صحافة

"المشهد اليوم"...الإسلاميون يتصدّرون انتخابات الأردن ومجازر المدارس تتواصل

تنوعت إهتمامات الصحف العربية الصادرة اليوم بين المشهد الدموي اليومي في قطاع غزة وتصاعد وتيرة عملية "مخيمات الصيف" في شمال الضفة الغربية وما نتج عنها من إرتفاع العمليات الموجهة ضد الإسرائيليين وآخرها عملية الدهس التي وقعت قرب "رام الله" وبين تواصل الضربات العسكرية العنيفة على جنوب لبنان.

ورغم سوداوية المشهد واتساع منسوب العنف وتدهور الأوضاع الانسانية، يستمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سياسته المعتادة بعرقلة أي تسويات مقترحة وتضييع الوقت فيما تحصد آلته الحربية العسكرية أرواح المزيد من المدنيين وآخرهم سقوط ما لا يقل عن 18 شهيداً، بينهم موظفون في وكالة "الأونروا"، جراء استهداف مدرسة تأوي نازحين في مخيم النصيرات، فيما ادعى الاحتلال أنه نفذ ضربة على مركز قيادة وسيطرة تديره "حماس".

ولفتت الجولة الميدانية لنتنياهو على الحدود الأردنية وتعهده بالعمل على إقامة "جدار حصين لمنع التهريب بالتنسيق مع الجيران"، زاعماً بأن "إسرائيل في خضم صراع متعدد الساحات تحتاج فيه إلى تأمين حدودها الشرقية مع الأردن". وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من عملية نفذها أردني وأدت إلى مقتل إسرائيليين في "معبر الكرامة".

على صعيد متصل، حذر المستشار الإسرائيلي السابق نمرود نوفيك، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من خطر حقيقي يهدد "اتفاقيات السلام" مع الدول العربية، بسبب ما وصفه بـ"جنون حكومة نتنياهو".

هذا وجددت حركة "حماس" تأكيدها بعدم وضع أي مطالب جديدة ورفض أي شروط مستجدة بالمفاوضات مع إسرائيل، وذلك عقب لقاءات أجراها وفد الحركة المفاوض في الدوحة وشملت رئيس المخابرات المصرية. فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه "لا ضمانات للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار شبه المتفق عليه، وهناك عقبات على طريق الهدنة"، على حدّ قوله.

وتترافق المفاوضات المتعثرة مع مواصلة الجيش الإسرائيلي حملة الإبادة في القطاع المحاصر واستهداف الأحياء السكنية والمدارس التي تؤوي نازحين. فيما تستكمل قواته حملتها على الضفة الغربية وسط تدمير ممنهج للبنية التحتية وتصعيد حملة الاعتقالات والاستهدافات حيث سجل استشهاد 5 شبان في قصف على طوباس، التي شهدت اقتحاماً واسعاً لأطرافها وأحيائها.

كما نفذ الاحتلال عمليات هدم واسعة غربي مدينة القدس المحتلة وشرقها. ووفق المعطيات الرسمية، فقد تم رصد 138 اعتداءً فيما قتل 68 فلسطينياً بالقدس واعتقل 1711 إلى جانب تنفيذ 307 عمليات هدم منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023. على صعيد آخر، اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جنديين وإصابة 7 آخرين جراء تحطم مروحية خلال مهمة إنقاذ جندي مصاب في رفح جنوبي القطاع . 

وعلى جبهة جنوب لبنان، كثّف الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاته حيث نفذ أحزمة نارية في أقضية مرجعيون والنبطية وصور، زاعماً استهداف منصات وبنى تحتية وصواريخ تابعة لـ"حزب الله". وكان الحزب قد نعى اثنين من مقاتليه، لترتفع الحصيلة الى 422 مقاتلاً منذ بدء العمليات في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

من جهة آخرى، حصد حزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسي لـ"الإخوان المسلمين"، على 31 مقعداً في البرلمان الأردني من أصل 138، في نتيجة غير مسبوقة منذ أكثر من ثلاثة عقود. وقد أرست تداعيات الحرب المستمرة في غزة الى جانب الاوضاع الحياتية والمعيشية التي يعيشها الشعب الأردني بثقلها على الإنتخابات.

إلى ذلك، بدأ الرئيس الإيراني مسعود بزشيكان زيارة إلى بغداد حيث التقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أول زيارة خارجية له منذ انتخابه في يوليو/تموز الماضي. وتصدرت المحادثات الحرب على غزة وسبل تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والأمنية.

وضمن جولة الصحف العربية اليوم:

قالت صحيفة "الأهرام" المصرية إن "الاعتداء على سيادة الدول لم تكن يوماً في العقيدة العسكرية لجيشها"، مشيرة إلى أن "القاهرة هي بطلة ملحمة الصبر الاستراتيجي في كل علاقاتها الدبلوماسية مع العدو ومع الصديق، وعندما تعلن اقتراب نفاد صبرها، فإن هذا يعني أن الخطوة التالية لا مجال فيها سوى استخدام كل الخيارات، وهي "قوة الحليم إذا غضب"، والشعب المصري تراكم بداخله غضب عظيم بسبب ما يجري لأشقائنا الفلسطينيين، وإذا انفجر بركان الغضب المصري سيزلزل العالم كله".

ألمحت صحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أن "التهويل الإسرائيلي اليومي بالحرب على لبنان وعرض السيناريوهات المختلفة، سواء بتدمير ممنهج للمناطق القريبة من الحدود، أو بمحاصرة الجنوب من خلال فصله عن بقية المناطق ميدانيا عبر عمليات أو هجمات مختلفة أو غيرها من الخطط التي يتناوب على إطلاقها قادة عسكريون أو مدنيون وفقا لتطورات الميدان لن يبدل في مسار الأمور المستقرة على "قواعد الاشتباك" القائم نحو سنة، وان شهدت العمليات الحربية تطوراً في الغارات الإسرائيلية برفع وتيرتها".

وفق صحيفة "اللواء" اللبنانية، فإن "مؤشرات ووقائع انتهاء الحرب على غزّة لا تبدو قريبة، بعدما عطل نتنياهو، جميع الجهود لوقف هذه الحرب، وآخرها مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن"، متحدثة عن "تدرجه المتواصل في خلق الذرائع التي تعيق التوصل إلى صفقة وقف اطلاق النار وتبادل الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين والاجانب والمعتقلين الفلسطينيين، ما يعطي انطباعا واضحا، بأن هدف إطالة هذه الحرب، هو بلوغ موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية".

بدورها، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية تحت عنوان "اليوم التالي للمناظرة الأميركية" أن القضايا الداخلية هي التي تحسم دائماً نتائج السباق إلى البيت الأبيض، أما هذه السنة، فإن الوضع في الشرق الأوسط والصراع الدائر في أوكرانيا سيلقيان بثقلهما على الأجواء الانتخابية". وأضافت: "تختلف الإدارات الأمريكية كثيراً في أجنداتها السياسية الداخلية، لكن سياسة الولايات المتحدة الخارجية لن تختلف في المستقبل سواء فازت هاريس أو عاد ترامب، لكن المختلف أن العالم لم يعد كما كان في السابق".

من جهة آخرى، لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أن الدوحة تخطط لاستقبال 6 ملايين زائر بحلول عام 2030، بهدف رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي ومضاعفة التوظيف في القطاع الفندفي، وجعل قطر واحدة من الوجهات السياحية الأسرع نمواً في الشرق الأوسط.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن