صحافة

"المشهد اليوم"...جهودٌ أميركية لوقف التصعيد وشبح المجاعة يهدّد سكان غزّة

لا تزال التطورات العسكرية في قطاع غزة وشمالي الضفة الغربية وجبهة جنوب لبنان تحظى بإهتمام الصحف العربية الصادرة اليوم وسط انتظار ما ستؤول اليه مباحثات مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط آموس هوكشتاين مع المسؤولين الاسرائيليين، حيث يحمل رسالة أميركية واضحة ومفادها منع التصعيد لما سيكون له من تداعيات على المنطقة برمتها.

فالواقع المأزوم عسكرياً وميدانياً يترافق مع جهود سياسية لم تنضج بعد للوصول الى هدنة أو تسوية في قطاع غزة مع إستمرار الحرب التي قضت على كل مقومات الحياة الانسانية وسط تحذيرات من عودة شبح المجاعة إثر توقف معظم المخابز عن العمل بسبب منع إسرائيل إدخال الوقود والمواد الخام اللازمة لإنتاج الخبز.

وعلى وقع تحذيرات من "شتاء كارثي" في القطاع المحاصر، أظهرت بيانات البنك الدولي عن فقدان أكثر من مليون شخص منازلهم وتعرض ما يقرب من 90% من المرافق الصحية إلى دمار كلي أو جزئي، كما دمرت المدارس والبنية التحتية لقطاع غزة الذي تحول إلى أكبر منطقة ركام في العالم.

عسكرياً، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط آموس هوكشتاين سيقدم خلال زيارته اليوم مقترحاً جديداً في محاولة لتحييد جبهة لبنان عن جبهة غزة ومنع تدهور الأوضاع نحو حرب شاملة. إلا أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يصرّ على المضي قدماً بخططه للتوسع والتصعيد شمالاً، حيث نقلت مواقع عنه قوله إنه سيستبدل وزير الدفاع يوآف غالانت "إذا عارض توسيع الحرب".

وبرز أمس إلقاء مناشير فوق منطقة الوزاني - جنوب لبنان، مطالبة بإخلاء المنطقة من السكان والنازحين السوريين وسط تضارب في تحديد الجهة المسؤولة عن ذلك. وجاءت عملية إلقاء المناشير على وقع الاستعداد الاسرائيلي لتوسيع العملية العسكرية ضد لبنان ووضع عنوان "إعادة سكان الشمال" كملف رئيسي على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية، بما يسمح بعودة مئة ألف من سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع لبنان.  

وقد سبق وصول هوكشتاين سقوط صاروخ باليستي أطلقته حركة "أنصار الله" الحوثية قرب مطار بن غوريون بوسط إسرائيل وسط ترحيب الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة "حماس" التي وضعت العملية في إطار "الرد الطبيعي على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".

بدوره، قال نتنياهو "إن جماعة الحوثي اليمنية يجب أن تدرك أنها ستدفع ثمناً باهظاً عن أي هجوم على الأراضي الإسرائيلية". وأضاف: "نحن في معركة متعددة الجبهات ضد محور الشر الإيراني الذي يسعى لتدميرنا". وبحسب موقع "واللا"، فإن الحوثيين غير قادرين على تصنيع الصواريخ الباليستية محلياً، بل يعتمدون على الدعم الإيراني في هذا الشأن. وذكرت أن الصاروخ الذي أُطلق (طوفان) هو نسخة من الصاروخ الإيراني "قادر"، الذي يعتبر بدوره نسخة مطورة من الصاروخ "شهاب 3".

وفيما أشارت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إلى إجراء تدريبات طوارئ في حيفا تحاكي سيناريوهات مختلفة كاندلاع حرب على "الجبهة الشمالية" مع لبنان، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة تردّد صداها في أرجاء منطقتي النبطية وإقليم التفاح. في المقابل نفذ "حزب الله" عدداً من العمليات ضد مواقع إسرائيلية مستخدماً الصواريخ والطائرات المسيّرة.

إلى ذلك، اقتحم الجيش الاسرائيلي عدة بلدات فلسطينية في الضفة الغربية حيث اندلعت مواجهات عنيفة، بينما منعت قواته سكان الخليل من الوصول إلى الحرم الابراهيمي لإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف.

ونستعرض ضمن جولة الصحف اليوم:

رأت صحيفة "الرياض" السعودية أن "الشرق الأوسط اليوم أمام تحديات كبرى، فأميركا لن تتوقف عن محاولاتها الدائمة للعودة إلى رأس الطاولة ولن تتراجع عن دعم إسرائيل في منطقة تغرق بالأزمات السياسية والعسكرية"، مشيرة إلى أن "الشرق الأوسط محاصر بالأزمات ولا يمكن تغييره بالنسبة لأميركا التي لا تستطيع مغادرته، فهذه المنطقة تتحول وبشكل تدريجي إلى شاهد تاريخي على التراجع الأميركي العالمي سياسياً وعسكرياً".

ووفق صحيفة "الخليج" الاماراتية، فإن "الحرب في قطاغ غزة ليست في وارد الانتهاء، بل ربما تستمر شهوراً أخرى دون التوصل إلى حل، وستستمر المجازر، لأن وقفها يعني عملياً نهاية الحرب حتى دون إعلان ذلك مع افتقار الجيش الإسرائيلي لأهداف عسكرية حقيقية، خصوصاً أن الولايات المتحدة غير جادة بممارسة ضغط حقيقي لإنهاء الإبادة الجماعية التي تنفذ بقنابلها، وهي الوحيدة القادرة على وضع حد لنتنياهو وعصابته".

واعتبرت صحيفة "النهار العربي" أن "نتنياهو يتصرف من موقع المتفوق سياسياً في الداخل والمتحدي لمطالب بايدن بوقف النار في غزة. وهذا ما يضع مهمة هوكشتاين الجديدة على المحك. وأقصى ما يمكن أن يقدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي هو عدم نقل التصعيد إلى مستوى الحرب الشاملة". لكنها أشارت إلى أن "الحسابات الإسرائيلية قد تتغير في أي لحظة وفقاً للسياقات الإقليمية".

نقلت صحيفة  "الأنباء" الكويتية عن مصادر قولها: "إن التهديد الإسرائيلي بالتصعيد يهدف إلى ممارسة ضغوط من أجل التوصل إلى تسوية على الحدود اللبنانية"، لافتة إلى أنه "إضافة إلى التلويح بالحرب، تكثف إسرائيل غاراتها على مختلف مناطق الجنوب، بهدف توسيع المنطقة المحروقة التي تصفها بالعازلة في الضفة الآخرى من حدودها الشمالية".

في سياق مختلف، تناولت صحيفة "الأهرام" المصرية الزيارة التي قام بها رئيس المخابرات العامة الوزير عباس كامل مع شخصيات وزارية آخرى بما "يعكس اهتمام مصر بالتشاور مع دول المنطقة حول التطورات التي تشهدها، لاسيما فيما يتعلق بالتهديدات التي تتعرض لها حركة الملاحة فى البحر الأحمر، إلى جانب الأزمة التي تعصف بالسودان، والتحديات التي تواجه الصومال، حيث بدا أن ثمة توافقاً حول ضرورة استعادة الحركة الطبيعية للملاحة البحرية والتجارة الدولية في البحر الأحمر، وتأكيد ضرورة الحفاظ على دولة المؤسسات في السودان، وحماية وحدة الأراضي الصومالية"..

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن