صحافة

"المشهد اليوم"... العدوان يتصاعد على الضفة والمجازر مستمرة في غزّة

أولت الصحف العربية الصادرة اليوم اهتماماً بالأوضاع الميدانية في الضفة الغربية مع اعلان اسرائيل بدء عملية عسكرية في جنين وطولكرم وطوباس، هي الأوسع نطاقاً منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002. في حين سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى توظيف عملية استعادة أحد أسراه في غزة واستثمارها سياسياً وعلى طاولة المفاوضات، معتبراً  أن "الوجود العسكري على الأرض والضغط العسكري المستمر على "حماس" مطلوبان لتأمين إطلاق الأسرى".

ووسط شروط نتنياهو "التعجيزية" تعيش المنطقة على صفيح ساخن، فإما حرب شاملة سيكون لها تداعيات كبيرة ليس فقط على قطاع غزة بل تمتد أيضاً إلى الجبهات المساندة ولاسيما لبنان، أو تسوية شاملة ترسي اتفاقيات للمرحلة القادمة.

وتجهد الولايات المتحدة الاميركية ومصر وقطر ببلورة اتفاقاً يحول دون انفلات الامور من عقالها. وعليه يصل وفد إسرائيلي، إلى الدوحة اليوم، لمواصلة محادثات التهدئة. ونقلت "القناة 13 الاسرائيلية" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم "إنه من دون إبداء نتنياهو مرونة دراماتيكية بشأن محور فيلادلفيا، فإن المفاوضات ستفشل خلال أيام".

بالتزامن، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن نتنياهو كلّف فريق المفاوضات بتقديم مقترحاً يستحيل قبوله، بخصوص محور "نتساريم"، ويقضي بحفر قنوات عرضية على طول المحور بهدف توجيه المركبات القادمة من جنوب غزة ومتجهة إلى شماله نحو الشرق، ومنه باتجاه شريط أمني إسرائيلي عازل داخل القطاع، وهناك يتم تفتيشها قبل دخولها.

هذا وجددت الولايات المتحدة على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الالتزام بالدفاع عن إسرائيل في حالة وقوع هجوم إيراني.

ميدانياً، تضاربت الروايات بشأن استعادة الجيش الاسرائيلي أحد أسراه لدى الفصائل الفلسطينية. ففيما تحدث الجيش وجهاز "الشاباك" عن عملية مشتركة أفضت الى التحرير، دون الكشف عن تفاصيلها. قالت صحيفة "هآرتس" إن الأسير كايد فرحان القاضي تمكن من الفرار من محتجزيه داخل نفق في غزة.

أما إذاعة الجيش الإسرائيلي، فكشفت أنه "تم العثور عليه من قبل قوات الجيش الإسرائيلي في نفق عن طريق الصدفة، حيث لم تكن العملية مخططة مسبقاً". وبذلك يتبقى في غزة 108 أسرى إسرائيليين، بينهم 36 "ليسوا على قيد الحياة"، وفق هيئة البث الإسرائيلية.

من جهته، شكك زعيم المعارضة يائير لبيد في إمكانية استعادة الأسرى عبر العمليات العسكرية، مشدداً على أن الأسرى "ليس لديهم وقت ويجب إبرام الصفقة الآن وإعادتهم".

وتستمر الحرب على غزة لليوم الـ326، حيث ارتكب الاحتلال 3 مجازر جديدة بحق المدنيين، خلال الـ24 ساعة الماضية، أوقعت 41 شهيداً و113 إصابة وسط استمرار أوامر الإخلاء.

لبنانياً، استهدفت غارة إسرائيلية ليل أمس شاحنة محملة بصواريخ تابعة لـ"حزب الله" أثناء مرورها في منطقة بعلبك شرقي لبنان. أما جنوباً، فقد تبادل الطرفان إطلاق النار. إذ قصفت المسيّرات والمدفعيّة الإسرائيليّة أطراف عدّة بلدات في الجنوب، فيما استهدف "حزب الله" مواقع وقوات إسرائيليّة على طول المنطقة الحدوديّة.

وأبرز ما ورد في الصحف اليوم:

أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن الشعب الفلسطيني يعيش في نكبة مستمرة، ولا بد من تكاتف وتدخل دولي في هذه المرحلة بالذات، وعلى المجتمع الدولي أن يرتقي في مواقفه إلى مستوى المجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين، إذ لم تترك دولة الاحتلال مخالفة أو جريمة، وفق تصنيفات القانون الدولي، إلا وارتكبتها أمام مرأى ومسمع العالم.

ورأت صحيفة "اللواء" اللبنانية أن مرور "قطوع" الحرب الشاملة في الأيام الأخيرة، والإكتفاء بما تحقق في رد حزب الله، لا يعني، ولا يجب أن يعني، إمكانية الإطمئنان إلى نوايا نتنياهو ووزرائه المتطرفين العدوانية ضد لبنان، وإتخاذ من التهجير الإسرائيلي من مستوطنات الجليل الأعلى ذريعة للإستمرار في الإعتداءات والغارات اليومية ضد القرى الجنوبية، وما يرافقها من تهديدات سافرة لترهيب اللبنانيين.

ولفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة ما زالت ماضيةً في جرائمها التي لن تتوقف طالما لا يوجد رادع لها، معتبرة أنها ليست جرائم حرب فقط، بل جرائم انتهاك همجية لمشاعر المسلمين، عندما يدعو أحد أسوأ أعضاء الحكومة، وزير الأمن القومي الأشد تطرفاً بن غفير، الى إنشاء كنيس يهودي في المسجد الأقصى.

واعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أن المسجد الأقصى هو النقطة التي ستأتي في آخر السطر، ومن بعده لا ينفع الكلام، ولا يفيد التراجع أو الهروب إلى الأمام، عنده تتحطم كل الأحلام، أحلام الغزاة الغاصبين، وقد سجل التاريخ الغربي الأسود انكسار إمبراطوريات عظمى عند أسوار القدس، والأرض المباركة التي تحيط بالأقصى.

وأشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أن لبنان تجاوز قطوعاً لمرحلة معينة، ولكن من دون ضمانات بعدم عودة مخاطر التصعيد الأكبر، طالما أن الحرب مستمرة على غزة، والجبهة مفتوحة من قبل "حزب الله" الذي يرفض أي وقف لعملياته، بما أنه لم يتم الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وفي الوقت نفسه، هناك محاولات للالتفاف على أي تصعيد من خلال تمرير محطة التمديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، وسط مساعٍ بذلت لإبقاء الصيغة القديمة من دون إدخال تعديلات عليها. 

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن