صحافة

الحرب التي مانزال نعيش حروبها!

معروف الداعوق

المشاركة
الحرب التي مانزال نعيش حروبها!

لم تنتهِ الحرب الاهلية المشؤؤمة التي نشبت في مثل هذا الوقت من العام 1975، ومزقت لبنان، طوائف ومذاهب واحزاب ومناطق مع التوصل الى اتفاق الطائف، الذي اوقف التقاتل بين اللبنانيين انفسهم في العام 1989، بل استولدت سلسلة حروب، كانت بدأتها اسرائيل باحتلال الجنوب في العام 1978 بحجة اقامة منطقة عازلة لحماية المستوطنات الاسرائيلية من صواريخ التنظيمات الفلسطينية المنتشرة في الجنوب يومذاك.

ووجهت بمقاومة مسلحة من تنظيمات واحزاب عدة،استغلها النظام الايراني في العام 1982 بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان واحتلاله للعاصمة بيروت، وخروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان الى تونس، بانشاء ورعاية حزب الله، الذي صادر كل المقاومات بقوة السلاح، وتمكن من اجبار قوات الاحتلال الاسرائيلي من الانسحاب من الاراضي اللبنانية في شهر ايار عام 2000.

وبالرغم من تحرير الاراضي اللبنانية من الاحتلال الاسرائيلي،ومنذ ذلك التاريخ، لم تنتهِ الحروب في لبنان، بعدما تحول حزب الله، الى اداة بيد النظام الايراني اللهيمنة على لبنان ومصادرة قراره لمصالح ونفوذ النظام بالمنطقة والعالم، فاستغل سلاحه بالتضامن والتكافل من نظام الرئيس السابق بشار الاسد للاطباق على مفاصل الدولة وتنفيذ سلسلة اغتيالات لشخصيات ورموز سياسية ووطنية معارضة، انتهت بخروج جيش النظام السوري في ربيع العام 2005 من لبنان، وتسبب الحزب بعدها في شهر تموز من العام 2006، بحرب اسرائيلية مدمرة على لبنان، بعدما عبر عناصر منه الحدود وقاموا بخطف جنديين اسرائيليين الى الداخل اللبناني.

ولم تتوقف الحروب والاهتزازات الامنية الداخلية بعدها، وكادت تهدد بحرب اهلية مشابهة، عندما اجتاح حزب الله بسلاحه العاصمة بيروت وبعض مناطق الجبل في السابع من ايار من العام 2009، بذارئع وهمية تخفي هدف التسلط والهيمنة، وبعدها عبرت عناصر الحزب الحدود اللبنانية وشاركت النظام بقتل السوريين المنتفضين ضده وبتدمير المدن والقرى السورية، وتبعها سلسلة احداث وتوترات في اكثر من منطقة، وتفجيرات ارهابية.

لا تنفصل حرب الاسناد التي شنها حزب الله بعد عملية طوفان الاقصى، لاشغال قوات الاحتلال الاسرائيلي في حربها ضد قطاع غزة، وما تسببت به من حرب اسرائيلية مدمرة على لبنان، عن سلسلة الحروب التي انبثقت عن الحرب الاهلية في العام 1975، والانكى من ذلك ان هناك من يهدد بالحرب الاهلية من جديد، بعد مرور 50 سنة على هذه الذكرى الاليمة، في حال تم نزع سلاح حزب الله وتسليمه للدولة، بموجب القرار 1701، بعدما سقطت كل ذرائع وحجج بقائه خارج سلطة الدولة، وزادت الضغوط الدولية والاميركية تحديدا على لبنان من كل الجوانب، وكأننا لم نستفيد ولم نتعظ بما الحقته بنا هذه الحرب من خراب للوطن وتدمير للنفوس، وهو مايؤشر الى اننا لا نزال نعيش في حروبها حتى اليوم. 

(اللواء اللبنانية)

يتم التصفح الآن