، الذي بنته قبالة سواحل غزة لإيصال المساعدات إلى القطاع الفلسطيني والذي عانى من مشاكل متكرّرة.

وسط ذلك، نبهت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنّ "مصلحةَ نتنياهو تقضي بالمراوغة في الوصول إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار حتى ولو وافق على المرحلة الأولى. وهذا يَعني أن إسرائيل بقيادة نتنياهو لن توقف الحربَ على الرغم من طلبات عدة من المؤسسة العسكرية والأمنية وعلى رأسها وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أصبح مركزه مهدَّدًا بعد تسريباتٍ عدة صدرت عن أطراف قريبة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بخصوص تعيين جدعون ساعر مكان غالانت، ما يُكْسِب نتنياهو 6 أصوات إضافية داخل الكنيست إذا تم له ذلك".

بينما اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أنّ "السؤال الكبير اليوم: هل يريد نتنياهو أن يذهب في زيارته المقبلة لواشنطن وخطابه المهم أمام الكونغرس الأمريكي وفي حقيبته اتفاقية موقعة مع "حماس" بضمانة أميركية؟، أم يريد استغلال ضعف إدارة بايدن الشديد ويقوم بابتزازه للموافقة على استمرار جنون المجازر بلا أي تسوية حقيقية؟".

في المقابل، لم تستخف مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، عبر صحيفة "اللواء" اللبنانية، بالكلام التصعيدي لرئيس وزراء إسرائيل، عن عزمه على تحقيق ما يسميه "بالنصر" والسحق، واستئناف الحرب، وانعكاساته السلبية على المفاوضات الجارية للتفاهم حول المرحلة الأولى من صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين لدى "حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.

من جانبها، لفتت صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أنّ "الحرب الدائرة بين إسرائيل و"حزب الله"، يبدو أنّ كل طرف يوقع نفسه في الكمائن. فعلى رغم أنّ كلا الطرفين يؤكد أنه غير معني بتوسيع نطاق الحرب، فإنهما يندفعان بشكل جارف إلى توسعتها".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن