صحافة

"المشهد اليوم"... نيران "الحرب الإقليمية" تستعر!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، غداة القرار الاستشاري التاريخي لمحكمة العدل الدولية الذي أدان الاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية والاستيطان والتمييز العنصري وأكد عدم قانونية التواجد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وضرورة إنهائه في أقرب وقت، مع التشديد على حق الشعب الفلسطيني الأصلي صاحب الأرض في تقرير مصيره، وعلى كون المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية. وعلى الأثر رحّب الفلسطينيون والعرب بقرار محكمة العدل بينما انتقدته وزارة الخارجية الأميركية معتبرةً أنه سيعقّد الجهود المبذولة لحل الصراع.

وعلى أرض الواقع، تتواصل المجازر الإسرائيلية التي تستهدف الفلسطينيين المدنيين في القطاع، بحيث ارتكب جيش الاحتلال خلال 24 ساعة، 4 مجازر جديدة راح ضحيتها 37 شهيدًا و54 مصابًا. في حين ارتفع منسوب خط اتساع رقعة الحرب بشكل موسّع في المنطقة بعد الغارات التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية أمس على اليمن ردًا على استهداف الحوثيين تل أبيب بالمسيّرات، بالتوازي مع شنّ غارات في عمق الجنوب اللبناني مساءً استهدفت مستودع ذخائر تابعًا لـ"حزب الله" في بلدة عدلون، بينما برز، السبت، دخول "كتائب القسام" في لبنان مجددًا على خط القتال من الجنوب، معلنةً في بيان، قصفها مقر قيادة (اللواء 300 – شوميرا) في القاطع الغربي من الجليل الأعلى، شمال فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية أطلقتها من الجنوب اللبناني.

وفي تفاصيل الهجوم على اليمن، شنّت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت عدة مواقع من بينها مستودعات الوقود في ميناء الحديدة اليمني الخاضع للحوثيين، مما تسبب في سقوط العديد من القتلى والجرحى، الأمر الذي توعد الحوثيون بالرد عليه. وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، أن صفارات الإنذار انطلقت في مدينة إيلات، مما دفع السكان إلى الفرار إلى الملاجئ. وأوضح جيش الاحتلال أنه اعترض صاروخًا (سطح-سطح) كان قادمًا من اليمن وكان يقترب من إسرائيل من جهة البحر الأحمر، وأسقطه قبل عبوره إلى داخل الأراضي الإسرائيلية.

بدوره، أكد العميد الركن تركي المالكي، المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، أن بلاده ليس لها أي علاقة أو مشاركة باستهداف مدينة الحديدة اليمنية، مشدداً على أن السعودية لن تسمح باختراق أجوائها من أي جهة كانت. بينما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن وزير الدفاع لويد أوستن بحث، في اتصال، مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت الضربات الإسرائيلية في اليمن. وأكد أوستن مجدداً التزام الولايات المتحدة الصارم بأمن إسرائيل وحقها في الدفاع عن النفس.

وفيما يتعلق بالإقتحامات المستمرة في الضفة الغربية المحتلة، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأنّ القوات الإسرائيلية اقتحمت، في الساعات الأخيرة، قرية المزرعة الغربية شمال رام الله، كما اقتحمت مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، حيث أبلغت عائلة أبو هنية بضرورة إخلاء منزلها تمهيداً لهدمه. في وقت أفاد موقع "أكسيوس" بأنّ البيت الأبيض ناقش فرض عقوبات على الوزيرين الإسرائيليين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، بسبب تدهور الوضع الأمني في الضفة.

وإذ تتجه الأنظار إلى الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة، حيث سيلقي خطابًا أمام أعضاء الكونغرس في 24 تموز الحالي، تتواصل الخلافات بين نتنياهو وقادة جيش الاحتلال بشأن المضي قدمًا في صفقة مع حركة "حماس" تضمن إطلاق سراح المحتجزين، إذ طالب رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي بإبرام صفقة تضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، قائلًا: "لا يوجد سبب سيمنع إسرائيل من العودة إلى القتال في غزة، لكن المهم هو التوصل إلى اتفاق الآن"، كما تظاهر آلاف الإسرائيليين، السبت، في عدة مدن للمطالبة بإبرام صفقة تبادل الأسرى وإجراء انتخابات مبكرة. بينما نقل موقع "والا" الإسرائيلي عن مسؤول في رئاسة الحكومة أنّ نتنياهو قرر إجراء مشاورات مع الفريق المكلف بمفاوضات تبادل الأسرى، ظهر اليوم الأحد، قبل ساعات من سفره إلى الولايات المتحدة، غير أنّ هيئة البث الإسرائيلية أكدت أن نتنياهو لم يأذن لفريق التفاوض بالعودة إلى العاصمة القطرية، لاستئناف المفاوضات ووضع اللمسات الأخيرة على الصفقة.

وإزاء التطورات العسكرية المتصاعدة في المنطقة، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصادر قريبة من المحور الإيراني، بأنّ "اللجوء إلى خيار التصعيد يأتي بعد فشل كل محاولات التهدئة وكل الوساطات الدولية مع الحكومة الإسرائيلية للقبول بالصفقة، وبالتالي لم يعد هناك أي خيار إلا تصعيد الضربات ونوعيتها، وفي هذا الإطار يندرج مسار استهداف الحوثيين لتل أبيب بمسيّرة انتحارية تسببت في مقتل إسرائيلي".

بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "ممارسات وقرارات حكومة الاحتلال الأخيرة، المتعلقة بشرعنة ما يسمى البؤر الاستعمارية، وبناء آلاف الوحدات الاستعمارية الاستيطانية، وفرض المزيد من الحصار على المدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية في الضفة، واستمرار حرب الإبادة الشاملة التي تمارسها في قطاع غزة، لن ولم تقتلع أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين من أرضهم والمتمسكين في حقوقهم، ويجب التصدي ومواجهة كل هذه الإجراءات".

كما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الرأي الاستشاري الصادر، أمس الأول، عن محكمة العدل الدولية حول الآثار القانونية للسياسات والممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثّل انتصارًا للعدالة"، موضحةً أنّ "له تأثيرًا على الرأي العام الدولي أكبر منه على سياسات إسرائيل، وهو ما يشكل تحديًا للمجتمع الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "قرار محكمة العدل الدولية الأحدث، والقرارات والمواقف التي صدرت في الأشهر الأخيرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، تؤكد أنّ القضية الفلسطينية أصبحت قضية رأي عام عالمي، وتكتسب تعاطفًا متعدد الجنسيات، لأنها قضية تحرر وطني من احتلال بغيض يريد أن يقفز على الواقع بالسطو على الجغرافيا وتزوير التاريخ، وهو ما لن يكون، مهما طالت المحنة، فالظلم لا يدوم، والعدالة لا بد يومًا أن تسود".

بدورها، اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "الحاجة باتت أكثر إلحاحًا، للعمل المشترك من جميع الدول لإنهاء احتلال الفصل العنصري الإسرائيلي غير الشرعي على الأرض الفلسطينية، وإخلاء كافة المستوطنين من الأرض الفلسطينية المحتلة وتعويض كافة المتضررين من هذه الممارسات غير الشرعية، والاعتراف بدولة فلسطين ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتحقيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين بشكل كامل".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن