تنوّعت اهتمامات الصحف العربية، الصادرة اليوم، بحيث رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ أهمّ ما خرجت به قمة العشرين هو الإعلان عن إطلاق "ممر اقتصادي" طموح يربط الهند وأوروبا عبر الشرق الأوسط، معتبرةً أنّ "هذا المشروع الطموح، يتجاوز هدفه الاقتصادي والتجاري، فهو مشروع تاريخي يربط بين الحضارات والقارات، ويشكل دعامة للاقتصاد العالمي، وجسرًا للحياة والتنمية، ويخلق فرصًا للعلاقات الإنسانية والاستثمار والعمل"، مع التأكيد على أنه "لن يشكل تحديًا أو بديلًا لمشروع "حزام واحد - طريق واحد" الصيني، بل سيكون رديفًا له يعمّق الشراكة الدولية، ويعزّز التعاون بين مختلف دول العالم لما فيه خير البشرية".

بينما لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ "إسهام المملكة في هذا المشروع يأتي انطلاقًا من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب، ودورها الريادي عالميًا كمصدر موثوق للطاقة، وما تملكه من ميزات تنافسية تجعل من مشاركتها في هذا المشروع محورية لإنجاحه"، مشددةً على أنّ دور السعودية "واضح وجلي ويتوازى مع نظرة العالم إليها، باعتبارها دومًا صاحبة المبادرات في مواجهة التحديات من أجل الإسهام في التنمية وتعزيز العمل التشاركي مع دول العالم".

في المقابل، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه بانعقاد قمة مجموعة العشرين في الهند "تتكشف حقيقة جديدة في الحياة الدولية، وهي انتقال مراكز القوة العالمية تدريجيًا نحو الجنوب (الدول النامية سابقًا)"، لافتةً إلى أنه "بين كل الزخم بالأفكار الجديدة المنبعث من الجنوب العالمي، تبدو أهمية مشاركة مصر طموحها الدولي في هذه القمم، التي تحدّد أجندة العالم المستقبلية، وتبدو أهمية حجز مصر موقعها الدولي من خلال وجودها على خريطة عالم الجنوب الجديد، الذي بات متجددًا وشابًا، وله طموح يفوق طموح الشمال".

أما صحيفة "الوطن" البحرينية، فأوضحت أنه "من الصعب إيجاد تفسير واضح من قبل الإعلام الغربي للسياسات الخارجية لمنظومة دول مجلس التعاون، فمرة نجدها تميل إلى المحور الشرقي المتمثل بالصين وروسيا ومرة أخرى إلى المحور الغربي والمتمثل بأمريكا والاتحاد الأوروبي"، معتبرة أن "هذه السياسات الخارجية والخطوات توضح أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تعمل في إطار واحد ومنهج متسق مع الأحداث وتتعامل مع المتغيّرات وفق مصالحها العليا".

من ناحية أخرى، سألت صحيفة "الأيام 24" المغربية عما إذا كان المغرب رفض، إثر زلزال الحوز، عرض المساعدة من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورحب بدعم إسبانيا، موضحة أنه "في وقت أعلنت فيه إسبانيا، الأحد، إرسال فريق من 56 مسعفًا إلى المغرب لدعم الجهود في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، في إشارة إلى قبول ضمني من السلطات المغربية، أكدت فرنسا استعدادها للمساعدة متى رأت الرباط ذلك ضروريًا".

بينما أشارت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "قطر تعمل على تفعيل التعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية في مجالات متعددة من أجل دعم التنمية المستدامة وخدمة مصلحة الشعب الليبي"، مؤكدةً أنّ "الدوحة تواصل دعمها ومساندتها لكافة الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم عبر الحوار الشامل، يحفظ احترام سيادة ليبيا ووحدة أراضيها واستقرارها وأمنها، ولما فيه خير ومصلحة الشعب الليبي".

في الشأن السوري، أشارت صحيفة "البعث" السورية إلى أنه "لم يكن هناك أيّ جديد في تحريك أيّ من الملفات الكثيرة الساخنة، ومنها الملف السوري، خلال اللقاء بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي، بسبب المناورة التي يتبعها النظام التركي، وتملّصه من التزاماته، وعدم تفعيل المسار السياسي باتجاه سورية".

بينما لفتت صحيفة "الوطن" السورية إلى أنّ أردوغان بعد "فشل" محطته آنفة الذكر، سيذهب نحو "مراجعة حساباته التي من بينها الوجود العسكري على الأراضي السورية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فعلاً من هذا النوع سيكون "زلزالياً" بالنسبة لمشروع تمددي لم يحظ بأسباب النجاح، ولذا يصبح لزاماً صياغة "إخراج" مناسب تلعب فيه المؤثرات والبصريات دورًا وازنًا".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن