صحافة

"المشهد اليوم"... سباق بين الحرب الإقليمية و"وقف النار" في غزّة!

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار حالة الترقب للردود على إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في طهران، والقيادي العسكري في "حزب الله" فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية لبيروت. بالتزامن مع إعلان البيت الأبيض أن إسرائيل وحركة "حماس" ما زالتا قريبتين من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على الرغم من تزايد المخاوف من نشوب حرب إقليمية.

في هذا السياق، أكدت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة أن أولويات طهران تتضمن إرساء وقف دائم لإطلاق النار في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية، بالإضافة إلى منع تكرار الاعتداءات الإرهابية، ومعاقبة المعتدين في اغتيال هنية. في حين طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإسرائيليين بالتزام "الصبر والهدوء"، مع استمرار حالة التأهب العسكري في إسرائيل منذ أيام ووسط مخاوف من اندلاع حرب واسعة.

وفي حين أفادت صحيفة "العربي الجديد" بأن مسؤولين غربيين يحاولون إقناع أطراف إقليمية بمقترح جديد لتسوية "شاملة" تضع حداً للتوتر المتصاعد في الإقليم، يتضمن منع رد إيران و"حزب الله"، كذلك يوقف العدوان على قطاع غزة. أشارت ثلاثة مصادر فلسطينية، من بينها مسؤول في حركة "حماس"، إلى أن القيادي في الحركة خليل الحية سيواصل قيادة المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، بتوجيه من زعيم الحركة المعين حديثاً يحيى السنوار الذي يواصل إدارة الحرب داخل القطاع، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".

كما نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدرين وصفتهما بالمطلعين على المعلومات الاستخباراتية أن "حزب الله" يبدو أنه سيهاجم إسرائيل بشكل مستقل عن إيران. وأوضحت أن الحزب يتحرك بشكل أسرع من إيران في تخطيطه، ويتطلع إلى مهاجمة إسرائيل في الأيام المقبلة. في وقت نقلت وسائل إعلام مصرية عن مصدر رسمي مصري قوله، الأربعاء، إن إيران نصحت شركات الطيران المدني في جميع أنحاء العالم بتجنب التحليق عبر المجال الجوي الإيراني، موضحاً أنه سيتم تجنب المجال الجوي الإيراني بسبب تدريبات عسكرية.

بالتزامن، اتهم وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، بأنه يجرّ المنطقة إلى حرب. بينما توعّد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال هيرتسي هليفي، بالعثور على يحيى السنوار وتصفيته، بعدما سُمّي رئيساً للمكتب السياسي لحركة "حماس" خلفاً لهنية.

من جانبه، لفت وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إلى أن القانون الدولي واضح جداً في تنصيصه على أن تجويع المدنيين عمداً جريمة حرب. وأوضح أنه "لا يمكن أن يكون هناك أي مبرر لتعليقات الوزير سموتريتش"، داعياً الحكومة الإسرائيلية إلى التعاطي مع تصريحاته وإدانتها. في وقت حضّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الإسرائيلي، في اتصال هاتفي، على "تجنّب دوامة أعمال انتقامية".

على صعيد متصل، كشف مسؤولون إسرائيليون أن رد "حزب الله" قد يشمل استهداف مقر الجيش وسط تل أبيب. كما لفت المسؤولون، بحسب موقع "أكسيوس"، إلى أن رد الحزب قد يشمل أيضاً استهداف مقر الموساد وقواعد استخباراتية. في حين نقلت وكالة "بلومبرغ" عن رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس، قوله "إننا تلقينا طلبات من أكثر من 10 دول للمساعدة بإجلاء مواطنيها من لبنان في حالة تصاعد الصراع" مع إسرائيل.

بدورها، أعلنت السلطات التركية انضمامها لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، في محكمة العدل الدولية. فيما لفتت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية إلى أنّ المملكة المتحدة علقت طلبات الحصول على تراخيص تصدير الأسلحة لإسرائيل "بانتظار مراجعتها". بينما اعتبر البيت الأبيض أن التقارير عن اغتصاب وتعذيب وإساءة معاملة السجناء الفلسطينيين، من قبل الجيش الإسرائيلي، تبعث على القلق الشديد.

على مستوى التطورات الميدانية في قطاع غزة، أعلن جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، الأربعاء، استشهاد 25 فلسطينياً بقصف إسرائيلي على مناطق مختلفة من قطاع غزة، أغلبهم في مدينة خانيونس.

أما في الضفة الغربية، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية، ليل الأربعاء الخميس، مدينة قلقيلية من مدخلها الشرقي، وسط إطلاق قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، وأيضاً مدينة طولكرم وضاحية شويكة شمالها وقرية صرة جنوب غرب نابلس، في حين أُصيبت شابة فلسطينية في هجوم للمستوطنين على الطريق الواصلة بين مدينة البيرة ومخيم الجلزون شمال رام الله.

إقليمياً، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أنها نجحت، في الساعات الـ24 الماضية، في تدمير مسيّرتين ومحطة تحكم أرضية تابعة للحوثيين، إلى جانب تدمير 3 صواريخ كروز مضادة للسفن في مناطق تخضع لسيطرة الحوثيين.

في هذا المجال، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر بالمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أنه في حين يدفع التيار الحكومي باتجاه مقايضة الثأر لصاعقة هنية، التي فاجأت طهران وخلطت أوراقها، بـ"مكسب عقلاني براغماتي" يُفضي إلى تفاهمات اقتصادية ونووية مع الولايات المتحدة، يصرّ تيار متشدد يتصدره "الحرس الثوري" على توجيه ضربة قاصمة بأي ثمن، ودون الأخذ بعين الاعتبار أي تبعات.

ورأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه رغم حماوة التهديدات الكلامية، واللجوء إلى شتى أساليب الحرب النفسية، فما زال ثمة مساحة للمساعي التي تقودها واشنطن، وما يواكبها من مفاوضات مع طهران بوساطة عُمانية، يمكن أن تؤدي إلى تجنيب المنطقة مخاطر الإنزلاق إلى حرب طويلة ومدمرة، والإبقاء على تبادل الضربات تحت سقف قواعد الإشتباك الراهنة.

من جانبها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن مشكلة نتنياهو أنه يعيش خارج منطق التاريخ الذي يجعل من الاستعمار الصهيوني لفلسطين مفارقة تاريخية لابد أن تنتهي ولو بعد حين، لكن نتنياهو ليس نسيجاً وحده في هذا العمى الإدراكي، وإنما سبقه آخرون ليت أحدًا يعلمه بنهايتهم.

وأوضحت صحيفة "الوطن" القطرية أن أوامر الإخلاء القسري، التي يصدرها جيش الاحتلال، أصبحت حدثاً يومياً لمواطني قطاع غزة، الذين يضطرون إلى المغادرة من أجل النجاة بأرواحهم، لافتة إلى أن العائلات تضطر إلى الانتقال مراراً وتكراراً، مع العلم أن الأمان غير موجود في أي مكان بقطاع غزة، في حين أشارت إحصائيات الأونروا إلى أن 83 بالمائة من قطاع غزة تم وضعه تحت أوامر الإخلاء أو صنفه جيش الاحتلال "مناطق محظورة".

بدورها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن إسرائيل ستحاول تعبئة دول المنطقة للوقوف ضد الحوثيين، ولكن من دون جدوى، على الرغم من أن بعض الدول، خصوصاً مصر وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، تضررت من هجمات الحوثيين على طريق التجارة الدولية في البحر الأحمر أكثر من إسرائيل، إذ ترغب الدول العربية في الابتعاد عن خط النار وتقليل حجم المخاطر.

بينما اعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أنه من غير المقبول المزايدة على الدور السعودي، وإسهامه المفصلي في القضية الفلسطينية، وتحديداً من المحسوبين على عرب الشمال، ومن الشواهد، الأموال التي صرفت عليها، وتجاوزت خمسة مليارات و326 مليون دولار، وأكثر من 288 مشروعًا نفذت لصالحها، لافتة إلى أن المملكة تعتبر الداعم الأول لفلسطين، وعندما لم تكن هناك دولة فلسطينية، أحضر السعوديون الراحل الكبير ياسر عرفات، إلى الأمم المتحدة في 1974، ليخاطب العالـم باسم الشعب الفلسطيني، وكانوا من بين الجيوش العربية السبعة، التي دخلت الحرب ضد الاحتلال في أيار 1948، أو في اليوم التالي لإعلان قيام دولة الاحتلال.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن