صحافة

"المشهد اليوم".. "حَماس" تدعو ترامْب للتفاوض ومشروعٌ "مشبوهٌ" لإعمارِ غَزَّة!عملياتٌ موَسّعَةٌ ضِدَّ "داعِش" في سوريا و"تهديدٌ" للعراق لنزعِ السلاح.. ونتنياهو لضرباتٍ جديدةٍ على إيران


فلسطينيون قرب مبانٍ مدمرة في مخيم النصيرات بوسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

تغيّر سياسات الرئيس دونالد ترامب وجه أميركا التي كانت دائمًا تدعي "الديمقراطية". فمن تشديد الحصار على المهاجرين وصولًا لترحيلهم ومنعهم من العمل والعيش في الولايات المتحدة إلى الخطط الهادفة لحل الحرب الأوكرانية – الروسية "على طريقتها" ولو اقتضى ذلك تنازلات "غير عادلة" من كييف لصالح موسكو وصولًا إلى التباعد الكبير مع الأوروبيين وسياساتهم التي وصلت إلى مرحلة "خلاف" لم تصل إليها من قبل. هذا دون أن نغفل عن دورها في الشرق الأوسط من قيادة خطة اتفاق غزة الهشّ إلى محاولات جرّ سوريا ولبنان إلى توقيع اتفاقيات مع اسرائيل والأهم الحدّ من النفوذ الإيراني وتقويضه عبر الدعوة الصريحة لنزع سلاح الأطراف المحسوبة عليها، في لبنان والعراق كما ما يحصل مع حركة "حماس" في غزّة.

وأمام تعاظم ضغوط واشنطن وتصاعد التهديدات الاسرائيلية تجد دول المنطقة نفسها "مضطرة" لمواكبة التطورات والمستجدات، ومن هنا يمكن قراءة "الرسالة – الدعوة" التي وجهها رئيس حركة "حماس" في الخارج خالد مشعل إلى ترامب ومفادها أنه "على الولايات المتحدة أن تنخرط في مفاوضات مباشرة مع الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى، بهدف إقامة علاقات ثنائية ودية ومتوازنة". وقال "لماذا تمنح الإدارة الأمريكية هذه الفرصة لـ(الرئيس السوري) أحمد الشرع ولا تمنحها لـ"حماس" وفصائل المقاومة الفلسطينية" بل إنها لا تمنحها حتى اليوم لـ(الرئيس الفلسطيني) محمود عباس، الذي لا يتهم بالإرهاب. من مصلحة الولايات المتحدة والعواصم الغربية الانخراط الإيجابي مع "حماس" ومع الشعب الفلسطيني، لأننا نمثل المستقبل، وهذا الاحتلال سيصبح جزءًا من الماضي". وهذا التبدل الذي طرأ على الخطاب "الحمساوي" هو جزء مما يحدث من تطورات خاصة أن خطة ترامب في غزة تشهد خروقات وانتهاكات اسرائيلية متواصلة وسط غموض في الرؤية وتعقيدات لا تُعد ولا تُحصى.

هذه التعقيدات تزيد من معاناة الأهالي، الذين على الرغم من الهدنة الهشة، لا تزال ظروفهم المعيشية مأساوية مع تعمّد الاحتلال تقليص حجم المساعدات وحجب المستلزمات الطبية والأدوية وعرقلة خروج العديد من المرضى لتلقي العلاج خارج القطاع المُدمر. وفي هذا الإطار، أعلنت "منظمة الصحة العالمية" استشهاد أكثر من ألف مريض أثناء انتظارهم الإجلاء الطبي من قطاع غزة منذ تموز/يوليو 2024. هذه الظروف القاسية تأتي في وقت كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" اللثام عن خطة أعدها صهر الرئيس ترامب جاريد كوشنر والمبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وتُسمى "مشروع شروق الشمس"، وهي عبارة عن مشروع بين الحكومات الأجنبية والمستثمرين لتحويل ركام غزة إلى وجهة ساحلية مستقبلية، ونقل سكان غزة "من الخيام إلى الشقق الفاخرة"، و"من الفقر إلى الازدهار"، دون تحديد أين سيقيم نحو مليوني فلسطيني نازح خلال فترة إعادة البناء. وبحسب المسودة "ستبلغ تكلفة المشروع الإجمالية 112.1 مليار دولار على مدى 10 سنوات"، على أن تلتزم الولايات المتحدة بتقديم منح وضمانات ديون لـ"جميع مسارات العمل المطروحة" خلال تلك الفترة، لكن التحديات هائلة، وفق الصحيفة، لافتة إلى أن إعادة إعمار غزة مشروطة بأن تقوم "حماس" بـ"نزع السلاح وتفكيك جميع الأسلحة والأنفاق".

وفي المبدأ تتعارض هذه الخطة مع المساعي التي تبذلها القاهرة، وهي إحدى الدول الوسيطة في اتفاق غزة، والتي تؤكد رفض تهجير الفلسطينيين وتسعى لعقد مؤتمر لإعادة الإعمار. وعدم وضوح الرؤية و"اليوم التالي" وتعدّد السيناريوهات المرسومة تصعّب التوصل لاتفاق خصوصًا أن جهود حثيثة تُبذل للدفع نحو المرحلة الثانية من الاتفاق المُبرم على الرغم من استمرار وجود رفات اسير اسرائيلي لم تسلّمها "حماس" للجانب الاسرائيلي بسبب صعوبة العثور عليها وسط الركام والدمار. وكانت الأنظار توجهت إلى اجتماع ميامي الذي، وبحسب ويتكوف، شمل مراجعة للخطوات التالية في مراحل ‌تنفيذ خطة السلام الشاملة ‌المتعلقة بغزة، موضحًا ان المشاورات ستتواصل خلال الأسابيع المقبلة للمضي قدمًا نحو ‌تنفيذ المرحلة الثانية، متحدثًا عن حدوث "تقدم ملحوظ في المرحلة الأولى"، وذلك من خلال ما أسماه "توسيع نطاق المساعدات وإعادة جثامين (الأسرى) وانسحابًا جزئيًا للقوات (الإسرائيلية)، وخفض وتيرة الأعمال العدائية". وأتى "اجتماع ميامي" الذي ضم كل من ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا بهدف حلحلة "الجمود" وخفض منسوب التوتر. وتكمن أهميته بأنه يسبق المباحثات المرتقبة بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نهاية الشهر الجاري، لبحث مواصلة تنفيذ الخطة.

في غضون ذلك، جدّدت "حماس" مطالبتها للوسطاء ولواشنطن بالتدخل فوًرا للّجم محاولات حكومة نتنياهو فرض معادلات تتناقض مع الاتفاق الموقع. وقالت "إن قصف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في حي التفاح شرق قطاع غزة جريمة وخرق فاضح ومتجدّد لاتفاق وقف إطلاق النار". وتحاول تل أبيب الاستمرار في "سيطرتها" على القطاع وخلق أجواء غير مريحة خاصة أن غاراتها تستهدف عدة مناطق فيما "يخنق" ما يُعرف بـ"الخط الأصفر" القطاع ويقتطع مساحات شاسعة من الأراضي. وهذا "التكتيك" نفسه يُتبع في الضفة الغربية التي تشهد مشاريع استيطانية متزايدة وأفكار "اجرامية ووحشية" جديدة من قبل وزراء في حكومة نتنياهو من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي طرح فكرة بناء سجن أمني جديد مُحاط بالتماسيح في منطقة "حامات غادر" في الجولان السوري المحتل. وفي الإطار عينه، كان موقع "والا" الإسرائيلي أفاد بارتفاع غير مسبوق في وفيات "السجناء الفلسطينيين" داخل السجون الإسرائيلية منذ تولي بن غفير وزارة الأمن القومي في 2022.

أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد تناولت ما أسمته "تآكل" فكرة قيام دولة فلسطينية في الضفة تدريجيًا، قرية بعد قرية، وبستان زيتون بعد آخر، في ظل تصاعد الاستيطان الإسرائيلي والعنف المرتبط به، مشيرة إلى أن الوجود الفلسطيني الحرّ في الضفة بات مهددًا بشكل غير مسبوق، وأن التغييرات الجارية على الأرض قد تكون غير قابلة للتراجع، مما يضع مستقبل الدولة الفلسطينية والسلام المنشود في مهب الريح. وهو ما تعمل عليه تل أبيب على قدم وساق مستفيدة من وجود "حليفها" ترامب في البيت الأبيض إلى جانب عجز المجتمع الدولي خاصة أن واشنطن تستهدف أي شخص أو جهة تحاول معاقبة اسرائيل على جرائمها وممارساتها غير القانونية، تمامًا كما يحصل مع القضاة في "المحكمة الجنائية الدولية" كما العقوبات المفروضة على المقررة الخاصة للأمم المتحدة فرانشيسكا ألبانيز بسبب مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية. وفي الساعات الأخيرة، استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال في بلدة قباطية وبلدة السيلة الحارثية غرب جنين، في حين أغلق الجيش مداخل مدينة أريحا شرقي الضفة مع استمرار العمليات العسكرية التي تسهم في تهجير المزيد من الفلسطينيين وتضييق الخناق عليهم.

الاوضاع المقلقة في غزة والضفة تتزامن مع العملية العسكرية التي أطلقتها الولايات المتحدة بالتنسيق مع الحكومة السورية بعنوان "عين الصقر" بهدف استهداف تنظيم "داعش" في البادية السورية وذلك تنفيذًا للتهديدات التي أطلقها ترامب، في وقت سابق، بعد هجوم تدمر الذي أدى إلى مقتل 3 أميركيين، هم جنديان ومترجم. وأعلنت الولايات المتحدة، الجمعة، أنها ضربت أكثر من 70 هدفًا في أنحاء وسط سوريا بواسطة طائرات مقاتلة ومروحيات هجومية وبالمدفعية، فيما أكدت وزارة الخارجية السورية في بيان، "التزام دمشق الثابت بمكافحة تنظيم "داعش"، وضمان عدم وجود ملاذات آمنة له في أراضيها". وهذا التطور المهم والتنسيق العسكري الأول من نوعه يتوافق مع الخطوات التي تبذلها دمشق لتأكيد محاربتها الإرهاب وخاصة بعد اعلان انضمامها للتحالف الدولي خلال الزيارة التي قام بها الرئيس احمد الشرع للبيت الأبيض. من جانبه، ذكر التلفزيون الأردني أمس السبت أن سلاح الجو الملكي شارك في الضربات الأميركية على أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وقال إن "المشاركة الأردنية تأتي في إطار الحرب على الإرهاب، ومنع التنظيمات المتطرفة من استغلال هذه المناطق كنقاط انطلاق لتهديد أمن الجوار السوري والمنطقة، خاصة بعد أن أعاد التنظيم إنتاج نفسه وبناء قدراته في سوريا".

والحرب على "داعش" تمثل أولوية للحكومة السورية الساعية إلى تثبيت الاستقرار واستعادة السيطرة خاصة بعد رفع العقوبات الأميركية التي كانت مفروضة على البلاد. وعملت تل أبيب إلى للضغط على الولايات المتحدة من أجل منع حدوث ذلك ولكن طلبها قوبل بالرفض، وفق ما ذكرت "هيئة البث الإسرائيلية". في سياق أخر، أعلن الأمن السوري، أمس السبت، عن تنفيذ عملية أمنية في ريف دمشق، أسفرت عن القبض على عدد من مهربي الأسلحة إلى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والمجموعات المسلحة في محافظة السويداء و"داعش". ومنذ سقوط النظام السابق تحاول دمشق الحدّ من عمليات تهريب الأسلحة، إلى جهات مختلفة داخل وخارج سوريا، وذلك بعد أن تركت قوات بشار الأسد مستودعات كبيرة من الأسلحة خلفها، ما جعل عمليات التهريب وتجارة الأسلحة تزدهر على الرغم من الحملات الأمنية الموسعة في هذا الإطار. وهذه "المداهمات"- إن صح التعبير - تضيّق الخناق على "حزب الله" بالتحديد بعدما كانت الأراضي السورية ممرًا لتزويده بالاعتدة والأسلحة.

وشكل سقوط الأسد ضربة قاصمة للمحور الإيراني، الذي يعيش أيامًا حالكة، بعد المحاولات الدؤوبة للحدّ من نفوذه في المنطقة كما للقضاء على أسلحته النووية. وكانت قناة "إن بي سي نيوز" ذكرت أن بنيامين نتنياهو يُخطط لإطلاع الرئيس ترامب على خطط شنّ ضربات محتملة جديدة ضد طهران. ونقلت عن مصادر أميركية واسرائيلية قولها إن إن جزءًا من حجته المتوقعة سيكون أن "تصرفات إيران لا تشكل خطرًا على إسرائيل فحسب، بل على المنطقة بأسرها، بما في ذلك مصالح الولايات المتحدة". ويدرك النظام الإيراني دقة المرحلة التي يمرّ بها ولكنه مع ذلك ينقسم الداخل بين رأيين معارضين، معسكر يدعو للتفاوض والتوصل لاتفاق ومعسكر أخر يرفض ذلك ويعتبر ان تقديم أي تنازل سيؤدي الى المزيد. ومع تعثر المباحثات وعودة العقوبات الدولية على طهران، تبدو الساحتين اللبنانية والعراقية في "عين العاصفة" وسط شدّ حبال بين ايران والولايات المتحدة.

ففي لبنان، تستمر محاولات الحكومة لنزع سلاح "حزب الله" والحدّ من التصعيد العسكري الاسرائيلي، وقد أكد رئيس الحكومة نواف سلام أن "المرحلة الأولى من ‍خطة حصر السلاح المتعلقة بجنوب نهر الليطاني باتت على بُعد أيام من الانتهاء"، معلنًا عن استعداد الدولة للانتقال للمرحلة الثانية أي إلى شمال نهر الليطاني استنادًا إلى الخطة التي أعدّها الجيش اللبناني. وكانت مصادر مطلعة أكدت أن الجيش أنجز إلى حد كبير تقريره عن أعماله جنوب النهر، التي انتهت إلى مصادرة وإتلاف آلاف الأطنان من الذخائر والعتاد العسكري، إضافة إلى اكتشاف نحو مائة نفق عسكري في المنطقة. وهذه التقديرات "المتفائلة" تترافق مع استمرار "حزب الله" في إطلاق مواقفه العالية السقف معلنًا رفضه المساس بسلاحه ومتهمًا الحكومة اللبنانية بتقديم التنازلات في وقت سجلت فيه عودة لعمليات الاغتيال، بغارة جوية نفذتها مسيّرة إسرائيلية على سيارة في بلدة الطيبة الحدودية. إلى ذلك، شهدت معظم المناطق اللبنانية تحليقًا مكثفًا للطيران الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة.

أما في العراق، فقد كشفت مصادر مطلعة لصحيفة" الشرق الأوسط" عن أنَّ مسؤولين عراقيين تسلّموا خلال الأيام الماضية قاعدة بيانات أمنية إسرائيلية شديدة التفصيل عن الفصائل المسلحة العراقية، نُقلت عبر جهاز استخبارات غربي، وتضمَّنت معلوماتٍ واسعة عن القيادات، والبنية العسكرية، والشبكات المالية، والواجهات الحكومية المرتبطة بهذه الجماعات. وجاء تسليم هذا "الملف الضخم" من البيانات بعد تحذير من دولة عربية "صديقة" أبلغت بغدادَ بأنَّ إسرائيل تتحدَّث عن ضوء أخضر أميركي للتحرك منفردة في العراق، وسط تراجع صبر واشنطن حيال ملف السلاح خارج الدولة. ووفق المعلومات، فإنَّ الضربات المحتملة كانت ستشمل معسكرات تدريب، ومخازن صواريخ ومسيّرات، إضافة إلى مؤسسات وشخصيات ذات نفوذ مالي وعسكري على صلة بالفصائل و"الحشد الشعبي".

على الصعيد السوداني، كشف تحقيق حصري لصحيفة "الغارديان" البريطانية عن وجود شركات مسجّلة في المملكة المتحدة، أسسها أشخاص خاضعون لعقوبات أميركية، يُشتبه في تورطها بتجنيد مئات المقاتلين الكولومبيين للقتال إلى جانب "قوات الدعم السريع" في السودان. وهذا الكشف يأتي على وقع محاولات الولايات المتحدة الحضّ نحو هدنة إذ وضع وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، مدى زمنيًا من 10 أيام لتثبيت وقف النار، مع بداية العام المقبل، وهي المرة الأولى التي تضع فيها واشنطن مواقيتَ أمام طرفي النزاع، أي الجيش و"قوات الدعم السريع" اللذان يخوضان معارك ضارية وسط تحذيرات من أوضاع انسانية كارثية يعيشها السكان.

وفي الجولة اليومية على الصحف العربية الصادرة اليوم، إليكم موجز بشأن أبرز ما جاء في عناوينها ومقالاتها:

أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "مازال قطاع غزة، الذي يواجه حربًا إسرائيلية صامتة، ينتظر نتائج الاتصالات الدولية المكثفة للعبور إلى المرحلة الثانية من خطة إنهاء الحرب، دون أن تلوح في الأفق مؤشرات عملية لإنهاء المعاناة الإنسانية. وكلما اختنقت المفاوضات، لجأت إدارة الرئيس الأمريكيلإطلاق وعود وردية، بعضها قابل للتحقق والإنجاز، وبعضها الآخر يتجاوز حدود الخيال"، موضحة أن "غالبية شروط المرحلة الثانية مازالت في مرحلة تبادل وجهات النظر، ولم يتم التوافق على تشكيل قوة الاستقرار الدولية ولا الدول المشاركة فيها ولا المهام وخرائط الانتشار. كما لم تتضح الترتيبات اللازمة لضمان حكم غزة من سكانها، ولم يتشكل مجلس السلام الموعود. أما خطط إعادة الإعمار، فمازالت خاضعة لمنطق الحصص والصفقات".

من جانبها، أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى المساعي التي تبذلها القاهرة من أجل "منع انزلاق لبنان إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، وتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، لاسيما في ظل تعزيز مكانة القاهرة كوسيط إقليمي فاعل بعد التوصل لاتفاق شرم الشيخ بين "حماس" وإسرائيل، علاوة على غياب أي أجندة خاصة لمصر داخل لبنان سوى استقراره، وهو ما يفسر علاقتها بمختلف الأطراف". واضافت "مصر تنظر إلى لبنان ليس فقط كشريك سياسي، بل كشريك اقتصادي محوري واستراتيجي، وتعتبر استقرار لبنان جزءًا لا يتجزأ من استقرار المنطقة".

أما صحيفة "الثورة" السورية، فلفتت إلى أن "دمشق اليوم تتعامل مع لبنان حصرًا عبر الدولة ومؤسساتها، وتحرص على أن يمر أي نقاش أو تفاهم من القنوات الرسمية، في تعبير واضح عن نضج سياسي وإدراك لتغيّر قواعد العلاقات بين الدول". وقالت "هذا التحوّل، الذي قد يبدو بديهيًا في العلاقات الدولية الطبيعية، يشكّل صدمة غير معلنة لبعض القوى اللبنانية التي اعتادت تاريخيًا إدارة علاقتها مع سوريا عبر مسارات شخصية أو فئوية، لا عبر منطق الدولة، وهو ما يفسّر جانبًا من الإرباك القائم أكثر مما يعبّر عن وجود خلاف سياسي حقيقي مع دمشق"، على حدّ تعبيرها.

وتحت عنوان "هل سيتم تسليم الأسد إلى دمشق؟"، كتبت صحيفة "الغد" الأردنية "لن يسلّم الروس الأسد إلى دمشق الجديدة في الوقت الحالي، لاعتبارات كثيرة، لكن من المؤكد أن موسكو لديها الاستعداد لتسليمه مقابل صفقة محددة تقايض فيها بشأن مصالح كثيرة، وأعتقد أن الحصانة المقدمة له من الروس ليست نهائية، بل مشروطة بجملة ظروف أبرزها طبيعة العلاقة بين موسكو ودمشق في الوقت الحالي، وطبيعة الصراع الروسي مع الأميركيين، وعدة ملفات تتعلق بالوجود العسكري الروسي في سورية"، معتبرة ان بقاء الأسد في موسكو مكلف لكل الأطراف، وتسليمه سيكون مكلفًا أيضًا، فيما حالة المساكنة مؤهلة للاستمرار وفقًا للوضع الحالي إذا لم تحاول موسكو توظيف ورقة الأسد في حساباتها".

(رصد "عروبة 22")
?

برأيك، ما هو العامل الأكثر تأثيرًا في تردي الواقع العربي؟





الإجابة على السؤال

يتم التصفح الآن