ما يحدث في السودان ــ الأخ الشقيق ــ كارثة تاريخية والجميع يتفرج.. تسأل عن عقلاء الشعب الطيب الواعي، ولا تجد لهم صوتًا.. وتسأل عن الأشقاء والجيران، ولا حياة لمن تنادي.. وتسأل عن المجتمع الدولي، الكل ينتظر نصيبه من الغنيمة ما بين الذهب والبترول والأرض والمياه..
عشرات المؤتمرات لم تصل إلى نتيجة، كان آخرها في جنيف، وقبله جدة والإمارات والقاهرة..ومازالت الدماء تتدفق، ومازال الهاربون من الموت يخرجون حشودًا إلى الحبشة، ومصر تحتضن الملايين منهم.. إن المعارك لا تهدأ، والدمار يلحق بكل شيء، والجوع يعصف بأرواح الملايين.. أليس في السودان رجل يوقف هذا النزيف؟
أين النخبة السودانية لكي تقف أمام صراع لانهاية له، وحرب لا غالب فيها ولا مغلوب؟ وكيف ترك العالم العربي أحد أوطانه يُستباح أمام رغبات محمومة في السلطة؟ وأين جامعة الدول العربية؟ إن ما يحدث في السودان جريمة تهدد حياة شعبه وتدمر مستقبله، وللأسف، إن الأسلحة التي تدمر البيوت كان ينبغي أن تحميها.. لعن الله جنون القوة.
السودان من أغنى الدول العربية وأكبرها مساحة، ويستطيع أن يُطعم العالم العربي كله. حرام أن تضيع كل هذه الثروة أمام صراع لا يجدي وحرب خسر فيها الجميع..
إن مسؤولية إنقاذ السودان واجب عربي يجب أن تشارك فيه كل الشعوب العربية، لأن كارثة السودان سوف تترك آثارها على كل الشعوب العربية ولن ينجو منها أحد..
(الأهرام المصرية)