صحافة

إضعاف الشرع مصلحة إسرائيلية إيرانية مشتركة!

معروف الداعوق

المشاركة
إضعاف الشرع مصلحة إسرائيلية إيرانية مشتركة!

 ليلة قيام اسرائيل بالاعتداء على وزارة الدفاع والقصر الجمهوري في دمشق بحجة الدفاع عن الدروز في السويداء مؤخرا، تولت وسائل اعلامية موالية للنظام الايراني مواكبة الاعتداءات، ببث اخبار متواصلة عن استهداف مواقع واغتيال مسؤولين سوريين كبار، وضعضعة وانهيار الادارة السورية الجديدة وهروب الرئيس احمد الشرع وعائلته الى تركيا، ولكن ما ان انبلج النهار، وانكشف الوضع على حقيقته، وتبين كذب الاخبار المنشورة، حتى عادت الوسائل المذكورة، لتنشر اخبارا مصدرها دمشق، تخالف ما كانت تنشره، بالتزامن مع انتقادات واسعة طالتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبينما تريثت طهران في اعلان موقف من العدوان الاسرائيلي على دمشق، وبعدما تكشَّفت نوايا اسرائيل من استهداف القصر الجمهوري ووزارة الدفاع، باعلان نيتها توسيع المنطقة العازلة في الجولان المحتل بمنع القوات السورية ورجال العشائر من بسط سيطرتهما على السويداء وجوارها، بحجة حماية الدروز، ولكن مع توسُّع ردود الفعل العربية والتركية الرافضة والمستنكرة لهذا العدوان والداعمة للنظام الجديد في سوريا، وعدم الرغبة الاميركية بانهيار نظام الرئيس احمد الشرع، سارع وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي، الى ابداء الاسف من العدوان الاسرائيلي على دمشق، ولفت الى ان هذا العدوان كان متوقعا، ومؤكدا دعم بلاده لوحدة اراضي سوريا وسيادتها، ووقوفها الى جانب الشعب السوري.

ولكن لوحظ انه تجنب كليا التطرق الى ابداء الاستنكار او الادانة، او حتى ذكر الرئيس السوري احمد الشرع وحكومته، لا من قريب ولا من بعيد، وبدا في مكان ما، تناغم ضمني بين توجه طهران واهداف اسرائيل باضعاف الدولة السورية الناشئة، او تطويعها، كل لمصالحها على حساب ومصالح الشعب السوري.

لم يقتصر الامر عند هذا الحد، وانما اظهرت تعليقات الصحف الايرانية التي هاجمت الاعتداءات الاسرائيلية على دمشق ووصفتها بانها تهدف الى تقسيم سوريا، انكارا للنظام الجديد، والاستمرار في معاداته، بينما ذهب بعضها الى توجيه الانتقادات لنظام الجولاني،بدلا من تسمية الرئيس احمد الشرع، ووصفته بانه نظام يعمل لخدمة اسرائيل ومصالحها.

ليلة العدوان الاسرائيلي على دمشق كشفت بوضوح، تماهي طموح اسرائيل بالسيطرة على اراضٍ سوريَّة جديدة، من خلال اضعاف السلطة السوريَّة برئاسة احمد الشرع، وتقليص قدراتها في مهاجمة اسرائيل، مع اصرار النظام الايراني على معاداة النظام الجديد بسوريا، ووسمه بالنظام الارهابي، لانه اسقط نظام بشار الاسد وحلّ مكانه،وضد الوجود الايراني بسوريا، ما يؤشر الى نوايا غير سليمة ومبيّته ضده من ايران واسرائيل معاً.

(اللواء اللبنانية)

يتم التصفح الآن