صحافة

"المشهد اليوم"... "دولة فلسطين" في الأمم المتحدة ومخاوف من تمدّد الحرب

مؤشرات وتطورات سياسية عكستها عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم حيث سلطت الضوء على المساعي الديبلوماسية لخفض منسوب التوتر في المنطقة التي تعيش على فوهة بركان مع استمرار تداعيات حرب غزة التي ستدخل عامها الأول الشهر المقبل.

وبينما تتصدر القضية الفلسطينية المشهد السياسي العام، إذ سجلت الساعات الأخيرة لحظة وُصفت بـ"التاريخية" تمثلت بتسلّم فلسطين مقعدها رسميًا في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث جلس مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور أمس على مقعده أمام لافتة كُتب عليها "دولة فلسطين"، تتجه الانظار ميدانيًا إلى جبهة الجنوب اللبناني مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية وسقوط المزيد من الضحايا في بلد يعيش أزمات سياسية واقتصادية متتابعة. ودخلت الولايات المتحدة الاميركية على خط التهدئة عبر زيارة لم تكن مقررة سابقًا سيقوم بها المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل لحضها على لجم التوتر والامتناع عن أي عمل عسكري واسع في لبنان ما يمكن أن يؤدي إلى حرب متعددة الساحات.

وكان لافتاً اليوم ما نقلته صحف اسرائيلية عن مصادر أمنية تأكيدها أن قوات النخبة نفذت عملية بريّة في سوريا، ليل الأحد - الإثنين الماضي، حيث تسللت إلى منشأة أمنية تابعة للحرس الثوري الايراني في مصياف بريف حماه غربي سوريا بالتزامن مع الغارات الجويّة التي أسفرت عن مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 40، ووصفت بأنها الأعنف منذ سنوات.

واذ أشار موقع "أكسيوس" إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اطلعت على تفاصيل العملية التي هدفت الى تفجير منشأة عسكرية كان الإيرانيون قد صمموها بالتنسيق مع "حزب الله" داخل جبل في مصياف لحمايتها من الغارات الاسرائيلية. أفادت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية بأن قوات "الكوماندوز" استولت على أجهزة ومواد من المنشأة قبل أن تنسحب منها.

وتحدثت التقارير عن أن المجموعة الاسرائيلية قبضت على اثنين إلى أربعة إيرانيين. فيما نفت الخارجية الإيرانية استهداف مركز مرتبط بها في سوريا، معتبرة أن "محاولات إسرائيل ربط أي حدث في الأراضي المحتلة الفلسطينية بإيران هي محاولات للهرب من الحقيقة".

وفي ملف المفاوضات المتعثرة، وضع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكرة مجدداً في ملعب حركة "حماس" متنصلاً من أي مسؤولية عن العرقلة، اذ دعا إلى "ممارسة ضغوط أكبر على الحركة لقبول مقترح اتفاق جديد في غزة". فيما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استمرار جهود بلاده مع قطر والولايات المتحدة، لتعزيز فرص التهدئة من خلال التوصل لاتفاق بإطلاق سراح الأسرى ووقف إطلاق النار بشكل فوري، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية وإيقاف التصعيد الإقليمي.

بدوره، دعا رئيس حزب "العمل" الاسرائيلي يائير غولان زعماء المعارضة إلى "الترفع عن الاعتبارات الشخصية والتحرك المنسق لتغيير الحكومة" وذلك على وقع توالي الاستقالات العسكرية، حيث أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية الى استقالة قائد الوحدة 8200 في شعبة الاستخبارات العسكرية العميد يوسي شاريئيل، وقائد الشرطة الإسرائيلية في الضفة الغربية اللواء عوزي ليفي.

وفي التطورات الميدانية، قال المفوض العام لوكالة "الأونروا" فيليب لازاريني إن "قطاع غزة يشهد يوماً بعد يوم قتلاً عبثياً لا ينتهي"، مشيراً إلى أن "220 على الأقل من موظفي الوكالة استشهدوا منذ بداية هذه الحرب".

وأعلنت "منظمة الصحة العالمية" عن أكبر عملية إجلاء شملت 97 مريضاً ومصاباً من قطاع غزة، مشددة على أن ربع الأشخاص - أي 22 ألف شخص- من الذين أُصيبوا في الحرب يعانون "إصابات مغيّرة للحياة".

وفي حين يستكمل الاحتلال مخططاته العسكرية في شمال الضفة الغربية وسط عمليات تجريف واسعة للبنى التحتية وفرض حصاراً مشدداً، الى جانب إعاقة عمل الأطقم الصحفية والطبية وسيارات الإسعاف. ارتفع عدد شهداء الضفة إلى أكثر من 700، إضافة إلى نحو 5700 مصاب، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفق مؤسسات رسمية فلسطينية.

وفي الجنوب، اشتعلت الجبهة مجدداً حيث نفذ جيش الاحتلال عددًا من الغارات على القرى الحدوديّة اللبنانية والتي أدت الى مقتل 3 أشخاص واصابة آخرين، فيما قصف "حزب الله" المستوطنات والبلدات الإسرائيلية.

وفي جولة الصحف العربية الصادرة اليوم:

تحت عنوان "حدود مصر الملتهبة"، كتبت صحيفة "الأهرام" المصرية "ربما للمرة الأولى في التاريخ المعاصر، تواجه الدولة المصرية هذه التحديات في وقت واحد، فجميع الحدود ملتهبة، وتفجرت في وقت متزامن وما زالت الأوضاع مرشحة للانفجار أكثر، سواء في غزة والسودان وليبيا والقرن الإفريقي وتحديداً إثيوبيا التي تُلحق الضرر بأكثر من 100 مليون مصري"، مشددة على أن "الأمن المائي ليس الأمن القومي، فحسب ولكن هو مسألة وجودية "حياة أو موت" وكل ذلك يفرض على الدولة بكامل مؤسساتها اتخاذ الخطوات التي من شأنها ضمان مصالح مصر العليا".

وكتبت صحيفة "الراية" القطرية أنه "مع اقتراب العدوان الوحشي على قطاع غزة من عامه الأول نعيش حالة عجز وفشل دولي تجاه القضية الفلسطينية ومأساة غزة، فالنظام العالمي يُحتضر والعالم مُهدد بحدوث حروب إقليمية شاملة وشيكة طالما تواصل إسرائيل إجرامها في غزة دون رادع".

من جهتها، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مصادر سياسية إشارتها الى أن تجنب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخوض في تفاصيل ملف النازحين "يعود لعلمه أنه متروك لمساعي اللجنة الخماسية والجهد الداخلي"، موضحة "أن الحراك الجديد قائم بناء على ما تم التفاهم عليه من اتصالات فرنسية - سعودية لناحية الانطلاق مجددا نحو البحث عن ثغرة تسمح بجعل الملف أكثر ليونة دون اقفال الباب امام ما طرح من مساعٍ داخلية".

وأوردت صحيفة "الأنباء" الكويتية نقلاً عن مصادر نيابية بارزة بأن تحرك سفراء "الخماسية" يأتي قبل الاجتماع المقرر لهم، بعدما أعطوا مهلة واسعة لبلورة المواقف السياسية اللبنانية بهدف وضع خطة تحرك تمكنهم من إحداث خرق ما في الملف السياسي اللبناني، ولعدم تكرار التجربة السابقة، حيث كانت المراهنة على قبول الأطراف بتحركهم لما يمثلون من قوى إقليمية ودولية".

ولفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية الى أن "احتمالات التصعيد تتنامى وتتزايد، وهناك كلام جدي عن اقتراب لحظة الحماوة، طالما أن الإدارة الأميركية لم تنجح في فرض وقف إطلاق النار على الإسرائيليين، وبالتالي هناك إمكانية متقدمة لفشلها أيضاً في منع التصعيد تجاه لبنان، خصوصاً أن هذا التصعيد يلقى تأييداً وتحفيزاً لدى المعارضة الإسرائيلية وداخل الحكومة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن