قضايا العرب

"مقابر الأحياء".. اغتصاب وتجويع وعضّ وقتل في سجون الاحتلال!

فلسطين - فادي داود

المشاركة

يُعتبر الاعتقال والأسر في سجون الاحتلال بحد ذاته جريمة حرب، وبعد استلام الفاشي إيتمار بن غفير ما تُسمى وزارة الأمن القومي الاسرائيلية، واندلاع عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر، أصبحت السجون عبارة عن مقبرة للأحياء، حيث كثير من الأسرى يتمنون الموت جراء التعذيب الوحشي والإذلال والاغتصاب الجنسي والتجويع والحرمان من العلاج.

تبدأ رحلة العذاب للأسير منذ لحظة الاعتقال.. من اقتحام البيت حيث يتم تفجر أبواب المنزل ودهمه بطريقة همجية مرعبة، والاعتداء على المعتقل وذويه في كثير من الأحيان، وتحطيم مقتنيات المنزل، ثم الاقتياد إلى مركز الاحتجاز.

ولا تتوقف هذه المعاناة بعد الوصول الى السجن، فالضرب الوحشي يتواصل لدرجة أنّ 57 اسيرًا فقدوا حياتهم منذ السابع من أكتوبر جراء التعذيب، مع الإشارة إلى أنّ شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 بلغ 273 شهيدًا.

ويؤكد العديد من المعتقلين بأنّ الزنزانة التي كانت قبل السابع من أكتوبر تستوعب 6 أسرى كحد أقصى، باتت اليوم عبارة عن "علبة مضغوطة"، حيث يبلغ عدد الأسرى فيها 12 أسيرًا على الأقل، مع غياب شبه كامل للنظافة والاستحمام، ما أدى إلى إصابة كثير من الأسرى بالأمراض المعدية والجلدية، عدا عن حالات القمع والإذلال عبر إطلاق الرصاص المطاطي على المعتقلين وإجبار العديد منهم على الجلوس على زجاجات فارغة وضربهم بالهراوات ورش الغاز الحار داخل الغرف.

اغتصاب وتعذيب

وبيّن محامي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين خالد محاجة أنّ ظروف الاعتقال في سجون الاحتلال غير مسبوقة في العالم، حتى وصل الأمر إلى حد إفلات الكلاب المدرّبة على الأسرى لعضّهم، إضافة إلى تنفيذ حالات اغتصاب بحق الأسرى من قبل جنود ومجنّدات السجن.

عمر عساف، أسير سابق، عايش ظروف الاعتقال بمراحل متعددة ولأكثر من مرة بما فيها بعد السابع من أكتوبر، يروي لـ"عروبة 22" كيف أنّ "الاحتلال يستخدم أساليب القمع من ضرب وإهانات يومية أثناء فترة التحقيق كمحاولة للضغط على المعتقل لنزع منه اعترافًا على نشاطه ونشاط من يشتركون معه في النضال، وبعد فترة التحقيق كان الأسير يعيش حياته داخل السجن دون ضرب، لكن هذا الوضع تغيّر بعد السابع من أكتوبر بحيث أصبح جميع من في السجن يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب بشكل أكبر من التحقيق نفسه".

وأضاف عساف: "كذلك فإنّ السجناء باتوا يتعرضون لسوء التغذية نتيجة شحّ الطعام المقدّم للأسرى، فقد يتم إعطاء الأسير 100 غرام من الأرز فقط وبازلاء أو عدس صلبة نتيجة عدم طهيها، الأمر الذي تسبّب في فقدان وزن العديد من الأسرى بشكل كبير وإصابتهم بمشاكل في الجهاز الهضمي، وتدهور جهاز المناعة لديهم، فضلًا عن أمراض أخرى من بينها فقدان الذاكرة".

وفي هذا السياق، يوضح الأسير خلدون البرغوثي لـ"عروبة 22" إنه "نتيجة القمع وعدم توفير طعام كافٍ له تعرّض لأعراض فقدان الذاكرة إلى درجة أنه لم يستطيع تذكّر اسم ابنته الصغيرة واسم زوجته"، وأضاف: "المعتقلون عندما يدخلون السجن يصبح مصيرهم مجهولًا، فلا اتصالات مع الأهل ولا زيارات للمحامين أو الصليب الأحمر، ولا يبقى أمام ذويهم سوى فرصة وحيدة لمعرفة مصير أبنائهم المعتقلين عند الإفراج عن أحد الأسرى الذي يبادر إلى طمأنتهم عن أحوال أبنائهم الذين كانوا معه في القسم نفسه من السجن".

أمام هذا الواقع يطالب الأسرى المحررون وذويهم، بسرعة اتخاذ الإجراءات والتدابير ضد سلطات الاحتلال من بينها:

- ضرورة قيام هيئة شؤون الأسرى بالشراكة مع المؤسسات المختصة برفع دعوى قضائية لدى المؤسسات الدولية ضد الاحتلال جراء ممارساته وتشكيل لجان تحقيق في الأسباب التي أدت إلى حالات الوفاة في السجون الإسرائيلية.

- إعداد قائمة من الدول التي لديها اختصاص جنائي عالمي فيما يتعلق بجرائم التعذيب ورفع القضايا ضد سلطات الاحتلال أمام محاكم هذه الدول.

- الضغط على الصليب الأحمر للقيام بواجبه في توفير العناية والعون تجاه الأسرى الفلسطينيين، سواء كانوا أسرى حرب أو محتجزين، وزيارة المعتقلين وإعادة تنظيم زيارات للأهل كما كان الوضع قبيل السابع من أكتوبر.

إحصائيات

بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال نحو 9700 أسير، اعتقل الاحتلال أكثر من نصفهم (5620 أسيرًا على الأقل) بعد 7 أكتوبر، من بين الأسرى 3380 معتقلًا إداريًا (معتقل بدون تهمة محددة وبدون حكم ثابت) و1400 أسير من قطاع غزّة و573 محكومًا بالمؤبد، و579 قضوا أكثر من 20 عامًا في الأسر. ويبلغ عدد الأسيرات في سجون الاحتلال 82 أسيرة من بينهن 22 أسيرة من المعتقلات إداريًا، بينما يبلغ عدد الأطفال المحتجزين في السجون الإسرائيلية 250 طفلًا.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن