ويُشيرُ التَّقريرُ (2020) إلى أنَّ ما يقرب من 26.9٪ من الشَّباب الذين تَتراوَح أعمارُهم ما بين 15 و24 عَامًا، عاطِلون عن العملِ في شَمالِ أفريقيا، في حين يَبْلُغُ إجْمَالي البَطالةِ ما يقترب من 10.5%. وفي ما يتعلَّقُ بالدُّولِ العربيَّة، بَلَغَت نِسبةُ البَطالةِ نحو 10% وِفقَ تقديراتِ البنك الدَّولي، وهو ما يُمَثِّلُ نحوَ ضُعْفَيْ مُعَدَّلِ البَطَالَة في العَالم (البنك الدَّولي، 2018).
وقد سُجَّلَت أعْلى مُعدَّلاتٍ في اليَمَن ثم سوريا، نتيجةً لظُروفِ عدمِ الاستِقرار الّتي يمرُّ بها البَلَدَان، وسُجَّلَت أعْلى أعداد العَاطِلين في سوقِ العَمَل في السّودان عام 2018 بحوالى 10.3 ملايين عاطِل بِحِصَّةٍ تبلغُ نحو 36.3% من إجمالي عددِ العاطِلين عن العملِ في الدّول العربيَّة، تَليها اليَمَن بِحِصَّةٍ تبلغ 16.7% والعِراق بـ16.5% ثمَّ مصر بِحِصَّةٍ تبلغُ 10.2%.
النَّفط والغَاز يلعبان دورًا رَئيسيًّا في تعزيز التَّشَابُكَات الاقتصَاديَّة التي تُعزِّز التَّنميَة الإقليميَّة
وفي ما يتعلَّقُ بأوضاعِ الفَقْرِ في الدّول العربيَّة، يُبَيِّنُ التَّقرير تطوُّرَ مؤشِّراتِ الفقْر ٍوفق خطِّ الفقْر الدَّولي (1.9 دولارًا في اليوم) ارتفاعًا بشكلٍ ملْحوظٍ في السَّنوات السَّابِقة خصوصًا بعد الأوضاعِ غيْر المُؤاتيَة التي مرَّ بِها بعضُ الدّول العَربيَّة منذ عام 2010، ويُمَثِّلُ هذا الارتفاعُ اتِّجاهًا استثنائيًّا مُقارنةً بِمساراتِ مؤشِّراتِ الفقْر في مناطقَ أخرى، وقَدَّرَت اللِّجانُ الاقتصَاديَّة والاجتماعيَّة لغربي آسْيَا (إسكوا) أنَّ 11.5% من سُكَّانِ المِنطقَةِ كانوا تحْت خطِّ الفقْر الدَّولي في عام 2019 مُقارنةً بنسبةِ 8% في عام 2015.
أما بالنسبة لمُستَقبل التَّعاوُنِ في خُطوطِ النَّفطِ والغاز والرَّبْط الكَهرَبائي، فإنّ النَّفط والغَاز يلعبان دورًا رَئيسيًّا في تعزيزِ التَّشَابُكَاتِ الاقتصَاديَّة التي تُعزِّزُ التَّنميَةَ الإقليميَّة، وتُعَدُّ المَوَارِدُ الطّبيعيَّة المَصدرَ الثّاني من مَصادِر قوَّة النّظام العَربيّ بعْد المَوْقِع الجُغرافيّ، حيثُ تَمْلُكُ المِنْطَقَةُ العَرَبِيَّةُ إمكاناتٍ هائلةً مِن هذِه المَوَارِد، من حيثُ الإنْتَاجِ أو الاحتيَاط، فهيَ تحتلُّ مواقعَ مُتقدِّمةً من إنتاجِ النَّفط والغَاز والحَديد والفوسْفَات وغيْرِها مِن المَعادِن التي تقومُ عليها الصِّناعَاتُ الحَديثَة، وإنْ كانَ المَوْرِدُ الأهمُّ بيْنَها هو النَّفط، إذْ إنَّ نِسْبَةَ احْتِيَاطي النَّفْطِ المُؤَكَّدِ إلى الاحْتِياطي العَالَمي للدُّولِ العَربيَّة تَبْلُغُ 55.2% من الاحتِيَاطي العَالمي البالغ 1304 مليارات برميل عام 2021، و26.5% من احتياطي الغاز. ومن حيث الإمكانَات مِن النَّفطِ والغَاز، تُمثِّل هذه الثَّرْوَة الموضوعَ الرَّئيسي لعلاقاتِ الدُّول العربيَّة بِغيْرها.
قبْلَ تحليلِ دورِ النَّفطِ والغَاز في رَسْمِ العَلاقاتِ الدَّوليَّةِ ومُستقبلِ المِنطقَة، لا بُدَّ مِن أن نُحَدِّدَ العَوَامِلَ أو المُتغيِّراتِ الّتي تُحدِّدُ أسعارَ النَّفط عالميًّا وهي: الإنْتَاج (العرْض)، الطَّلب العَالمي، الاحتياطي من النَّفط، الجُغرافيا السِّياسِيَّة Geopolitics ومُعدَّل النُّموّ العَالمي. من ناحيةٍ أخرى، يجبُ أن نُشَخِّصَ أكبر 10 دول تُنْتِجُ النَّفطَ عَالميَّا، لأنَّها تلعبُ دَوْرًا رَئيسيَّا في رَسْمِ مُسْتَقْبَلِ العلاقاتِ الاقتصاديَّة والسِّياسِيَّة الدَّوليَّة، وهي أميركا التي تُنتجُ تقريبًا 16.49 مليون بَرْميل، تليها روسيا 10.68 ملايين برميل، ثُمَّ السُّعوديَّة بـ10.66 ملايين برميل، وكندا 5.4 ملايين برميل، والصّين 4.07 ملايين برميل، ثُمَّ العِراق، الإمارات، البَرازيل، إيران والكويت.
وفي ما يَتَعَلّقُ بِالرَّبْطِ الكَهربائي، فإنَّ البَرنامجَ الزَّمني الشَّامِل الذي تَتبنَّاه الدُّوَلُ العَربيَّة يُحَدِّدُ عددًا مِن المَراحلِ تنتهي في العام 2038 لتَصْميمِ السّوقِ العربيَّةِ المُشْتَرَكَةِ للكَهرباء وتوْسيع اختِصاصِها للوصولِ إلى شبكةِ كَهرَباء عربيَّة ذات رَبْطٍ كهربائي فعَّال وتَزَامُنٍ كَامِل، إذْ إنَّ هذه المَراحل الانتقاليَّة عَدَا عن المَرْحلَةِ التَّأسيسيَّة (2010 - 2018) المُتعلِّقةِ بالأسْواقِ الإقليميَّةِ القَائمَة، تَشْمَلُ المرْحلة الانتقاليَّة الأولى (2019 – 2024) ويُخَطَّطُ لِلانتِهاءِ مِنها بوَثَائِق حَوْكَمَةِ السّوق العربيَّة المُشْتَرَكَةِ للكَهْرَبَاء، والمُوافقَة على الاتِّفاقيَّة العَامَّة المُتَضَمِّنَةِ لأهدافِ السّوق والمَبادِئ الاسْتِرشَادِيَّة لتَطويرِ السّوق وتَشكيلِ مُؤَسَّسات السّوق وأدوارِها ومَسْؤوليَّاتِها، إضافة إلى اتفاقيَّةِ السُّوقِ العَربيَّة المُشْتَرَكَة.
المرحلة النهائية للربط الكهربائي تنطوي على الوصول إلى شبكة عربيَّة مُتزامِنة ومُترابِطة عام 2037
وتشمل المَرْحَلَةَ الانتقاليَّةَ الثّانيَةَ (2025 - 2031) توْسيعَ اختِصاصِ السّوقِ الإقليميَّة وسيتمُّ خلالَها التَّركيزُ على فَصْلِ مُشَغِّلِي نُظُمِ النَّقْلِ الإقليميَّة، واستحداثُ المُنافَسَةِ على مُستوى الجُملة. وتَتَعَلَّقُ المرحلةُ الانتقاليَّةُ الثَّالثَة (2032- 2036) بالتَّصميمِ النِّهائي للسّوقِ العَربيَّةِ المُشتَركَةِ للكهرباء، وسَيَتِمُّ خلالَها التَّركيزُ على التَّنافُسِ الكامِل في مبيعاتِ الجُملة مع دعمٍ من أسْوَاق مُتَعَدِّدَة. أمّا المرحلةُ النِّهائيَّةُ (2037 - 2038) فَتنْطَوي على تحقيقِ تكاملِ السّوق العربيَّة المُشتركة للكهرباء والوصولِ إلى شبكةٍ عربيَّةٍ للكهرباء مُتزامِنةٍ ومُترابِطةٍ تمامًا.
لقراءة الجزء الأول
(خاص "عروبة 22")