صحافة

"المشهد اليوم"... إيران ترد على إغتيال هنية ونصرالله وإسرائيل تتوعّد برد قاسٍلبنان بين غياب المبادرات الديبلوماسيّة والنزوح المتزايد

تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الردّ الإيراني على إسرائيل ضمن ما أسمته "الوعد الصادق 2" والذي يأتي بعد قرابة شهرين على اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران وأكثر من أسبوع على عملية الضاحية الجنوبية لبيروت التي أودت بحياة الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله.

وفيما تسارعت وتيرة التصريحات الاسرائيليّة المهددة برد قاسٍ حتى "تدفع إيران الثمن" وذلك على وقع تنديد أميركي وبريطاني بالعملية مع التشديد الغربي على "الإلتزام الثابت" بحق إسرائيل الكامل بحماية نفسها، تسبب إطلاق إيران أكثر من 200 صاروخ باليستي خلال نصف ساعة على إسرائيل مستخدمة للمرة الأولى "صواريخ فتّاح" الفرط صوتية، في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، بينما هرع ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ بعد دوي صفارات الإنذار في مختلف أنحاء إسرائيل، مع الإشارة إلى أن طهران أبلغت الولايات المتحدة الأميركية وروسيا بالعملية قبل القيام بها.

واذ أعلن الحرس الثوري الإيراني عن استهداف 3 قواعد عسكرية إسرائيلية وتحقيق الأهداف الموضوعة، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ الهجوم الصاروخي الإيراني "قد فشل"، مهدداً طهران بأنها "ارتكبت خطأ كبيراً وستدفع ثمنه". وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أمر "بمساعدة الدفاعات الإسرائيليّة" في صدّ الصواريخ الإيرانية. وجدد التأكيد على وقوف الولايات المتحدة ودعمها بالكامل لإسرائيل وحقها.

بدوره، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الذي يبدأ زيارة رسمية إلى قطر اليوم لبحث المستجدات، أن الهجوم "كان دفاعاً عن مصالح إيران ومواطنيها وليعلّم نتنياهو أن طهران ليست دولة محاربة، لكنها تقف بحزم في وجه أي تهديد".

وبالتزامن مع الرد الايراني، نفذ فلسطينيان من الخليل عملية إطلاق نار في مدينة يافا. قُتل، على اثرها، 8 إسرائيليين وأصيب 14 آخرين بجراح متفاوتة. وتُعدّ هذه أكبر عملية تشهدها تل أبيب منذ الانتفاضة الثانية عام 2000. في وقت أعلن الحوثيون عن تنفيذ 3 عمليات عسكرية في البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهادي، استهدفت سفينتين إحداهما نفطية بريطانية تعرضت لإصابة بالغة، وهو ما اعترفت به وكالة أمن بحري بريطانية.

وقبيل الهجوم بعدة ساعات، قامت الطائرات الإسرائيلية باستهداف عدد من المواقع العسكرية التابعة لقوات النظام السوري، والتي تضم رادارات ومنظومات انذار مبكر في السويداء ودرعا، والتي تُستخدم من قبل قوى الدفاع الجوي لرصد الأهداف الجوية المشبوهة.

لبنانياً، تستمر العمليات العسكرية دون توقف حيث واصل الاحتلال تدمير الضاحية الجنوبية لبيروت بعدما شن غارات مكثفة طوال ليل أمس. في وقت تشهد بلدات وقرى جنوبية وبقاعية ضربات عنيفة أدت الى سقوط 55 شخصا وإصابة 156 آخرين بجروح في مناطق مختلفة من لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.

إلى ذلك، تضاربت المعلومات الاعلامية حول هوية المستهدفين في الغارتين الجويتين اللتين استهدفتا أطراف الضاحية الجنوبية بعد ظهر أمس. وكان الناطق باسم الجيش الاسرائيلي زعم أن إحداها قتلت ذي الفقار حناوي، قائد فرقة "الإمام الحسين" في حزب الله التي تضمّ، وفق قوله، مقاتلين من جنسيات مختلفة وتنشط ضد إسرائيل. أما الغارة الثانية فقتلت محمد جعفر قصير (المُدرج على قوائم العقوبات الأميركية منذ عام 2018) وهو قائد الوحدة 4400 المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من إيران ووكلائها إلى "حزب الله" في لبنان. ولم يؤكد الحزب هذه المعطيات حتى الساعة.

وعلى وقع دعوة الجيش الإسرائيليّ سكّان أكثر من 20 بلدة حدوديّة في جنوبي لبنان إلى "إخلاء منازلهم وترك قراهم فورًا"، مع الإعلان الرسمي عن الشروع بعملية توغل بري "محدودة" داخل الأراضي اللّبنانيّة. أطلق "حزب الله" صليات صاروخية من نوع "فادي ٤" على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكريّة 8200، ومقرّ الموساد بضواحي تل أبيب".‏

ومع تزايد حركة النزوح وسط تخبط حكومي رسمي وغياب خطط الطوارىء الملائمة، عبر نحو 240 ألف شخص من لبنان إلى سوريا. وغداة هذه التطورات، يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً اليوم، الأربعاء، لمناقشة الهجوم الإيراني المباشر الثاني على إسرائيل خلال أقل من 6 أشهر. في وقت دعت جامعة الدول العربية الى اجتماع طارئ، غداً، الخميس، على مستوى المندوبين الدائمين، لمناقشة الأوضاع في لبنان.

وتقترب الحرب في قطاع غزة من عامها الأول دون أن تنجح الوساطات في وقف الحرب الدائرة على وقع مواصلة الإحتلال إرتكاب أفظع المجازر وآخرها فجر اليوم بعد استهداف ما لا يقل عن 4 مراكز لإيواء النازحين في مدينة غزة ومخيم النصيرات وسط القطاع وخان يونس جنوباً.

ونستعرض أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم:

رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن الحرب في لبنان "ستكون طويلة وقاسية ولن تكون محدودة، كما تروّج إسرائيل، لأنها تتعلق بإرادتين متضادتين أو متعاكستين. فإسرائيل تعتقد أنها ستكون نقطة تحول تاريخية على صعيد المنطقة، وفي ضوء نتائجها، سيتحدد ما إذا كان بإمكانها تغيير الواقع على صعيد الشرق الأوسط كله، يقابله إصرار من الجانب الآخر، على إفشال هذه المخططات، والإبقاء على التوازنات القائمة بين الجانبين منذ سنوات طويلة".

وأشارت صحيفة "الراية" القطرية إلى أن "التحدي الذي يواجه إسرائيل هو قدرة "حزب الله" المستمرة "حتى الآن" على إطلاق صواريخ بعيدة المدى تستهدف شمال إسرائيل"، معتبرة أنه في حال "استمر القتال، فمن المحتمل أن يتسع نطاق الصراع ليشمل قوى إقليمية أخرى، مثل إيران، مما يعقد الحسابات العسكرية والسياسية".

وفق صحيفة "الدستور" الأردنية، فقد "أدخل الكيانُ الإسرائيلي الإقليمَ وأدخل نفسَه، في حلقة نار ودمار جديدة، ساحتها لبنان وبعض سورية، إضافةً إلى حلقتي النار الدائمتين، اللتين يضرمهما الكيان الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة". وخلصت إلى أن "لا جديدَ من كيانٍ قائم على العسكرة والغزو والتوسع وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية".

بدورها، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أننا "أمام مستقبل جديد ينتظر منطقة الشرق الأوسط حيث تغيب فيه التحديات الأمنية والعسكرية والمسلحة، وتتصاعد فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تؤدي تدريجياً لبروز وتصاعد مطالب جديدة من شأنها أن تؤثر على وحدة المجتمعات".

وكتبت صحيفة "الأهرام" المصرية تحت عنوان "الوعي ثم الوعي" متحدثة عن التحذيرات التي أطلقتها القاهرة "منذ اليوم الأول لحرب غزة، لاسيما لجهة خطورة اتساع نطاق الصراع، وتحوله إلى حرب إقليمية شاملة، بظل تقاعس المجتمع الدولي الفاضح عن وضع حد للانتهاكات، بل للجرائم الإسرائيلية، التي ترتكب ضد شعوب المنطقة، تحت ذريعة "الدفاع عن النفس".

أما صحيفة "الأنباء" الكويتية فنقلت عن مصدر نيابي تأكيده أن "الجهات الرسمية اللبنانية تلقت معلومات تفيد بأن نتنياهو لن يتوقف قبل ان يفرض أجندته على لبنان وعزله عن محيطه"، مؤكدة "أن حكومة نتنياهو وضعت سقفاً للهجوم على لبنان حتى نهاية السنة الحالية، لفرض التسوية التي تريدها".

في سياق متصل، شددت صحيفة "اللواء" اللبنانية على أن "الهجوم الصاروخي الإيراني، على كثافته، جاء ضمن قواعد الإشتباك المعمول بها حتى الآن، حيث حرصت طهران على إبلاغ واشنطن مسبقاً بالضربة، والإدارة الأميركية قامت بدورها في إبلاغ تل أبيب، مما يُفترض أن الإسرائيليين أخذوا الوقت الكافي للاستعداد لمواجهة هذا الرد، وبالتالي محاصرة خسائره في أضيق نطاق ممكن".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن