صحافة

"المشهد اليوم"... "شرارة" مجدل شمس تنذر بإشعال المنطقة!اتصالات دولية لتطويق التصعيد ولجم الرد الإسرائيلي

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار حالة الترقب للرد الإسرائيلي على حادثة مجدل شمس، التي تحوّلت إلى "شرارة" تنذر بإشعال المنطقة بعدما حمّلت تل أبيب "حزب الله" المسؤولية عنها بالرغم من نفي الحزب ذلك. بحيث أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن الكابينت الأمني والسياسي في إسرائيل قرر، الأحد، تفويض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت باتخاذ القرار بشأن "طبيعة الرد الإسرائيلي على حزب الله"، وسط تقديرات إسرائيلية بأن تل أبيب ستعمل على تنفيذ عملية محدودة دون "الانجرار لحرب إقليمية واسعة".

من جانبها، أشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي إلى أن "المسؤولين في الأجهزة الأمنية يؤكدون للقيادة السياسية أن الخطط الموضوعة قابلة للتنفيذ فوراً ودون تأخير". بينما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية عن مسؤولين عرب وأوروبيين، قولهم إن مسؤولين أميركيين تواصلوا مع نظرائهم في إسرائيل ولبنان، وتبادلوا الرسائل مع إيران لمحاولة تهدئة الوضع بين "حزب الله" وتل أبيب. وحسب موقع "إكسيوس" الأميركي، فإن مسؤولاً كبيراً أبلغ وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت انه اذا هاجمت اسرائيل بيروت، فإن الوضع يخرج عن السيطرة.

وبينما أفيد عن إتخاذ "حزب الله" اجراءات احترازية، حيث أخلى مواقع في الجنوب والبقاع والسيدة زينب في سوريا، فضلاً عن رفع مستوى الجهوزية للمواجهة، في ضوء الاستهداف والنتائج المترتبة عليه. أعلنت شركة "طيران الشرق الأوسط" أنها أرجأت بعض رحلات العودة، من مساء السبت إلى صباح اليوم الإثنين، وأشار رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت إلى أن تغيير توقيتات وصول الرحلات جاء نتيجة "مخاطر تأمين". كما ألغت شركة الطيران التركي، أمس، رحلتها من اسطنبول إلى بيروت.

من جانبه، كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قد أعلن أنه لا يريد رؤية تصعيد في الصراع، موضحاً أن واشنطن تجري محادثات مع إسرائيل حول هجوم الجولان، وأن المؤشرات تدل على أن "الجماعة اللبنانية هي من أطلقت الصاروخ". بينما أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن بلاده تعتبر أنه "من واجب المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن للأمم المتحدة، دعم استقرار وأمن لبنان والمنطقة أمام مغامرات الكيان الصهيوني العدواني"، مؤكداً أن "أي تصرف أحمق للكيان الصهيوني يمكنه أن يمهد لتوسيع رقعة الفوضى ونيران الحرب إلى المنطقة".

وفي حين توالت التحذيرات العربية والدولية من اتساع رقعة الصراع، لفت وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب إلى أن شن إسرائيل أي هجوم كبير على لبنان سيؤدي إلى "حرب إقليمية"، كاشفاً أن الحكومة طلبت من الولايات المتحدة حث إسرائيل على ضبط النفس، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة اللبنانية نقل رسالة إلى "حزب الله" تطالبه بالتحلي بضبط النفس أيضاً. بينما أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس إيمانويل ماكرون تحدث إلى نتنياهو، في إطار سعي باريس المتواصل لمنع أي تصعيد أوسع بين إسرائيل و"حزب الله".

وبينما أفيد عن تولي المستشار الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين الاتصالات مع عدد من المسؤوليين الأميركيين، برز إنتقاد الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط له. حيث كشف الأخير أنه ذكر هوكشتاين بأنه وسيط وليس ناقلاً لتهديدات اسرائيل، عندما أشار إلى أن اسرائيل ستقوم بعملية واسعة.

في سياق متصل، رفض ممثلو بعض عائلات الضحايا في مجدل شمس الاجتماع برئيس الحكومة الإسرائيلية، الذي حاول تنسيق لقاء مع بعض العائلات، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس". بينما طرد عدد من أهالي مجدل شمس وزراء في الحكومة الإسرائيلية وأعضاء كنيست من البلدة حضروا، أمس، من أجل المشاركة في مراسم التشييع.

على مستوى التطورات في قطاع غزة، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن رئيس الموساد ديفيد برنيع عاد من روما، بعد أن ناقش مع بقية الوسطاء "وثيقة التوضيحات" بشأن مفاوضات غزة، مشيراً إلى أن اللقاءات بشأن صفقة التبادل، ستتجدد في الأيام القادمة. في وقت شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت منازل وتجمعات للمواطنين وخياما للنازحين في قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين. بينما تتواصل موجات نزوح في شتى أنحاء قطاع غزة، في ظل تجدد حملة القصف عليها ضمن عملية برية جديدة.

وتحدث خبراء، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن نتنياهو يريد إطالة المفاوضات لجني "مكاسب شخصية"، و"جولة روما" لن تكون الأخيرة التي ترى تلك "العراقيل". وتوقعوا أن "يواصل الوسطاء جهودهم مع تنسيق أكبر مع المجتمع الدولي لبذل ضغوط جادة على إسرائيل تدفعها نحو إبرام الصفقة، خصوصاً مع تفاقم الأوضاع ومخاطر اتساع نطاق الحرب".

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول مطلع قوله إن اللقاء في العاصمة الإيطالية عقد من أجل اللقاء فقط ولم يحدث خلاله أي اختراق في المفاوضات غير المباشرة. لافتاً إلى أن نتنياهو أضاف شرطاً جديداً، وهو الحصول المسبق على أسماء الأسرى الأحياء الذين سيفرج عنهم في الدفعة الأولى. بينما أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، "أوتشا"، أن 9% من سكان قطاع غزة تم تهجيرهم، خلال الأسبوع الماضي، فقط بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

تزامناً، رفض المتحدث الرسمي باسم حركة "حماس" جهاد طه، في حديث لـ"العربي الجديد"، الدعوة التي وجهتها دولة الإمارات لإنشاء "قوة دولية مؤقتة"، تكون مسؤولة عن "إرساء القانون والنظام، ووضع أسس حكومة مؤهلة تمهد الطريق لتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل سلطة فلسطينية شرعية واحدة". وأشار إلى أننا "نعتبر هذا شأناً فلسطينياً داخلياً يتوافق عليه شعبنا بكافة مكوناته الوطنية، والسيادة يجب أن تبقى فلسطينية".

وفي تطور لافت، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، بالتدخل عسكرياً في إسرائيل، على غرار ليبيا و"ناغورنو كاراباخ"، مشدداً على وجوب أن تعزز تركيا قوتها "من أجل ردع إسرائيل عن ممارساتها ضد الفلسطينيين". بينما أبلغ رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بضرورة اتخاذ خطوات فورية نحو وقف إطلاق النار في غزة.

بالنسبة إلى التطورات في الضفة الغربية، أفادت وسائل إعلام فلسطينية بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت فجر اليوم، مخيم قلنديا للاجئين شمالي القدس المحتلة. بينما نشرت جنوداً وآليات وشنت حملة اعتقالات داخل مخيم الدهيشة في بيت لحم. كما أقدمت على إقتحام بلدة جماعين وقرية يتما جنوبي نابلس ودهمت عدداً من البيوت.

في هذا السياق، أفادت مصادر صحيفة "الجريدة" الكويتية بأن أن الأمين العام لـ"حزب الله "حسن نصرالله أطلع قائد فيلق القدس إسماعيل قآني على ملابسات حادث مجدل شمس، وأوضح أن الصاروخ لم يكن للحزب وعلى الأرجح سقط من القبة الحديدية، في حين أوضح قآني لنصرالله أنه يتصور، بعد فشل نتنياهو في إقناع واشنطن بدعم حربه على لبنان، يريد الآن وضع الجميع في دائرة الأمر الواقع، وعليه افتعل الحادث لفتح جبهة لبنان، وعلى "حزب الله" الانتباه حتى لا يقع في الفخ.

لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنه ليس خافياً أن رئيس الحكومة الاسرائيلية يتحيّن الفرصة المناسبة لفتح الجبهة في الشمال مع لبنان، لصرف الأنظار عن فشل حربه على غزة في تحقيق أهدافها، سواء بالنسبة لتحرير الرهائن، أو حتى القضاء على قيادة حماس، الأمر الذي يعزز الشكوك حول خلفية عملية مجدل شمس، حيث هذه المنطقة ليست على خريطة المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، ولأن التراشق المدفعي والصاروخي مستمر منذ أكثر من تسعة أشهر على جانبيّ الحدود، في الجنوب والجليل الأعلى، والمواقع العسكرية الإسرائيلية في أطراف الجولان الجنوبية.

ورأت صحيفة "الأهرام" المصرية أن استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل، وآخرها المجزرة التي وقعت داخل مستشفى ميداني بمدرسة تؤوى النازحين بمدينة دير البلح، هو السبب الأبرز للتصعيد الإقليمي الذي قد يزج بالمنطقة كلها في أتون حرب واسعة النطاق سوف تفرض عواقب وخيمة على مستقبل الأمن والاستقرار فيها.

بدورها، اعتبرت صحيفة "الشرق" القطرية أن الوقت حان لممارسة أقوى أشكال الضغط من المجتمع الدولي لوقف هذه الحرب الإجرامية، ووضع حد لمماطلة الكيان الإسرائيلي في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، ومن ثم مواجهة انتهاكات الاحتلال وقواته الصارخة للقوانين والأعراف الدولية، ومحاسبتها على الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي تستمر في ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني.

بينما أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن وجود وكالة الأونروا حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى، نظراً لزياد أعداد النازحين الفلسطينيين، داخل فلسطين وخارجها ولسبب آخر، هو أن بعض الدول التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، لا تزال قوانينها تمنعهم من العمل.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن