الذين يقولون بأن الحثالة الذين يدنسون المصحف الشريف في أي مكان لا يعبّرون إلا عن نفوسهم المريضة وعقولهم المعتلة، فإن هذا القول صحيح، لكن المشكلة حين يتم ذلك بموافقة الأجهزة الرسمية وحمايتها، والمشكلة الأكبر عندما يتكرر هذا العبث بشكل استفزازي رغم احتجاجات المسلمين والمواقف المستنكرة التي عبّرت عنها معظم الدول الإسلامية.
يوم أمس نشرت صحيفة الشرق الأوسط هذا الخبر «منحت الشرطة السويدية الإذن لإقامة احتجاج قبالة البرلمان اليوم (الإثنين) ينوي منظموه «حرق المصحف»، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية، سيكون الأحدث في سلسلة تحركات لتدنيس القرآن أثارت ردود فعل غاضبة في دول العالم الإسلامي. وينظّم التحرك الجديد العراقي سلوان نجم الذي سبق أن انضم إلى مواطنه سلوان موميكا في تحركين أقامهما الأخير خلال الفترة الماضية، وقام خلالهما بتدنيس القرآن وحرقه أمام مسجد والسفارة العراقية، وفق ما أوردت وكالة الصحافة الفرنسية. ونقلت صحيفة «إكسبرسن» عن نجم قوله إنه سيقوم بحرق القرآن «مراراً حتى تقوموا بحظره» في البلاد».
إذا حدث وتم هذا التصرف القبيح يوم أمس، في الوقت الذي لم تهدأ فيه غضبة الشعوب والدول الإسلامية مما حدث مؤخراً، فنحن إذاً نتحدث عن دولة تتعمد أن تذكي مشاعر الكراهية وتشجع ازدراء الأديان وتتسامح مع إهانة الكتاب المقدس لقرابة ملياري مسلم، وهذه ليست حرية رأي أو حقوق إنسان أو ديموقراطية، وإنما إهانة للمقدسات ومشاعر أتباعها، وتسويغ للهمجية ومواجهات مضادة قد تصل حد الصدام على أرضها، وتأثر علاقاتها ومصالحها مع دول العالم الإسلامي.
بالمختصر، يؤسفنا كثيراً أن تتكرر هذه الممارسات في السويد، ولا بد من إيقاف هذا العبث الذي ترعاه.
("عكاظ") السعودية