صحافة

"المشهد اليوم"... مخاوف من فشل "مفاوضات غزة" وترقب لضربة طهران

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع إستمرار حالة الترقب لمصير جولة المفاوضات، التي من المقرر أن تعقد يوم غد الخميس، بين إسرائيل وحركة "حماس"، بهدف الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، وسط مخاوف كبيرة من تداعيات فشلها على أوضاع المنطقة برمتها. بحيث أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يتوقع تراجع إيران عن الضربة الانتقامية، إذا تم التوصل لهدنة في غزة، مشيراً إلى أن وقوع هجوم من إيران، سوف يعقد احتمالات التوصل إلى اتفاقات.

في هذا الإطار، أعلن البيت الأبيض، أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك سيتوجه إلى القاهرة والدوحة، كما سيتوجه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت. بينما أكدت مصادر في حركة "حماس"، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "التوجه لدى قيادة الحركة هو المشاركة في الاجتماع المرتقب، لكن شكل هذه المشاركة لم يتحدد بعد". في وقت كان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، قد أشار إلى أن الشركاء في قطر أكدوا لواشنطن أنهم سيعملون على أن يكون لـ"حماس" تمثيل في المحادثات.

في المقابل، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن رئيس وزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أضاف شروطاً جديدة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، عكس ما كان يدعيه طيلة الأسابيع الماضية، بأنه لا يحاول وضع عراقيل أمام الاتفاق من خلال تبني مواقف متشددة خلال المفاوضات. بينما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن إسرائيل عززت دفاعاتها، ووضعت "خيارات هجومية"، استعداداً للوضع الذي "تتجسد فيه التهديدات الصادرة عن طهران وبيروت".

وفي حين أكد ألمتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن إيران "مصمّمة على الدفاع عن سيادتها، ولا تطلب الإذن من أي فرد كان لممارسة حقوقها المشروعة"، داعياً القوى الأوروبية إلى "الوقوف بحسم ضد الحرب في غزة، وضد تحريض إسرائيل على الحرب". أفاد ثلاثة مسؤولين إيرانيين كبار، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز"، بأن السبيل الوحيد لمنع رد إيران المباشر على اغتيال إسماعيل هنية، هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة. بينما أكدت مصادر إيرانية مطلعة لـ"العربي الجديد"، أن طهران رفضت تحذيرات وعروضاً حول مفاوضات غزة واستئناف المفاوضات النووية لثنيها عن مهاجمة إسرائيل.

وفي مؤشر جديد على تغطية الولايات المتحدة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم الجهود التي تدعي القيام بها من أجل الوصول إلى إتفاق لوقف إطلاق النار، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الخارجية وافق، الثلاثاء، على إمكانية بيع إسرائيل طائرات مقاتلة وعتاداً عسكرياً بقيمة تزيد على 20 مليار دولار. في وقت كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" أن الجيش الإسرائيلي يستخدم بشكل ممنهج مدنيين فلسطينيين دروعاً بشرية، عند تمشيط الأنفاق والمباني بقطاع غزة.

في ظل هذه الأجواء، يستمر التصعيد الإسرائيلي على مختلف الجبهات، بحيث ارتفعت حصيلة القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق وسط وشمال قطاع غزة، منذ فجر اليوم الأربعاء، إلى 16 شهيداً. بينما أعلنت "كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، قصف تل أبيب بصاروخين.

على جبهة جنوب لبنان، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الجيش الإسرائيلي نفذ أقوى هجوم في كفركلا في جنوب لبنان منذ بداية الحرب، لافتة إلى أن سلاح الجو استخدم قنابل خارقة للتحصينات، وهي قنابل MK-84 مزودة بمجموعة GBU-31 JDAM تم إسقاطها من طائرة F-35.

أما في الضفة الغربية، فقد أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن القوات الإسرائيلية اقتحمت، فجر اليوم، مدينة قلقيلية. كما اقتحمت بلدة حيلة قرب قلقيلية، وداهمت عدة منازل وتمركزت فيها، وحولتها إلى نقاط مراقبة. بالتزامن، اقتحمت القوات الإسرائيلية بلدة يعبد جنوب غرب جنين ومدينة طوباس، حيث أفيد بوقوع اشتباكات مسلحة.

بالتزامن، هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بعد اقتحامه المسجد الأقصى، الثلاثاء، على رأس مئات المستوطنين الذين أدوا صلوات تلمودية في ساحاته، لافتاً إلى أن السياسة الخاصة بالمسجد يحددها هو وحكومته وليس بن غفير. بينما أكد وزير الخارجية الأميركي أن الولايات المتحدة تعارض بقوة زيارة بن غفير للمسجد الأقصى، معتبراً أنها أظهرت تجاهلاً صارخاً للوضع الراهن التاريخي للأماكن المقدسة في القدس.

إقليمياً، دوت عدة انفجارات في محيط حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور شرقي سوري، منتصف ليلة الثلاثاء - الأربعاء، ناجمة عن قصف صاروخي طال القاعدة الأميركية داخل الحقل. في وقت أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن قواتها دمرت، خلال الساعات الـ24 الماضية، زورقين للحوثيين في البحر الأحمر.

في هذا الإطار، أوضحت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنه في حين أرسلت إيران رسائل جديدة تظهر مرونة في تأجيل ردها على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، كشف مصدر مطلع في "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري" الإيراني، أن طهران شهدت اجتماعاً ساخناً بين مندوبي الفصائل الموالية لها بالمنطقة وقيادة الحرس الثوري، الأحد الماضي، أظهر تبايناً حاداً بين الطرفين تطوّر إلى تلاسن، وانتهى بانسحاب بعض مندوبي الحلفاء غاضبين من الاجتماع.

وأشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن المجتمع الدولي، وجميع دول المنطقة يترقبون، منذ أيام، اشتعال نيران الصراع بين إسرائيل وإيران، سواء بشكل مباشر، أو عبر وكلاء، موضحة أن السيناريوهات كلها مفزعة، والأوقات تمر بصعوبة، والجميع في انتظار، إما بدء رد إيراني واسع النطاق على إسرائيل انتقاما لمقتل إسماعيل هنية على أراضيها، أو بدء ضربات إسرائيلية "مجنونة" ضد لبنان.

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن "حماس" تعاملت مع كل المبادرات السابقة بروح التجاوب، على عكس مواقف المستعمرة التي لم تُعلن موافقتها حتّى الآن بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، فهل تحزم الإدارة الأميركية موقفها في التعامل مع إدارة نتنياهو المتطرفة الرافضة لوقف إطلاق النار، العازمة على مواصلة الحرب حتى تحقق: "الانتصار الحازم" على حد قولها، رغم كل الاخفاقات والفشل الذي أصاب إلى الآن كل مخططاتها؟

ورأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنه ستترتب على فشل اجتماع القاهرة مخاطر توقف الجهود لتحقيق وقف لاطلاق النار، والذي سيفتح الباب لوقف الدفع نحو حرب واسعة، وذلك في ظل تراجع جهود الدبلوماسية الأميركية بسبب اقتراب موعد الانتخابات الأميركية في تشرين الثاني والوهن الذي اصاب ارادة الوسطاء.

من جانبها، اعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أن الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى تمثل انتهاكاً للوضع التاريخي والقانوني القائم في مدينة القدس، وتدخلاً في إطار سياسة إسرائيلية ممنهجة للتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى إثارة المشاعر الدينية واستفزاز المسلمين، كما أن هذه الاقتحامات تأتي في إطار الاستهداف المتواصل للقدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وتمهيداً لفرض السيطرة الكاملة عليها وتهويدها، بما يشكل انتهاكاً للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، بما فيها قرارات اليونسكو.

ورأت صحيفة "البيان" الإماراتية أننا "في حقبة توتر، وتصعيد لفظي، وتهديدات، وحشود عسكرية، وتسابق على صفقات سلاح، وتجنيد شباب للقتال، ورفع التأهب الأمني الداخلي، وزيادة في النشاط الاستخباري المضاد"، لافتة إلى أن كل ذلك يدفع العالم إلى الوصول لما أسماه جون فوستر دالاس، وزير خارجية الولايات المتحدة في الخمسينيات "حافة الهاوية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن