صحافة

طبخة العفو عن نتنياهو!

أحمد عبدالتواب

المشاركة
طبخة العفو عن نتنياهو!

لم يَمُر سوى أقل من 3 أسابيع على طلب ترامب من هرتزوج، رئيس إسرائيل، في 12 نوفمبر الماضي، بأن يُصدِر عفواً عن نتنياهو في اتهاماته بالفساد، وهو ما اعتبره كثيرون آنذاك ارتجالاً غير موفق من ترامب، أرجعوه لعدم درايته بالقوانين والتقاليد الإسرائيلية، حتى تقدم نتنياهو بنفس الطلب، الذى أُعْلِن عنه السبت الماضي (29 نوفمبر)، وقيل إنه تقدم به قبلها بيومين، وقيل إن الطلب في 111 صفحة، أي أنه يحتاج من الخبراء القانونيين والسياسيين فترة طويلة، أي أنهم كانوا مُنْكَبِّين بالفعل، منذ ما قبل أن يعلن ترامب عن طلبه، على صياغة الطلب الذي يستوجب القيام بحسابات شاملة لظروف كثيرة معقدة.

فداخلياً، تتربص بنتنياهو اتجاهات مُعارِضة شتى. وإقليميا، هناك عدة جبهات مفتوحة، في غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن وإيران. وفي الغرب، تَتَعَرَّض إسرائيل لتهديدات مستجدة، فكادت صداقتها التاريخية تنحصر في الأوساط الحكومية، أما الجماهير في أوروبا وأمريكا فتخرج في تظاهرات مدوية تهاجم إسرائيل لأول مرة على جرائمها فى غزة!.

بعد غربلة مشهد تَقَدُّم ترامب بطلبه، وما بدا آنذاك ارتجالاً يصطدم بعراقيل قوية، يتبين الآن أنه كانت هناك إشارات لمَخْرَج ولتمهيد له، بإعلان أن أهم شروط قبول طلب العفو أن يتقدم به صاحب القضية وأن يعترف بذنبه، فإذا بنتنياهو الآن يبدأ بالخطوة الإجرائية المطلوبة فيدفع محاميه لتقديم طلب باسمه، ويُمَهِّد بنفسه للخطوة الأهم، فيُبَرِّر بأنه، وبرغم أن مصلحته في أن يُكْمِل قضاياه لأنه يضمن براءته، إلا أنه، وفقط من أجل مصلحة إسرائيل، كما يزعم، يرى نفسه مضطرا للتقدم بطلب العفو، لينهي الموضوع الذي يؤثر على أدائه في مواجهة التهديدات التي تحيط بإسرائيل والتي تُلْزِمه بأن يُقَدِّم تنازلات!

بما يعني أنه يمكن أن يتقدم بتنازلات أخرى ويعترف بذنبه، ويوافق على إجراء انتخابات مبكرة، إذا ضمن أنه لن يصدر ضده قرار يمنعه من العمل السياسي!. المُرَجَّح أن ترامب وراء هذا السيناريو، وهو قادر على الضغط على الرئيس الإسرائيلي ومعارضي نيتانياهو للاستجابة! وكل هذا يُنْذِر بأن لترامب ونيتانياهو عملا مشتركا كبيراً قريباً، لم يتضح هدفه بعد!.

(الأهرام المصرية)
?

برأيك، ما هو العامل الأكثر تأثيرًا في تردي الواقع العربي؟





الإجابة على السؤال

يتم التصفح الآن