توزعت اهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم بين التصاعد المستمر للحملة العسكرية الإسرائيلية على شمال الضفة الغربية والمجازر الوحشية في قطاع غزة، وبين الأوضاع في جبهة الجنوب اللبناني التي تشهد استهدافات يومية الى جانب حركة الوسطاء المكوكية والمساعي الحثيثة الجارية للتوصل إلى تسوية لوقف اطلاق النار.
ورغم الأجواء التفاؤلية التي تتعمّد الإدارة الاميركية الإعلان عنها عقب جولات المفاوضات أو المقترحات المتداولة، يستكمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو تقويض الجهود ووضع العثرات والعقبات أمام المفاوضات لإستكمال إبادته للشعب الفلسطيني وتحقيق مآربه السياسية.
وفي آخر المواقف، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "المفاوضات تواجه قضايا حرجة رغم التوافق على 90%" من البنود"، مشيرا إلى أنّ واشنطن ستطرح مزيداً من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة. فيما أشارت وزارة الدفاع الأميركية إلى أنها تعمل عن كثب على صفقة تتضمن قوات لحفظ السلام دون مشاركة القوات الأميركية.
ورغم استمرار المظاهرات داخل إسرائيل ودعوات عائلات المحتجزين في غزة لإبرام صفقة عاجلة، يستمر نتنياهو في المماطلة والمناورة حيث نفى لشبكة "فوكس نيوز الأميركية" التقارير التي أشارت إلى اقتراب التوصل إلى اتفاق، واصفاً إياها بـ"التقارير غير الدقيقة".
وجددت "حماس" على لسان عضو مكتبها السياسي خليل الحية التأكيد بأنها "ليست بحاجة إلى أوراق أو مقترحات جديدة بشأن المفاوضات"، مشددة على "ضرورة إجبار الاحتلال على تنفيذ التعهدات في ظل تهرب نتنياهو".
إلى ذلك، تعهد المرشح الجمهوري دونالد ترامب بأنه في حال انتخابه رئيساً سيقف إلى جانب إسرائيل ويدعم ما أسماه "حقها في الدفاع عن نفسها وحربها ضد الإرهاب"، واصفاً منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بأنها مرشحة القوى التي تريد "تدمير الحضارة الغربية وإسرائيل"، على حد زعمه.
وفي تقرير لافت، ذكرت "إن بي سي نيوز" أن إدارة بايدن ناقشت إمكانية التفاوض على صفقة أحادية مع "حماس"، لإطلاق سراح الرهائن الأميركيين في غزة، إذا انهارت محادثات وقف إطلاق النار التي تشمل إسرائيل.
وفي التطورات الميدانية، نفذت القوات الاسرائيلة المزيد من الاعتداءات في نابلس، بيت لحم وطولكرم في الضفة الغربية لليوم العاشر على التوالي. فيما تشهد جنين ومخيمها إرسال المزيد من التعزيزات العسكرية وسط حصاراً شاملاً وإجبار العائلات على الخروج من منازلها قسراً.
وفي قطاع غزة تتواصل المجازر وإستهداف المدارس التي تؤوي النازحين في حين تنعدم ظروف الحياة الانسانية وسط حالة من تفشي الأمراض والأوبئة.
لبنانياً، تتصاعد وتيرة القصف على الجبهة الجنوبية مع اسرائيل يومياً. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن حجم عمليات الإطلاق الصاروخية في أغسطس/ آب الماضي شكّل زيادة بمعدل أربعة أضعاف، مقارنة بشهر يناير/كانون الثاني، الذي شهد تنفيذ 334 عملية إطلاق من الجنوب اللبناني.
في إطار مختلف، تحصد الرئاسة الجزائرية المزمع إجراؤها غداً في 7 سبتمبر/أيلول الجاري الاهتمام العربي حيث يتبارى 3 مرشحين هم مرشح جبهة القوى الاشتراكية يوسف أوشيش، مرشح حركة مجتمع السلم للرئاسيات عبد العالي حساني شريف والمترشح الحر عبد المحيد تبون الذي يحظى بشعبية واسعة. وقد تبنت برامج المترشحين الثلاث وعوداً شملت الجوانب الاقتصادية والمعيشية التي تهم المواطن الجزائري.
وفي الملف السوداني، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) تضرر نحو نصف مليون سوداني جراء السيول والأمطار. وبلغت حصيلة الوفيات 173 قتيلا منذ يونيو/حزيران الماضي.
ونستعرض ضمن جولة الصحف اليوم:
أوردت صحيفة "اللواء" اللبنانية، في مقال لها، أن "حجم الارتباك داخل المؤسسة السياسية، معطوفة على تداعي المؤسسة العسكرية، وقيام العديد من الضباط والجنود بتقديم استقالات جماعية، يدلّ على أن نتنياهو وفريق حربه يحاولون الهروب نحو إنجازات داخل فلسطين وخارج القطاع، في وقت هناك من يدفع بقادة القرار الحربي داخل الكيان لخوض مغامرة جنوب لبنان بغية حرف الأنظار وذر نتيناهو الرماد في عيون الرأي العام الإسرائيلي هرباً من نتائج فشله العسكري".
ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر دبلوماسية متابعة إشارتها إلى أن "الرؤية الدولية للوضع في لبنان واضحة، وقد أبلغت للجميع، بضرورة أن يُصار إلى خفض التصعيد وانتظار انتهاء الحرب على غزة وبعدها يتم العمل على إنضاج صفقة سياسية ودبلوماسية كبيرة"، مشيرة إلى أنه "في حال لم يتم تقديم التنازلات المطلوبة من قبل "حزب الله"، فإن خيار التصعيد العسكري أو الحرب سيكون قائماً".
وفي مقال نشرته صحيفة "الخليج" الاماراتية، اعتبرت أن ترامب عملياً يعتبر أكثر رئيس أميركي يمكن أن ينخرط مع إسرائيل في تنفيذ مشروع "اسرائيل الكبرى" جزئياً أو كلياً، وربما في المرحلة الأولى يقتصر الأمر على ضم الضفة الغربية، أو ما يسميه اليهود "يهودا والسامرة"، وربما قطاع غزة إن تم تهجير أغلبية سكانه، كما يحلم به ويدعو إليه أكثر قادة إسرائيل تطرفاً".
إلى ذلك، أجمعت افتتاحيات الصحف القطرية على تناول أهمية جولة الامير تميم بن حمد آل ثاني، والتي شملت السويد والنرويج وفنلندا، ورأت صحيفة "الوطن" القطرية أن هذه الزيارة "تؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات، كما تكتسب أهمية بالغة في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها العالم، كونها تهدف إلى تعزيز التعاون بين دولة قطر وتلك الدول من أجل الحفاظ على السلم والأمن إقليمياً ودولياً".
وعدّدت صحيفة "الأهرام" المصرية مبادىء السياسة الخارجية المصرية وثوابتها، معتبرة أنها "نتيجة لدورها الواضح في القضية الفلسطينية، رفضت مصر الزج باسم الدولة المصرية في عرقلة التوصل لصفقة لوقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإيقاف جهود الوساطة، لتشتيت انتباه الرأي العام في إسرائيل، وحملّت الحكومة الإسرائيلية عواقب إطلاق مثل تلك التصريحات التي تزيد من تأزيم الموقف".
(رصد "عروبة 22")