سلطت الصحف العربية الصادرة اليوم الضوء على المجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة المواصي بخانيوس مع تصاعد وتيرة الاستهدافات والعمليات العسكرية في الضفة الغربية وسط تحذيرات من إنفجار الأوضاع وتأزمها على جميع الجبهات، لاسيما أن أفق التوصل إلى إتفاق لوقف إطلاق النار "يتلاشى".
هذا وتستمر التهديدات الاسرائيلية للبنان وآخرها على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي دعا الى "تحويل ثقل العمليات العسكرية شمالاً استعداداً لعملية برية شاملة" وذلك على وقع تصعيد ميداني واسع شهدته القرى والبلدات الجنوبية.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن "القوات الإسرائيلية ستنفذ فوراً عملية ضد لبنان فور إعطاء القيادة السياسية في تل أبيب الضوء الأخضر لذلك". ولفتت إلى أن "الجيش الإسرائيلي يُواصل تحديث خططه الهجومية ضدّ لبنان، كما اتخذ عدّة خطوات لضمان أن يكون الانتقال إلى القتال سريعاً، بمجرد صدور الأمر بتوسيع العمليات".
سياسياً، اجتمع وزراء الخارحية العرب بالعاصمة المصرية، القاهرة، لبحث تداعيات الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 11 شهراً، بمشاركة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان للمرة الأولى منذ 13 عاماً. في حين دعا وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ونظيره السعودي فيصل بن فرحان إلى "وقف العدوان وتجنب توسيع الصراع في المنطقة".
الى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن جال هيرش المكلف من جانب الحكومة الإسرائيلية بملف أزمة الرهائن دعوته "منح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، الخروج الآمن من غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم، والتخلي عن السيطرة على قطاع غزة". وقال: "انني مستعد لتوفير ممر آمن للسنوار وعائلته ومن يريد الانضمام إليه".
من جهته، أعلن رئيس حزب "المعسكر الوطني" الإسرائيلي، بيني غانتس أنه التقى وزير خارجية قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني برفقة عدد من عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة. وخلال اللقاء، شدد رئيس الوزراء القطري على أنه "يبذل جهوداً لتحقيق تهدئة إنسانية وإطلاق سراح الأسرى".
بالتزامن، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن خطة تعدها حركة المستوطنين لإقامة مستوطنات في عمق قطاع غزة، بقدر الإمكان، تبدأ ببناء معابد يهودية للجنود، ثم ستكون هناك مدارس دينية دائمة يتولى إدارتها حاخامات، وبعد ذلك تتحول كل تلك المنشآت إلى تجمعات سكانية، إلى أن تُضفى الشرعية على البؤر الاستيطانية في غزة، بحسب ما أوردته الصحيفة.
وفي موقف رافض لتحميل اسرائيل المسؤولية، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنّ مقتل الناشطة الأميركية - التركية عائشة نور إزغي إيغي خلال تظاهرة في الضفة الغربية الأسبوع الماضي "حادثاً عرضياً على ما يبدو".
أما على الصعيد الميداني، فقد شهدت جبهة جنوب لبنان تصعيداً واسعاً باستهداف إسرائيل عمق البقاع الغربي للمرة الأولى في عملية أدت الى اغتيال قيادي في "حزب الله"، بينما سقط 24 جريحاً في قصف طال عدة بلدات وقرى جنوبية، 12 منهم في استهداف مبنى في مدينة النبطية.
بدوره، كشف مكتب الإعلام الحكومي الفلسطيني تفاصيل جديدة عن مجزرة المواصي، مشيراً الى أن 22 شهيداً لم يصلوا المستشفيات بعد المجزرة، حيث "ذابت جثامينهم واختفت بسبب القنابل العملاقة" التي قصفت بها قوات الاحتلال الموقع الذي كان يضم خيماً تؤوي نازحين.
واقتحم الجيش الاسرائيلي بلدات ومدناً عدة في الضفة خصوصاً في الخليل ونابلس. ويأتي ذلك في حين كشفت القناة 12 الإسرائيلية أن قادة الأجهزة الأمنية حذروا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "من أن الوضع في الضفة الغربية على حافة الانفجار، وأن ذلك قد يؤدي إلى هجمات يُقتل فيها مئات الإسرائيليين".
وضمن جولة الصحف العربية اليوم:
تناولت صحيفة "الخليج" الاماراتية المجزرة البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في خانيونس. وقالت: "يشهد العالم كله أن الهجمات الإسرائيلية تجاوزت كل الأعراف والنواميس القانونية، وتسببت بكارثة إنسانية غير مسبوقة، ومع ذلك لا يواجهها المجتمع الدولي بما يلزم من مواقف حازمة وتفعيل لآليات المحاسبة المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات، فعدم إبداء مواقف مناسبة مع جرائم القتل الجماعية، يشجعها على ارتكاب مزيد من هذه الجرائم…".
وكتبت صحيفة "الراية" القطرية تحت عنوان "مجزرة خان يونس.. وصمة عار للإنسانيّة"، مشددة على أن "الحملات الانتقاميَّة، تهدفُ إلى اجتثاث الفلسطينيين من أرضهم، وتهجيرهم قسريًا تحت وقع المجازر المروعة، فالمسوغات التي يسوقها الاحتلال بوجود عناصر مسلّحة وسط خيام النازحين كاذبة، وتدعو للاشمئزاز، مع عجز المجتمع الدولي عن لجم الإجرام الإسرائيليّ..".
بدورها، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية "أنه على المجتمع الدولي والقوى الإقليمية، والدول المحبة للسلام، بذل مزيد من الجهد، لإنهاء اعتداءات الإسرائيل على الشعب الفلسطيني بغزة والضفة الغربية، والتصدي لمماطلات نتنياهو، وإصراره على اللعب بالنار. لأنه إذا لم يوضع حدّ للصراع الدائر فإن الأمر ينذر بحرب إقليمية شاملة لن ينجو منها أحد…".
وأوردت صحيفة "اللواء" اللبنانية، في مقال لها، "إن حل الدولتين بالنسبة للغاصب لا مكان له، من هنا فإن الشعب المسلوبة أرضه والذي يلقى تعاطفاً محليّاً وإقليمياً ودولياً من الرأي العام قلّ نظيره لن يكون أيضاً حل الدولتين هدفه"، موضحة "أن بداية الحرب على الضفة الغربية والإصرار على عدم وقف النار في غزة يعني التنفيذ العملي لأهم بنود صفقة القرن ولمقولة دونالد ترامب إسرائيل ضيقة المساحة وينبغي توسيعها".
من جهة آخرى، تطرقت صحيفة "الوطن" القطرية إلى الدعم القطري المتواصل لليمن، "من أجل تحقيق تطلعات شعبه في الأمن والاستقرار والتنمية"، موضحة أنه "يقوم على خطين متوازيين، يتمثل أولهما في دعم دولة قطر الكامل لجهود الوساطة لحل الأزمة، فيما يقوم الآخر على مساعدة الشعب اليمني الشقيق والتخفيف من معاناته الإنسانية…".
أما صحيفة "الأنباء" الكويتية، فأشارت الى أن "الملف الرئاسي ورغم أهميته، لا يتقدم في اليوميات اللبنانية على الحرب في الجنوب، والتي كرست أمراً واقعاً جديداً في تشرد عائلات عدة من بلدات وقرى المواجهة الحدودية، بعد تدمير القسم الأكبر من المنازل هناك، وصعوبة الحياة والعودة حتى لو توقفت الحرب، وما يستتبع ذلك من هجرة ونزوح داخل الوطن الواحد، لا قدرة للأفراد على تحملها، ولا إمكانات للدولة للمساعدة..".
وعن الانتخابات النيابية، ركزت صحيفة "الدستور" الأردنية على النتائج الملموسة وأبرز ما أفرزته. وقالت:"انتهى يوم الاقتراع، بكل نجاح وحُسن أداء، ولم تنته تبعاته بل على العكس بدأت بانتهائه مرحلة جديدة، تتسم بالكثير من الإيجابيات، برؤى مختلفة، لتبدأ مرحلة جديدة بحرفيّة المعنى، أوجدها المواطن بصوته وبنسبة مشاركة في الانتخابات جيدة، ليخطّ في الحبر الانتخابي سطراً جديداً في تاريخ الوطن إنجازاً وتميزاً..".
(رصد "عروبة 22")