صحافة

هل نحتاج الانضمام للبريكس؟

عبد اللطيف المناوي

المشاركة
هل نحتاج الانضمام للبريكس؟

إعلان سيريل رامافوزا، رئيس جنوب إفريقيا، أن قادة دول مجموعة بريكس قرروا دعوة الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات لتصبح أعضاء في المجموعة. هو تطور مهم سواء للمجموعة ككل أو لكل دولة من الدول المنضمة حديثًا.

الغرض هنا ليس تكتلًا للمواجهة ولكنه تكتل لخلق حالة من التوازن والدفع المشترك بين دول العالم. والنجاح هنا يكمن في الوصول إلى حلول اقتصادية عادلة وعلاقات متوازنة.

أعجبنى منطق صديق دبلوماسي غربي في نقاش لي معه أمس حول مجموعة البريكس وما إذا كان الغرب يعتبر هذا التكتل موجهًا لهم، وكان رده حكيمًا بطرح فكرة الجميع يجب أن يكون فائزًا. واعتبر أن انضمام مصر هو إضافة إيجابية شرط الحفاظ على التوازن في العلاقات مع الأطراف الأخرى. الخطورة ستكمن إذا افترض أحد الأطراف أن وجوده بهدف إخفاء الآخر أو الانتصار عليه أو إنهاء هيمنته، لكن إحداث توازن في العلاقات والتكتلات الاقتصادية العالمية يمكن أن يؤدي إلى خلق تلك العدالة المفقودة.

مصر تتطلع منذ سنوات للانضمام إلى مجموعة بريكس، حيث سبق أن تقدمت بطلب غير رسمي، قبل أن تطلب ذلك بشكل رسمي مؤخرًا. وبالتأكيد هناك مزايا مهمة على مستوى مصر في انضمامها. من بينها التعامل مع تكتل يضم ما يزيد على 40% من سكان العالم، سواءً من دول المجموعة أو دول تتعامل معها، كما ينتج أكثر من 30% من السلع والخدمات على مستوى العالم، ويسهم بأكثر من 31.5% من معدلات النمو للاقتصاد العالمي.

أيضًا، الانضمام للبريكس يحمل فرصة كبيرة لزيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمارات المشتركة بين مصر والدول الأعضاء.

تظل مسألة اتجاه البريكس إلى التعامل بالعملات المحلية أو بعملات غير الدولار الأمريكي من المزايا المهمة فى ظل ضغوط النقد الأجنبي الذي نعانى منه. لن يحل كل المشكلة، ولكن تنويع سلة العملات الأجنبية مسألة إيجابية.

البريكس يستفيد أيضًا من وجود مصر في عضويته، حيث تكون بوابة لإفريقيا من حيث نفاذ وتوجيه السلع والخدمات الخاصة به، والتصدير إلى باقي دول القارة للاستفادة من السوق الإفريقية؛ استغلالًا لموقع مصر الجغرافي والمقومات التى تمتلكها، وهنا تلعب مصر الدور الذي يتناسب مع موقعها.

(المصري اليوم)

يتم التصفح الآن