صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو لا يريد "وقف النار" وأميركا تتحضّر للردّ الإيراني!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار حالة الترقب للردود على عمليات الاغتيال التي كانت إسرائيل قد نفذتها في الأيام الماضية، في حين أثبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مرة جديدة، بأنه غير راغب بالوصول إلى إتفاق في قطاع غزة.

في هذا السياق، غادر وفد التفاوض الإسرائيلي العاصمة المصرية القاهرة عائداً إلى تل أبيب، بعد ساعات قليلة من وصوله، السبت، لاستكمال المفاوضات غير المباشرة بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، لأسباب من بينها خلافات مع نتنياهو. في وقت أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن وزير الدفاع يوآف غالانت خاطب نتنياهو، خلال اجتماع جمع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ورؤساء الأجهزة الأمنية لبحث الصفقة التي تراوح مكانها، قائلاً: "لن يكون هناك صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة بالشروط التي طرحتها وأنت تعلم ذلك". بينما تظاهر آلاف الإسرائيليين، السبت، في عدة مناطق، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع "حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية في غزة، وشهدت تل أبيب مناوشات مع الشرطة.

في جديد عملية إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، أعلن الحرس الثوري الإيراني، في بيان، أن "التحقيقات التي أجريت تظهر أن هذه العملية الإرهابية تمت عبر إطلاق قذيفة قصيرة المدى برأس حربي بوزن حوالي سبعة كيلوغرامات مع انفجار شديد وذلك من خارج نطاق مكان إقامة الضيوف". بينما اعتقلت إيران أكثر من عشرين شخصاً، من بينهم ضباط استخبارات كبار ومسؤولون عسكريون وموظفون في دار ضيافة يديرها "الحرس الثوري" في طهران، رداً على الخرق الأمني الضخم والمهين الذي أدى إلى اغتيال هنية، بحسب ما كشف إيرانيون مطلعون على التحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز". في وقت أعلنت حركة "حماس"، السبت، أن قيادتها باشرت بإجراء عملية تشاور "واسعة" في مؤسساتها القيادية والشورية لاختيار رئيس جديد للحركة خلفاً لزعيمها إسماعيل هنية.

بالتزامن، أشار ثلاثة مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، اليوم الأحد، إلى أنهم يتوقعون أن تهاجم إيران إسرائيل يوم الاثنين، وفق ما نقله موقع "أكسيوس"، موضحين أنهم لا يعرفون ما إذا كانت إيران و"حزب الله" سيشنان هجوماً منسقاً أو سيعملان بشكل منفصل. في حين عبر الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في أن تتراجع إيران عن موقفها، رغم تهديدها بالانتقام لاغتيال هنية. بينما كانت وزارة الدفاع الأميركية قد أعلنت، الجمعة، أنها ستنشر طائرات مقاتلة إضافية وسفناً حربية تابعة للبحرية في المنطقة.

على صعيد متصل، يستمر التصعيد على جبهة جنوب لبنان، حيث وسع، "حزب الله"، فجر اليوم الأحد، من دائرة هجومه على إسرائيل، عبر استهداف مستوطنة جديدة بعشرات الصواريخ، وأشار إلى أننا "أدخلنا على جدول نيراننا المستوطنة الجديدة بيت هلل وقصفناها لأول مرة بعشرات صواريخ الكاتيوشا". وكان متحدث باسم ممثلية إيران الدائمة لدى الأمم المتحدة قد توقع، السبت، أن يغير حزب الله "حدود هجومه" على إسرائيل. وأشار المتحدث إلى أنه يتوقع أن يختار الحزب أهدافاً أوسع وأعمق، في رده على الغارة الإسرائيلية التي طاولت الضاحية الجنوبية لبيروت.

على مستوى التطورات الميدانية في غزة، واصل الجيش الإسرائيلي مجازره في القطاع، بحيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 31 شهيداً و 62 مصاباً خلال الساعات الـ24 الماضية.

أما في الضفة الغربية، فأفادت وسائل إعلام تابعة لـ"حماس" بأن قيادياً في "كتائب القسام" قُتل، السبت، في ضربة جوية إسرائيلية على مركبة في طولكرم، في حين ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن أربعة آخرين لقوا حتفهم أيضاً. بينما تحدثت وسائل إعلام فلسطينية عن اندلاع مواجهات بين شبان فلسطينيين والقوات الإسرائيلية، قرب حاجز شعفاط العسكري شرقي القدس المحتلة.

إقليمياً، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، السبت، وقوع انفجار صغير قرب سفينة كانت تبحر في خليج عدن قبالة سواحل اليمن. بينما أفادت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" بأنها دمرت صاروخاً ومنصة إطلاق في منطقة يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، خلال الـ 24 ساعة الماضية.

في هذا الإطار، كشف مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن وفداً أمنياً أميركياً سافر إلى إيران بوساطة عمانية لنقل رسالة "تهدئة وتحذير" إلى قادة طهران، لتفادي حرب كبرى يخطط لها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدعم من اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة.

بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن المنطقة في مرحلة ما بعد استهداف إسرائيل قيادات "حماس" وكوادر "حزب الله"، واحتمالات الرد من أطراف إقليمية، وغياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، بعد المماطلة والتسويف والتهرب من الجانب الإسرائيلي، للوصول إلى اتفاق التهدئة وإرسال وزارة الدفاع الأميركية، مقاتلات وسفنا حربية إضافية الى الشرق الأوسط، فضلا عن زيادة الاستعداد العسكري بالشرق الأوسط بنشر دفاعات صاروخية إضافية، تنبئ كلها بخطورة التصعيد الإقليمي واتساع دائرة الصراع.

ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن المرحلة الحرجة التي تمر بها منطقتنا واحدة من التداعيات الخطرة للحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، التي طالما جرى التنبيه والتحذير من تداعياتها الوخيمة على جميع الأطراف. وما كان للوضع أن يصل إلى هذا الوضع الخطر، لو تحمل المجتمع الدولي مسؤوليته، وفرض على إسرائيل وقف عدوانها، وألزمها باحترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

من جانبها، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أن إسرائيل دولة احتلال متطرفة في ممارساتها العدوانية، والوصول معها إلى حل سلمي عادل للقضية الفلسطينية ليس سهلاً، لكن دخول إيران طرفاً مباشراً فيها لن يجعل الوضع أكثر تعقيداً فحسب، بل يزيده خطورة. وهذه الخطورة لن ينخفض منسوبها إلا بتراجع إيران إلى شأنها الداخلي فقط، وإزالة جيوبها في الداخل العربي. لا بد أن تستوعب إيران أنها عضو غريب على الجسد العربي أضر به كثيراً، وعليها الخروج منه.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن