صحافة

مصر وأجواء الانتخابات الرئاسية: لإشاعة الثقة

عمرو هاشم ربيع

المشاركة
مصر وأجواء الانتخابات الرئاسية: لإشاعة الثقة

بعد أيام تبدو قليلة ستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات عن فتح باب الترشيح وإعلان الجدول الزمني لانتخابات الرئاسة، قبلها بوقت قليل سيعلن عن دعوة الناخبين لانتخابات الرئاسة.

فى ظل تلك الأوقات دائمًا ما ينظر المواطن وبالأحرى المراقب للأجواء التي ستجرى بها الانتخابات، ومدى جديتها أو حاجتها إلى أن تكون جيدة وهي تنتظر هذا الحدث المهم، والذى سيختتم بانتخاب رئيس للبلاد حتى العام 2030.

بالطبع الكل ينتظر أن تدور الانتخابات في مناخ أو بيئة سياسية تتسم بالاستقرار، وبعيدة عن كل ما يعكر صفو الانتخابات.

(...) اليوم توجد أمور لا تبدو طيبة، فالبعض يرغب في إجراء انتخابات في جو مشحون بالشجون في حين أن رئيس الدولة لديه رغبة في تمرير هذا الاستحقاق في يسر وسهولة ونوع من المحبة بين الناس، وحسن نوايا بين المجتمع والدولة.

لا شك أن إعادة توقيف البعض بسبب قضايا النشر وحرية الرأي هو واحد من أكبر الأمور التي تسبب غضبا للناس مع قرب هذا الاستحقاق المهم، والذي يرجى منه أن يكون بمثابة فتح صفحة جديدة يسودها جو من الوئام بين الناس.

إعادة المواقع الإلكترونية إلى العمل بعد توقف وحجب الكثير منها هو أيضًا واحد من الأمور التي من خلالها تعود الثقة في العلاقة بين المجتمع والدولة. فما دامت تلك المواقع لا تدعو إلى عنف أو تروج لإرهاب، أو لفتنة طائفية، فلا داعي للقلق منها على الإطلاق.

يتعجب الناس كثيرًا، من أن دولة كبيرة في حجم مصر، يمكن أن تهتز من مقال أو رسم أو تصريح أو بوست على مواقع التواصل الاجتماعي، مهما كان هذا الرأي ناقدا أو فاسقا عن النهج العام.

على ذات المنوال فإن سرعة الإفراج عن الموقوفين احتياطيًا هو الآخر من أهم مسببات المُناخ السهل واليسير، ما يجعل أجواء الاستحقاق الانتخابي تمر بسهولة ودون أية مضايقات أو رذائل.

بنفس الوسيلة، يجد المرء أن تفعيل قانون المنافسة ومنع الاحتكار عبر تدخل الدولة للحد من غلاء الأسعار هو من مؤشرات فتح صفحة جديدة مع الناس قبل الانتخابات، لا سيما بالنسبة للسلع المحلية والتي لا يجد المرء مبررا لرفعها، فالبيض مثلا ارتفع سعره منذ أيام قليلة ليصل إلى 150 جنيها للكرتونة رغم انخفاض أسعار العلف من 20 ألف جنيه للطن إلى 12 ألف جنيه، وهو أمر لا يجد المرء له مبررا إلا الاستغلال ونحن على أبواب دخول المدارس.

غاية القول إننا نحتاج لا سيما في تلك الأيام إلى إشاعة مُناخ من الثقة، والمتابعة والرقابة والمحاسبة والعلانية والشفافية، حتى لا تقوم مؤسسة بهدم ما تصنعه مؤسسات أخرى لدعم وإنجاح الاستحقاق الانتخابي.

("الشروق") المصرية

يتم التصفح الآن