صحافة

"المشهد اليوم".. إسرائيل تتوعّد لبنان وتخشى انتفاضة ثالثة في الضفّةبعد عملية "معبر الكرامة".. الاحتلال يطبق الحصار على الفلسطينيين

ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم على الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية وانعكاساتهما عربياً واقليمياً مع استمرار الحملة الاسرائيلية العسكرية منذ 11 شهراً والتي تطال تداعياتها دولاً آخرى كلبنان والأردن ومصر وتتداخل فيها عوامل وتغييرات إقليمية سيكون لها صداها وتداعياتها على المديين القريب والبعيد.

وفيما يستكمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مخططاته الاستيطانية التوسعية ويقوض جهود التسوية في قطاع غزة، يولي أهمية قصوى لجبهة جنوب لبنان حيث أشار خلال الجلسة الأسبوعية للحكومة إلى أنه أصدر توجيهاته للجيش الإسرائيلي وجميع الأجهزة الأمنية للاستعداد لتغيير هذا الوضع "بهدف إعادة جميع سكان الشمال إلى منازلهم بأمان". وزعم أنه "من دون سيف لا يمكن الحياة في الشرق الأوسط".

وأوضح عضو الكنيست الإسرائيلي نيسيم فاتوري أن "النية هي التوجه إلى الحرب في الشمال بعد إطلاق سراح الأسرى في غزة". أما وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش فطالب مجدداً الحكومة والجيش إلى "المبادرة بشن حرب في لبنان لإعادة السكان".

إلى ذلك، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تشكيل محور تضامن من الدول الإسلامية لأجل مواجهة خطر "التهديدات التوسعية الإسرائيلية"، مؤكداً أن تل أبيب "لن تتوقف في غزة إذا استمرت بهذا الشكل، إنما ستحتل رام الله أيضاً، وستوجه أنظارها نحو مناطق أخرى في لبنان وسوريا ودول جديدة في المنطقة".

من جهة آخرى، شكلت حادثة مقتل 3 إسرائيليين في عملية مسلحة نفذها مواطن أردني على جسر الملك حسين (أللنبي)، سابقة هي الأولى من نوعها، وسط توقعات من إستغلال اسرائيل هذه العملية لإستكمال حربها على الضفة الغربية. علماً أنه مع إغلاق هذا الجسر، تكون تل أبيب قد وضعت بشكل رسمي جميع الفلسطينيين بالضفة في عزلة تامة.

ميدانياً، اقتحم الجيش الاسرائيلي مدينة طولكرم ومخيم بلاطة شمالي الضفة المحتلة. في حين نبهت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الى أن الجيش و"الشاباك" يتعاملان مع احتمال اندلاع انتفاضة ثالثة. ووفقاً للصحيفة، فإن "عدد الإنذارات التي يتعامل معها النظام الأمني في الضفة الغربية أصبح هائلاً، وتتوسع الهجمات؛ بما في ذلك محاولات تفجير السيارات المفخخة".

بالتزامن، كشف المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أنه "منذ بداية شهر آب/أغسطس الماضي، قصف الاحتلال 16 مدرسة تُستخدم مراكز إيواء في قطاع غزة، 15 منها شمال وادي غزة، ما أدى إلى استشهاد 217 فلسطينياً وإصابة المئات".

لبنانياً، تستمر المواجهات العسكرية جنوباً وقد إتخذت بعداً متصاعداً مع تكثيف الإسرائيليين لغاراتهم التي تطال القرى والبلدات على طول مجرى نهر الليطاني.

في سياق آخر، لم تحمل نتائج الانتخابات الرئاسية الجزائرية أي جديد، حيث كما كان متوقعاً، تم إعادة انتخاب الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون لولاية ثانية بنسبة تناهز 95٪؜ من الأصوات، وفق ما أفادت به "وكالة الصحافة الفرنسية".

وضمن جولة الصحف اليوم:

اعتبرت صحيفة "الخليج" الاماراتية أن السلطة الفلسطينية تحتاج إلى قرارات جريئة، لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية المدمرة بكل طريقة ممكنة، ومنها وقف كل أشكال الارتباط تدريجياً بإسرائيل، وعدم الاعتماد عليها بشيء، ثم بدء حملات سياسية قوية عربياً وعالمياً لعزل نتنياهو وعصبته، لأن التأخر في ذلك ستكون له عواقب كبيرة حتى على الفُتات الذي تبقى للفلسطينيين.

ونقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصادر دبلوماسية في بيروت إشارتها إلى أن السعودية ستستضيف قريباً، ربما خلال الشهر الجاري، قمة إسلامية ـ عربية استثنائية لتشكيل موقف عربي ـ إسلامي واضح وموحد حول ضرورة إنهاء الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، مشيرة الى انه "تم التنسيق لعقد القمة بين السعودية وتركيا وإيران إلى جانب مصر وقطر بعدما فقدت الأطراف الإقليمية والدولية أي قناعة بإمكانية الوصول إلى وقف لإطلاق النار".

تحت عنوان "إسرائيل تضع الشرق الأوسط على حافة الانفجار"، كتبت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "لا يبدو أن إسرائيل تستعد لمرحلة يمكن الوصول فيها إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، بل على العكس من ذلك، فإنها تُحضِّر نفسها، فى الغالب، لحرب طويلة وتصعيد أطول على جبهات إقليمية متعددة. فالتصريحات الأخيرة التي أدلى بها نيتانياهو توحي بأنه يسعى إلى عرقلة الجهود التي تبذل لإنهاء المعاناة الإنسانية التي يشهدها قطاع غزة".

بدورها، ركزت صحيفة "الرياض" السعودية على تدهور الأوضاع الانسانية واستخدام اسرائيل التجويع كسلاح حرب. وقالت "إن هذه الكارثة الإنسانية ستخلف نتيجة وخيمة على الأمن الغذائي العالمي في مجمل ركائزه، مما يعرض أهداف التنمية للتعثر، في حين أن المنظمات الدولية تسعى إلى التخفيف من نقص الغذاء وتحاول جاهدة البحث عن حلول أكثر شمولاً واستدامة لتتمكن من استكمال التنفيذ الغذائي في غزة".

وعنونت صحيفة "اللواء" اللبنانية "نتنياهو يهرب إلى الأمام: معركة لبنان اقتربت!"، معتبرة أنه وبمعزل عن التهديد الاسرائيلي المستجد على لسان نتنياهو، فإن الوقائع الميدانية تؤشر على دخول الحرب في الجنوب مرحلة دقيقة في ضوء ارتفاع وتيرة التصعيد، عبر توسيع جغرافيا الغارات، واستهداف المدنيين الآمنين والفرق الصحية والاسعافية، كما حدث في قرية فرون".

ورأت صحيفة "الأنباء" الكويتية ان الاجتماع الذي عقد في الرياض بين الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا ليس مجرد حدث ديبلوماسي عابر، بل هو جزء من سلسلة تحركات دولية وإقليمية مكثفة تهدف إلى كسر الجمود السياسي في لبنان، ووضع حد للأزمة الرئاسية التي تهدد مستقبله، لافتة الى انعقاده بظل تعقيدات إقليمية ودولية كبيرة تحتم إيجاد حلول عاجلة لتفادي دخول البلاد في دوامة من الفوضى وسط هذه الظروف الإقليمية الحرجة".

أما  صحيفة "الوطن" القطرية فقد تناولت انتخاب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لولاية جديدة، معتبرة أن النتائج "تؤشر بصورة واضحة على دعم الشعب الجزائري للخطوات التي تم اتخاذها خلال السنوات الخمس الماضية، من جهة، وعلى ما يعوله الشعب الجزائري على الرئيس تبون خلال ولايته الثانية من أجل تحقيق الأهداف المرجوة وترجمة الآمال العريضة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن