في نظري المتواضع أنّ الهمّ القوميّ العربيّ أيديولوجيًا قد يكون تراجع قياسًا على ستينيات وسبعينيات القرن الماضي والموجة الناصرية والمدّ القومي آنذاك، لكنه ثقافيًا ووجدانيًا يبقى حاضرًا في منطقتنا من المحيط إلى الخليج.
أستدلّ بحدث كأس العالم وتوحّد الشعور القومي العربي حيال إنجاز "أسود الأطلس" في مونديال قطر حيث كان تفاعل شعوبنا العربية واضحًا مع هذا الحدث من مختلف الفئات المجتمعية، صغارًا وكبارًا، شباباً ونساءً، سواءً على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الشوارع أو عبر القنوات الفضائية، فنجحت الرياضة حيث فشلت السياسة، في توحيد الهمّ العربي والصوت العربي، وتأكّد العالم من ذلك سواءً من خلال تفاعل الشارع العربي مع فوز المنتخب السعودي على نظيره الأرجنتيني أو مع تأهّل المنتخب المغربي إلى نصف نهائي كأس المونديال.
صحيح أنها مناسبة كروية ولحظة رياضية بحتة، لكنها كشفت في أبعادها عن أنّ الشعور العربي القومي لم يمت بل لا يزال حيًا في النفوس وينتظر حدثًا معينًا حتى يعود ليطفو على السطح... مخيّبًا آمال المراهنين على تراجع هذا الشعور واندثاره.
(خاص "عروبة 22")