صحافة

"المشهد اليوم"... ترقب لرد طهران ونتنياهو يتوعد برد "الضربة ضربتين"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار حالة الترقب لضربة إيرانية محتملة على إسرائيل، رداً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، بموازاة رد "حزب الله" على اغتيال أحد أبرز قيادييه العسكريين فؤاد شكر، في وقت رجح  مسؤول إسرائيلي لهيئة البث أنّ يستمر الهجوم المحتمل لعدة أيام.

في هذا السياق، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن "اغتيال هنية في طهران خطأ صهيوني جسيم لن يمر من دون رد". بينما أفاد البيت الأبيض بأن الرئيس جو بايدن سيجتمع، اليوم الاثنين، مع فريق الأمن القومي لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. في وقت نقل موقع "أكسيوس" عن 3 مصادر قولها إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ، نظراءه في دول مجموعة السبع، أن هجوم إيران وحزب الله على إسرائيل قد يبدأ اليوم.

بالتزامن، أعلنت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" أن الوزير لويد أوستن أكد لنظيره الإسرائيلي يوآف غالانت دعم واشنطن لأمن إسرائيل، وبحث معه تعزيزات القوات الأمريكية الردعية للدفاع عن إسرائيل. في حين أفاد موقع "واللا" العبري بأنّ "قائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال إريك كوريلا سيصل إلى إسرائيل اليوم لتنسيق مواجهة هجوم إيراني محتمل".

من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سترد على أعدائها "الضربة بضربتين"، مشيراً إلى أن "خطوط إسرائيل الحمراء معروفة، وسنرد على كل محاولة لانتهاكها". بينما برزت زيارة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الأحد، إلى طهران، حيث أكد أنه لا يحمل رسالة من أو إلى إسرائيل خلال زيارته إلى طهران، موضحاً أن الرسالة الوحيدة أُعلنت في عمّان بشكل واضح وصريح على مدى الشهور الماضية، وهي إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

على صعيد متصل، شدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري، في مؤتمر صحافي، على أن سياسة الدفاع لدى قيادة الجبهة الداخلية لم تتغير، موضحاً أنه يرد بذلك على "تقارير مختلفة وشائعات" تحدثت عن وضع البلاد في حال تأهب. في وقت أعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر أن واشنطن تستعد "لكل الاحتمالات"، مؤكداً أن من "الضروري" التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.

على مستوى التطورات الميدانية في القطاع، إرتكب الجيش الإسرائيلي مجزرتين جديدتين باستهدافه مدرستين تؤويان نازحين في حي النصر، غربي مدينة غزة، راح ضحيتهما 30 شهيداً وعشرات المصابين. بينما تحدثت وسائل إعلام عبرية عن أن نتنياهو أضاف شروطاً جديدة إلى مقترح صفقة تبادل الأسرى مع حركة "حماس"، منها شرط يتضمن إبعاد قرابة 150 أسيراً فلسطينياً من المتهمين بقتل إسرائيليين إلى خارج البلاد. إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفى أن يكون قد أضاف مطالب إلى عرض اتفاق "الرهائن - وقف إطلاق النار الحالي" المطروح على الطاولة، بهدف إجهاض المفاوضات، قائلاً: "حماس هي التي طلبت إدخال عشرات التغييرات".

على مستوى جبهة جنوب لبنان، تتزايد الدعوات من الدول إلى رعاياها لمغادرة لبنان، في حين أعلن "حزب الله"، فجر اليوم، عن تنفيذ هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة إيليت ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى لجنود الجيش الإسرائيلي. من جانبه، أفاد الجيش الإسرائيلي بوقوع انفجار طائرة مسيرة في منطقة أييليت هشاحر في الجليل الأعلى.

في الضفة الغربية، اقتحمت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الاثنين، مدينة نابلس للمرة الثانية خلال ساعات، وشنت حملة دهم واعتقال في صفوف المواطنين. بينما أعلنت "كتيبة نابلس" التابعة لـ"سرايا القدس" أن "مقاتليها تصدوا لقوات الاحتلال والمستوطنين قرب قبر يوسف وأمطروهم بالرصاص وفجّروا عبوة ناسفة بالجنود". في حين أطلق مقاومون فلسطينيون النار باتجاه حاجز الجلمة العسكري الإسرائيلي شمال شرق جنين.

بالتزامن، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن فلسطينياً قتل شخصين وأصاب شخصين آخرين، في هجوم بالطعن وسط إسرائيل، الأحد، قبل أن تطلق الشرطة النار عليه. ووقع الهجوم خلال فترة الذروة الصباحية في مدينة حولون بالقرب من تل أبيب.

وفي حين أعلن نائب رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة خليل الحية أن الحركة ستنهي خلال أيام مشاوراتها لاختيار قائد جديد، خلفاً لهنية. نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر في "فيلق القدس" أن إيران وتركيا تتنافسان حالياً للاستحواذ على منصب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس". وأوضح المصدر أن هناك اتجاهين في "حماس"، أحدهما يقوده رئيس الحركة بغزة يحيى السنوار، وهو مقرب من طهران، والآخر بقيادة الراحل هنية الذي كان مقرباً من أنقرة.

في هذا المجال، اعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أن الاغتيالات السياسية تبدو هي العنوان الأبرز للمرحلة الحالية، وربما تكون شعار المرحلة المقبلة، فلا تزال الآثار المترتبة على حادثة اغتيال إسماعيل هنية وملابسات الحادث على الأراضي الإيرانية في طهران غير واضحة، ومن الصعب ألا نفسر عملية الاغتيال، وخاصة في هذا التوقيت والمكان ذاته، إلا أنها إشارة قوية توحي باقتراب وقوع حرب إقليمية واسعة.

ورأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنه بعد عشرة أشهر دخل الاقليم في مرحلة عنوانها "الرد، والرد على الرد" بأنماط "الانتقام التصاعدي"، موضحة أنه منطقياً لن تنتهي الاّ باستسلام طرف (وهذا بعيد المنال) أو بحرب مفتوحة، لا يعلم -غير الله- كيف ستنتهي.

بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن التصعيد من شأنه أن يضع مزيداً من العقبات أمام الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ينهي المعاناة التي يواجهها الفلسطينيون، بعد أن اتجهت إسرائيل وإيران إلى توظيف القضية الفلسطينية لإدارة الصراع بينهما.

من جانبها، لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أن الرهان على الفشل أو التعب أو الاستسلام والانسحاب هو رهان إسرائيلي وأميركي فاشل، من خلال التلويح بما يسمى الضغط العسكري، والمباهاة باغتيال الفلسطينيين، لأن المقاومة، ومن خلفها الشعب الفلسطيني، ضربوا أروع الأمثلة في الصمود، وتدرك إسرائيل جيداً أنها تخوض حرب انتقام ضد الشعب الفلسطيني، وهي ماضية بها في محاولة لإبادة أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، الذين ينظر إليهم العالم اليوم بصمت، دون أن يحرك ساكناً لوقف هذه الإبادة.

واعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الانحدار الأميركي يبدو أكثر وضوحاً في الشرق الأوسط، خصوصاً تجاه القضية الفلسطينية والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ تبددت أي ثقة ممكنة بدور أميركي منصف أو ملتزم بالقانون الدولي والشرعية الدولية والقرارات التي تصدر عنها بوقف الحرب والإبادة الجماعية وارتكاب جرائم حرب، إلى درجة أنها قبلت الدور بأن تكون شريكة في الحرب ومآسيها وتداعياتها.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن