صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو يتمسّك بـ"فيلاديلفيا" ويعرقل "الفرصة الأخيرة"

ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم على تصريحات الرئيس الاميركي جو بايدن "المتفائلة" بقرب التوصل الى إتفاق بشأن الوضع في غزة، فيما كانت تل أبيب ومدن آخرى تشتعل بالمظاهرات الحاشدة التي تحاصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتتهمه بالتسويف والمماطلة في عقد تسوية تنهي معاناة الأسرى الاسرائيليين.

وعلى الرغم من التظاهرات والمناشدات لإبرام صفقة فوراً، يستمر نتنياهو بالتمسك بمطالبه ولاسيما لجهة السيطرة على محور فيلادلفيا، معتبراً إياه "مسألة وجودية واستراتيجية لا تنازل فيها"، زاعماً انه "يخوض حرباً مصيرية ضد محور الشرّ الايراني".

التعنت الاسرائيلي المستمر قابله تصريح لافت للرئيس جو بايدن الذي انتقد نتنياهو، معتبراً أنه "لا يبذل جهداً كافياً" من أجل التوصل إلى إتفاق. وذكر البيت الأبيض أن بايدن ونائبته كامالا هاريس ناقشا خطوات لتأمين إطلاق سراح المحتجزين واستمرار التشاور مع الوسيطين القطري والمصري.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤولين أميركيين إشارتهم إلى أن واشنطن تتشاور مع الدوحة والقاهرة بشأن ملامح مقترح "الفرصة الأخيرة" الذي ستقدمه خلال الأسابيع القادمة، وأن عدم قبول إسرائيل أو "حماس" لهذا الاتفاق قد يعني نهاية المفاوضات بقيادة أميركية.

ومع تفاعل قضية الرهائن، أعلنت "كتائب القسام" صدور تعليمات جديدة لحرّاس الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، حال اقتراب جيش الاحتلال منهم، مشددة على أن تعنّت نتنياهو "سيعيدهم في توابيت".

الى ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطانية ديفيد لامي أن بلاده تراجع تراخيص صادرات الأسلحة لإسرائيل، وستعلق العشرات منها، من بينها أسلحة تستعمل في الحرب المستمرة على قطاع غزة.

وجاءت أولى ردود الفعل الإسرائيلية على لسان وزير الخارجية إسرائيل كاتس، الذي قال إن قرار بريطانيا، "يبعث برسالة ملتبسة لحماس وإيران". في حين أعرب وزير الدفاع يوآف غالانت عن خيبة أمله "الشديدة"، خاصة أن هذه الإجراءات "تأتي في وقت تخوض فيه إسرائيل حرباً على 7 جبهات مختلفة"، في إشارة إلى غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران.

أما الواقع الميداني، فيشهد مزيداً من التأزم مع تكثيف العمليات العسكرية شمالي الضفة الغربية ولاسيما في مدينة جنين التي يسكنها ما يقرب من 50 ألف شخص وسط محاصرة للمستشفيات ومنع الطواقم الطبية من الوصول الى الجرحى والمرضى.

وفي حين، يتعمد الاحتلال الإسرائيلي قصف المنازل والمدارس في مختلف أنحاء قطاع غزة مستهدفاً المدنيين العزل. أفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن أكثر من 600 ألف طفل يعانون من صدمة شديدة ومحرومون من التعليم، فيما تحولت مدارسهم إلى مراكز لجوء مكتظة بالنازحين وغير صالحة للتدريس.

وبعد فترة من الهدوء النسبي، تجدّدت المواجهات العسكريّة بين "حزب الله" وقوات الجيش الإسرائيلي، وذلك عقب شنّ الأخير غارة جوية، أدّت إلى استشهاد شخصين على طريق عام الناقورة في جنوب لبنان فيما رد الحزب بقصف عدد من المستعمرات ومواقع عسكرية وتجمعات للجنود.

وأبرز ما ورد في جولة الصحف اليوم:

اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أن العديد من الإسرائيليين باتوا "يدركون أن نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب وصولاً إلى موعد الانتخابات الأميركية رغم فشله في حسم جميع الملفات العالقة حوله مثل حرب غزة والجبهة الشمالية وملف الأسرى. وإن المجتمع الإسرائيلي بدأ يدرك أن استمرار العدوان على غزة ليس له أي سند أخلاقي وأن قرار الحكومة  بالبقاء في محور رفح قد يكون له أهداف سياسية وأيديولوجية أكثر من كونها أمنية وعسكرية".

ورأت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن الحرب على غزة "تشكل أكبر التحديات التي قد تترتب على تداعياتها إعادة رسم الخريطة السياسية، وشكل التحالفات في المستقبل، ومن التحديات تحقيق السلام والأمن والاستقرار، وارتباط أمن المنطقة واكتمالها بالقبول بالدولة الفلسطينية، التي يشكل قيامها استئصالاً للكثير من الأسباب التي تقف وراء التنافس الإقليمي".

وفي مقال بعنوان "من سيخرج أقوى: نتنياهو أو "الهستدروت"؟، لفتت صحيفة "النهار العربي" إلى إن "الورقة الوجودية التي يلعب بها نتنياهو منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر جاهزة لتحريكها في مواجهة الضغوط التي يواجهها لإبرام اتفاق لا يريده، حتى يبقى في السلطة. والخوف الآن من إقدام نتنياهو على قرار يُعيد فيه خلط الأوراق، بما يضمن له البقاء السياسي، وعدم سقوط الحكومة".

من جهتها، أشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أن "طهران أرادت من خلال ترشيق الرد على تل أبيب تأكيد قدرتها على السيطرة الكاملة على أذرعها وبالتالي جدارتها كشريك إقليمي لواشنطن معني بإستقرار المنطقة ومنها أمن إسرائيل، وهي في ذلك تضيف مناورة جديدة إلى ما بدأته مع إطلاق يد "حزب الله" في ما أسمته "مساندة غزة" لتحصين دورها وانتزاع إعتراف أميركي به".

أما صحيفة "الرياض" السعودية، فقد تناولت متانة العلاقات السعودية – الفلسطينية وعمقها، موضحة انه "لطالما كانت المملكة داعماً قوياً لقضية فلسطين، فهي قضية العرب الأولى، التي ينبغي على الجميع مساندتها ودعمها حتى يحصل الفلسطينيون على حقوقهم كاملة، وفي مقدمتها، إقامة دولتهم، وعاصمتها القدس الشرقية".

من جهتها، تحدثت صحيفة "الأنباء" الكويتية عن أن الخطب السياسية الأخيرة حركت مياه الاستحقاق الرئاسي اللبناني الراكدة، رغم أنها لم تحمل أي جديد، إلا أنها حفزت الأطراف على اختلافها للتعبير عن الحاجة إلى نقاش يخرق هذا الجدار الصلب. وفي ظل الواقع السياسي المحلي المتعثر، رصدت حركة نشطة عربيا وأوروبيا تجاه لبنان على خطين: الأول عبر التشاور السعودي- الفرنسي، والثاني أوروبي لتقريب وجهات النظر واستطلاع المواقف.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن