صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل "تستفز " العرب وعُقد المفاوضات على حالها

عكست الصحف العربية الصادرة اليوم المشهد العام، والذي يمكن إيجازه بعودة المواجهات على الجبهة الجنوبية اللبنانية، حملة تهجير جديدة بحق الفلسطينيين وجمود بشأن مفاوضات القاهرة العالقة وسط الشروط التي يضعها رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لإفشال المفاوضات واستكمال المجازر في غزة رغم الضغوط الدولية للوصول إلى تسوية بعد مرور 11 شهراً على العدوان.

وتسعى الولايات المتحدة الاميركية إلى بث أجواء "ايجابية" بشأن المفاوضات بهدف كسب الوقت بانتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية ومنعاً لاتساع رقعة الحرب، الا أن الوقائع السياسية والميدانية تشي بأننا أمام مسار تفاوضي معقد ومواجهات تزداد وتيرتها يوماً بعد يوم.

وكان اللافت أمس إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عزمه إقامة كنيس في المسجد الأقصى، ما دفع ديوان نتنياهو إلى إصدار توضيح بأنه "لا يوجد تغيير في الوضع القائم" في الحرم القدسي، وذلك وسط شجب وتنديد العديد من الدول العربية التي حذرت من تأثير هذه الخطوة على مفاوضات وقف إطلاق النار.

وفي موجز لأبرز المواقف السياسية، جددت اسرائيل على لسان رئيس الأركان هرتسي هاليفي التأكيد على "مواصلة ضرب "حزب الله"، والقضاء على المزيد من القادة في صفوفه، وتجريده منشآته وقدراته". بينما اعتبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الجنرال تشارلز براون أن "المخاطر على المدى القريب لاتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط انحسرت".

بدوره، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض دون كيربي أنّ تكون "الهجمات الأخيرة التي شنها "حزب الله" أثرت على المحادثات الجارية"، لكنّه أقرّ بأنّ "هجوم الحزب الأخير كان كبيراً ومختلفاً في نطاقه عما كنا نراه يومياً". أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، فرأى أن "إسرائيل فقدت قوة الردع والقدرة على الهجوم، إذ لم تتمكن من توقع زمان ومكان الهجوم المحدود والمحسوب"، الذي شنّه الحزب.

ميدانياً، يستمر الاحتلال الاسرائيلي بمحاصرة المدنيين واستهداف المستشفيات والمرافق الحيوية وآخرها مستشفى شهداء الأقصى الذي أعلنه "منطقة عسكرية مغلقة"، ما دفع آلاف الفلسطينيين إلى النزوح باتجاه وسط المدينة. وقالت بلدية دير البلح إنه جرت عملية تهجير قسري لنحو 250 ألف شخص خلال 72 ساعة، بينما خرج 25 مركز إيواء عن الخدمة.

وفي الضفة الغربية، استشهد 5 فلسطينيين على الأقل، وأصيب آخرون في غارة شنها الاحتلال على ما أسماه "غرفة عمليات" في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين، شرقي مدينة طولكرم. فيما تحدثت تقارير إسرائيلية عن عزم تل أبيب شن عملية عسكرية على الضفة قد تستغرق أسابيع.

الى ذلك، كشفت صور حديثة للأقمار الاصطناعية، قيام الجيش الإسرائيلي بتوسيع محور "نتساريم" العسكري عبر إنشاء 4 مواقع عسكرية كبيرة، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ويستمر الدعم الاميركي اللامحدود لاسرائيل، حيث وصلت الرحلة 500 من الامدادات العسكرية التي بلغ حجمها أكثر من 50 ألف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وتخللتها أيضاً 107 شحنات بحرية إضافية. وتشمل هذه الامدادات المركبات المدرّعة والأسلحة والذخائر ومعدات الحماية الشخصية والمعدات الطبية، بحسب وزارة الدفاع الاسرائيلية.

لبنانياً، استمرت العمليات المتبادَلة بين "حزب الله" وإسرائيل بعد ساعات من الهدوء الحذر. وسجّلت محاولة اغتيال قيادي في حركة "حماس" عبر استهداف سيارته في مدينة صيدا، التي سبق أن شهدت عمليتي اغتيال لشخصيتين فلسطينيتين خلال الاسبوعين الماضيين.

أبرز ما ورد في جولة الصحف اليوم:

أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن التطورات الأخيرة ومخاطر التصعيد الإقليمي أظهرت أن كل ما حدث ويحدث من أعمال عنف وتوتر هي عرض لمرض أساسي، وهو استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وغياب أفق التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، وأن سياسة العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، خاصة ما يحدث في غزة منذ عشرة أشهر، لن يحقق أي أهداف أو يحقق الأمن لإسرائيل ومواطنيها.

ولفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن الدروس المستفادة من مواجهات لبنان وغزة، تدفع طهران إلى مزيد من الإنكفاء وتمضي واشنطن بكل ثقلها لفرض تسوية في غزة بالرغم من التراجع الكارثي في قدرات "حماس" على المواجهة أو في احتمال عودتها لإدارة القطاع، فيما يعود القرار 1701 إلى الواجهة وتصبح ضرورات تطبيقه موجبة لإستكمال المشهد تحت وطأة الحضور الأميركي في المنطقة واستحالة المواجهة.

وتوجهت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى من ينتظرون نتائج المفاوضات، ويتساءلون عن سد الفجوات، بالقول: "إن الترقيع لم يكن في يوم من الأيام حلاً"، خصوصاً إذا كانت "الرقع" أصغر من الفجوات، وغداً سيأتيكم الخبر اليقين، وسيتم تحديد مكان جديد لجولة جديدة من المفاوضات، ونتانياهو هناك في غزة يفعل ما يريد، يقتل ويهدم ويتجاوز كل المحرمات، ولا يجرؤ أحد على وقفه، بل لا يريد أحد أن يوقفه.

ورأت صحيفة "الوطن" القطرية أن المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية بات مطالباً بالتحرك الفوري لوقف ممارسات الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، وإجبارها على الالتزام بالوضع القانوني والتاريخي السائد في الحرم القدسي الشريف، خاصة أن هناك خطورة كبيرة بالتهديدات لإنشاء كنيس يهودي في المسجد الأقصى، مما يمثل دعوة علنية وصريحة لهدمه.

وكشفت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلاً عن مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، أن 100 شخصية سياسية وعسكرية وعلمية إيرانية رفعوا رسالة مصنفة "سرية للغاية" إلى المرشد، يطالبون فيها بأن يراجع خامنئي فتواه بشأن تحريم تصنيع وتخزين أسلحة الدمار الشامل بما فيها الأسلحة النووية، لإلغائها أو تعديلها.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن