لم يكن حدثاً عادياً، اجتماع الرئيس الاميركي دونالد ترامب مع الرئيس السوري احمد الشرع في الرياض بوساطة سعودية، بعد وقت قصير نسبياً من اسقاطه نظام بشار الاسد وتوليه السلطة في سوريا، ومباشرته اعادة بناء الدولة من جديد، في ظل تحديات كبيرة من اسرائيل تحديدا وبقايا النظام السابق المفجوعين بهروب رئيسهم تحت جنح الظلام وتركهم يواجهون مصيرهم بنفسهم، وتخلي النظام الايراني وحرسه الثوري وحزب الله عنهم، وانما اظهر بقوة مدى دعم الادارة الاميركية للسلطة الجديدة في سوريا، وتوفير كل مقومات نجاحها في ادارة الدولة، من خلال المباشرة برفع العقوبات الاميركية عنها بسرعة قياسية، لم تعهدها الادارة الاميركية من قبل.
اراد الرئيس الاميركي بمقابلته الشرع الذي كان مطارداً قبل مدة، من الولايات المتحدة الاميركية بتهم الارهاب وما شابه، ورفع العقوبات عنها، بعث رسائل عديدة وفي اكثر من اتجاه، الاولى لاسرائيل ومفادها، وقف استهداف السلطة السياسية بسوريا، باعتبارها تدور في فلك واشنطن وبحمايتها، وثانياً لايران وحزب االله، مفادها ان زمن التمدد والتحرك لاستعادة الوضع السابق داخل سوريا انتهى الى غير رجعة، بل اصبح من الماضي، وثالثاً الى الدولة اللبنانية، بوجوب ملاقاة السلطة السورية الجديدة، بانفتاح وايجابية لحلحلة المشاكل المشتركة بين البلدين، والتشدد في منع استعمال الحدود اللبنانية السورية لقيام اي مجموعة او شخص ما لزعزعة امن واستقرار سوريا، والرابعة الى الدول الصديقة لواشنطن، لمد يد المساعدة لها.
تجاوز لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترامب الرئيس السوري احمد الشرع، ورفع العقوبات عن سوريا، كل الخطابات الخشبية لـ"حزب الله"، واصراره على التمسك، بما تبقى لديه من سلاح لم يدمر من قبل اسرائيل او يصادر من قبل الجيش اللبناني، وفرض على الدولة اللبنانية تسريع خطى استكمال نزع سلاح الحزب، وبوضوح عبّر عن ان مرحلة جديدة في المنطقة قد بدأت، وعلى جميع دول المنطقة والعالم التعاطي معها انطلاقا من هذه المتغيرات التي اصبحت واقعا على الارض، وليست اماني او تأملات.
(اللواء اللبنانية)